نعوه


وداعاً ناصر بندق …

وداعاً أيها الرفيق النبيل 

وداعاً أيها الشاعر الجميل 

بحزن بالغٍ؛ تلقينا خبر استشهادك في المسالخ “الأسدية” 

ناصرت الحياة، وأغثت أبداناً التجأت إلى صحنايا، وهي ترتجف هلعاً ولوعة، وقدمت وصحبك؛ ما استطعتم من أشكال المساعدة المختلفة من مأوى ومأكل ودواء..

ناصرت الكلمة، والحرية والديمقراطية..

ناصرت الإنسان، والودَّ والأصدقاء؛ حتى وإن اختلفوا معك حول ما يجب أن يكون عليه مقاس السماء. 

انتصرت لوحدة مصير السوريين دون أن تنظر إلى الزوايا التي يتلطى بها الطائفيون، ليقموا الحجج على اختلافنا..

فكنت -ومن اعتقلوا معك- وفرموا تحت آلات التعذيب وبين أيادي الوحوش “الأسدية” 

كنت صفعة على وجوه مدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم. 

كنت صفعة على وجوه الذين اجتهدوا في صبغ ثورتنا بألوان الطائفيّة البغيضة. 

وكان ردُّك: ها جسدي وهاكم قلبي، إنهما ذراعاي …

علّهما يظللان ولو شبراً من البلاد… 

كان على الطغاة أن يسرعوا في الفتك برفيقك مروان الحصباني بعد سويعات من اعتقاله…

وكان على وحوش الأسد أن يتفننوا في طحن عظامك التي صمدت لأيام أليمة… 

بعد إخفاءٍ لعشر سنوات، تسللوا إلى دائرة النفوس كاللصوص، وشطبوا اسمك من دائرة الأحياء ونقلوك إلى مصاف الشهداء منذ 5/3/2014. لعلهم أملوا في أن تموت ذكراك!

فشروا يا ناصر …
سيظلُّ اسمك، واسم مروان حصباني وأسماء السابقين واللاحقين من عاشقي الحرية؛ حبات في مسبحة الحلم الذي ناضلتم من أجله، وطن الحرية والديموقراطية والكرامة، وطن المواطنة والقانون والتنوع الثقافي.
وسنظلُّ نسبّحُ بأسمائكم طويلا.. طويلاً… فهذا الوطن حاشاه.. أن ينسى عاشقيه. 

 وها هم أهلك في جبل العرب يتهجسون خطاك، يتابعون ما بدأته ورفاقك وكلِّ السوريين، يستمرون بانتفاضتهم حتى تتحقق أهداف الثورة التي حملت وأمثالك مشعلها.
إنّنا_ في حزب الشعب الديموقراطي السوري_ نعزي أنفسنا، ونعزي أصدقائك ورفاقك وذويك، ونخص بالذكر زوجتك فريزة وابنتك إنانا، ونقدم لهم صادق عزائنا.
دمشق 10-2-2024
                                                                          الأمانة المركزية
                                                                لحزب الشعب الديموقراطي السوري