ثقافة وفنون

وجه الليبرالية المظلم

مناف الحمد على الرغم من أن الديمقراطية تحظى بشبه إجماع بين علماء السياسة والفكر الدستوري، بوصفها “أرقى” نظام سياسي عرفه البشر، فإنها تعاني من هنات، تضعف الثقة بها أحيانًا، وتعرّضها لنقد خصومها. ولعلّ النقد الشائع هو اتهامها بأنها ديمقراطية نخب، وأن السطوة الاقتصادية والسياسية، تتيح استثمارها لصالح أصحاب النفوذ. ولسنا بصدد الخوض في تفنيد هذا الطرح، ولكنّ ما يعنينا -في هذا المقام- أن النظام السياسي الديمقراطي يعاني هنات وعيوبًا، شأنه شأن أيّ نظام سياسيّ عرفه البشر، ولعلّ أحد أهم جوانب هذا القصور الذي يمكن معاينته في الديمقراطية المعاصرة، هو تلازمها مع الليبرالية النخبوية. ولا يخفى أن لكل مفهوم سيرورة تاريخية تبدّل عبرها مضمونه، وشحنات أيديولوجية، حملها وفق أوضاع تاريخية مختلفة. ولهذا فإن وجه الليبرالية المظلم (النخبوي)، الذي جعل تلازمها مع ...

أكمل القراءة »

خطاب أوباما السّياسي “نحو لا يكترث للمنطق”

بقلم: مناف الحمد   كان الرّهان على مساندة الإدارة الأمريكيَّة للمعارضة السُّورية في صراعها مع النّظام خاسرًا عبر سنوات الصّراع التي تصرّمت، وكان ديدن المعارضة التَّذمر والنوح ومطالبة الأمريكان بتحمل مسؤوليتهم الأخلاقيّة تجاه المأساة السُّورية. لا شكّ أنَّ التلكؤ الأمريكي مثير للغيظ، وأنَّ ثمَّة انكسارًا في الميزان الأخلاقيّ للمجتمع الدُّولي كلّه وعلى رأسه الولايات المتّحدة الأمريكيّة، ولكن مقاربة لشخصيّة الرَّئيس الأمريكيّ باراك أوباما الَّذي تناقض ولا يزال في موقفه من المأساة السُّورية ومن النّظام السُّوريّ ورأسه يمكن أن تلقي الضَّوء من زاوية أخرى على أسباب هذا التَّراخي الأمريكيّ في إنهاء الصّراع السُّوريّ. “كنت أخطو إلى الخلف وإلى الأمام بين عالم السُّود وعالم البيض، لكلّ من العالمين عاداته ولغته والبنى المفهوميَّة الخاصَّة به”. “إنَّني شاشة بيضاء يستطيع أصحاب الاتّجاهات السّياسيَّة المتنوّعة أن ...

أكمل القراءة »

جورج طرابيشي: ثورة كاملة: مناف الحمد

لم يستطع جورج طرابيشي وهو الكاتب غزير الإنتاج أن يكتب أكثر من مقالتين خلال الحرب في سورية، ربما لأن للدمار الحاصل في وطنه قدرة على تجفيف مداده، ولأن عمق المفكر وهدوءه لا ينسجمان مع نقد أحداث حبلى بالجديد في كل دقيقة. شهد سنوات الحرب الماضية إلى حين إعلان الروس قرار سحب قواتهم من سوريا وانبثاق الأمل باتجاه مسار الحرب إلى نهايته وربما مسّ روحه قدر من السكينة جعلته يكفّ عن مصارعة الموت. قال إنه كان سعيداً بثورات الربيع العربي وتمنى أن تسفر عن صبح بقسمات حداثية وعلمانية وديمقراطية، ولكنّ ما آلت إليه الأحداث كان دماراً واستقطاباً طائفياً وامتدادات لأذرع إقليمية ودولية في وطنه وعودة مشؤومة لوجه التطرف القبيح لينشر الرعب والموت والنكوص. انكفأ جورج وظنّ البعض أن موقفه مناوئ للثورة ...

أكمل القراءة »

مصطلح “الطَّائفة الكريمة” ومفاعيله: مناف الحمد

يمثّل تصنيف الأفراد بحسب انتمائهم إلى الجماعات شرطًا ضروريًّا وغير كافّ للتَّعصُّب، ولكنَّه يتحوَّل إلى تعصُّب إذا ارتبط ببعد تقييميّ لهذه الجماعة يقع على أحد قطبيه الأقصيين قيمة الخير بكلّ ما يندرج تحتها من صفات، وعلى القطب الآخر القيمة المضادَّة المتمثلة في الشّر وما يندرج تحتها من صفات. الموروث السُّنّي لا يكتفي بالتَّصنيف، ولكنَّه يفرز بشكل قاطع الـ “نحن” عن الـ “هم” متَّخذًا من القطب الأوَّل موقعًا للمنتمين إلى الطَّائفة السُّنيَّة، ومن القطب المقابل من لا ينتمون إليها، وفي مقدّمتهم من يطلق عليهم في هذا الموروث اسم “النّصيريّة”. وهو ما يجعل التَّعصب ضدّ الطَّائفة واقعًا مضمرًا في ظروف العجز عن التَّصريح، وحربًا شعواء في ظروف مغايرة. تلعب الأنا الأعلى (الَّتي تسعى إلى الكمال بحسب المصطلح الفرويديّ) الدَّور الأساسيّ في العنصريَّة ...

أكمل القراءة »

ليبراليَّة رورتي: السّياسة قبل الفلسفة

مناف الحمد في نظر رورتي من العبث البحث عن الذَّات البشريَّة فهي ليست إلاَّ عرضًا بلا جوهر تشكّل عبر التَّنشئة الاجتماعيَّة، كما إنَّه من غير المجدي الاستغراق في التَّنظير بقصد الخروج بأجوبة على أسئلة حول نقطة البدء العابرة للتَّاريخ، أو حول تعريف الظُّلم، أو حول تحديد السّياق الَّذي يجب فيه تفضيل المرء للكائنات البشريَّة الأخرى على عائلته وذويه الأقربين. هذه أسئلة تضيع الوقت وإنّ توهّم وجود أجوبة لها سيكون على حساب الوقت والجهد الواجب إنفاقهما من أجل اجتراح طرق ناجعة لتحسين المؤسّسات اللّيبراليَّة. ويشتقّ من هذا التَّصوّر الرورتي أنَّ الأنفع هو البحث عن التَّضامن بدلاً من البحث عن الانسجام الكونيّ الَّذي يفترض إمكان وجود قانون أخلاقيّ ترانسندنتالي، بينما يمكن بسهولة العثور على التَّضامن بين الأقران في المجتمع في ثنايا قصائد ...

أكمل القراءة »

كاريكاتور

أكمل القراءة »

كاريكاتير 08-01-2016

أكمل القراءة »

مفهوم التسامح في الليبرالية:

(إشكاليات ومحددات): مناف الحمد ينظر طيف من اليساريين إلى التَّسامح على أنَّه دعوى يطالب بها رجعيون يمارسون اضطهادًا لتبرير ممارساتهم، وينظر بعض اليمينيين إلى التَّسامح على أنَّه سياسة عشوائيَّة تبيح التَّهتك والفجور، بينما ينظر إليه البعض من خارج اليسار واليمين على أنَّه ممارسة يمكن أن ينتج عنها إهمال للعائلة بذريعة التَّسامح مع ممارسات أفرادها. أمَّا من منظور ليبراليّ فإنَّ الغاية القصوى المتمثّلة في إقامة مجتمع آمن ومسالم لا يمكن تحقيقها بدون تمثُّل فضائل ليبراليَّة عديدة من ضمنها وأهمّها فضيلة التَّسامح، فالمجتمع الآمن الَّذي تحترم فيه الحقوق والخصوصيات لا بدّ له لكي يصبح واقعا من أن يترك لأفراده حريَّة تبنّي ما يشاؤون من آراء مغايرة للآراء السَّائدة في مجتمعاتهم وهو ما تحقّقه فضيلة التَّسامح. تمديد المجتمع اللّيبراليّ لمعنى الـ “نحن” إلى ...

أكمل القراءة »

ديغول/ عرفات.. سارتر/ درويش

[column size=”1/2″]صبحي حديدي تقول الرواية أن ياسر عرفات، حين اعتزم تشكيل أوّل حكومة فلسطينية، تمنى على محمود درويش أن يشغل حقيبة الثقافة. وحين اعتذر الشاعر، ردّ القائد السياسي (باستفزاز ودّي، كما روى لي درويش شخصياً): لماذا ترفض؟ هل أنت أفضل من أندريه مالرو؟ ردّ درويش، باختصار ودون اقتباس حرفي بالطبع: الضفة والقطاع ليسا فرنسا، وأبو عمار ليس شارل ديغول، ودرويش ليس مالرو؛ أمّا إذا تقاربت هذه المسميات على أيّ نحو ممكن، فإني عندها أفضّل أن أكون جان ـ بول سارتر، وليس مالرو! وبالطبع، كان الشاعر يقصد الإشارة إلى موقع المثقف النقدي، أو الناقد للسلطة على وجه الدقة، وليس الأديب المنضوي في الجهاز الحكومي؛ وكان سارتر قد شغل هذا المقام، بالضبط، خلال مواقفه المناهضة لبعض سياسات ديغول، الرئيس الفرنسي الأبرز في ...

أكمل القراءة »

الليبرالية السورية المجهضة

بقلم: مناف الحمد كان إجهاض التَّجربة اللّيبراليَّة السُّوريَّة أحد الأسباب الَّتي مهَّدت لنشوء نظام السُّلطويَّة الشُّعبويَّة البعثي السُّوري. فالأخير استفاد من فشل التَّجربة اللّيبراليَّة الرَّائدة، وما تلاها من تجربة الوحدة مع مصر في معرفة معوّقات تكريس نظامه الشّعبوي، وفهم الدُّروس جيّدًا. لفهم ذلك لا بدَّ من فهم العامل الأكثر أهميَّة في التَّجربة اللّيبراليَّة السُّوريَّة، وهو خيارات الفاعلين السّياسيين الاستراتيجيَّة وعواقب هذه الخيارات. الطبقة الرَّأسماليَّة السُّوريَّة الَّتي حاولت وضع أساس لعقد اجتماعي ليبرالي تبلور في دستور عام 1950 لم تكن غافلة عن ضرورة رفع مستوى معيشة العمال والفلاَّحين ودمجهم في العمليَّة الاقتصاديَّة كدعامة لا بدَّ منها لتحويلهم إلى شركاء تابعين في العمليَّة الاقتصاديَّة الَّتي تنحو نحو الانتقال من الاقتصاد الزّراعي إلى الصناعي، وكان من ضمن الدّيناميات لتحقيق ذلك إعادة تنظيم حقوق ...

أكمل القراءة »