الافتتاحية

افتتاحية الموقع: لا يعرف حافظ الأسد فيق من عين فيت

رئيس التحرير “لا يعرف حافظ الاسد فيق من عين فيت” كرر هذه المقولة على مسامعي مرارا حمد عبيد وزير الدفاع السوري عام 1963، وكان يقصد أن حافظ الأسد يجهل -بحسب عبيد- جغرافية الجولان السوري الذي تقع فيه هاتان المنطقتان. وكان عبيد يؤكد جازمًا أن حافظ الاسد قد سلم الجولان في صفقة ثمنها مساعدته في الاستيلاء على السلطة بعد ذلك ببضع سنوات. إن الخبر الذي يكاد يتواتر -وإن بشكل غير مقنن- عن تسليم الأسد الأب للجولان لا وزن له أمام استباحته لسورية وتحويلها إلى مزرعة للموالين من أبناء طائفته وغيرهم. والحق أن الأسد مع جهله المفترض بالجولان الذي ظل يستخدم قضيته في خدمة خطابه الممانع المؤطر بأيديولوجيا القومية العربية كان يمتلك التمثل المعرفي للواقع الذي يعنيه، وهو واقع اللعب على تناقضات ...

أكمل القراءة »

افتتاحية الموقع: في ذكرى انطلاقة الثورة السورية

رئيس التحرير ليس الحديث عن قيم مصنوعة يإبداع إنساني محاولة حالمة لتسويد العقل البشري، ولا هو محاكاة لمحاولات فضّ النزاع بين الغيب والشهود لمصلحة الأخير، ولكنه ما تفرضه حقيقة استحالة امتلاك القيم وجودًا ذاتيًا منفصلًا عن الإنسان اختراعًا وتطويرًا. ولأن هذه هي الحال، فإن محاولات استخراجها من مثل مفارقة أو بنى محايثة أو مشتركات بين جزئيات يحيلها إلى أيديولوجيات مفروضة لا تتفاوت في تزييفها للوعي إلا بقدر ما تستند إليه كل منها من قوة مادية. في ذكرى انطلاقة الثورة السورية يجول الفكر في مسارب عديدة متشعبة ويفكك مقولات للنخب السورية لا يمكن لها أن تفك أسر عبوديتها لقيم مفروضة من عمق أيديولوجي مفارق في حالة المتلبرلين والعلمانيين أو قيم مستمدة من نصوص مؤولة تأويلًا ضيقًا أصوليًا مهما ادعى التستر بقشرة ...

أكمل القراءة »

افتتاحية الموقع: في ذكرى مجزرة حماة

يمكن لمجزرة حماة التي ارتكبها النظام الأسدي في بداية ثمانينيات القرن الماضي أن تكون حدثًا من أهم الأحداث في التاريخ المعاصر ليس بسبب ما ارتكب فيها من جرائم فحسب، وإنما لكشف عوار المنظومة الدولية القانونية والسياسية. فأن يقتل عشرات الألوف وتغتصب مئات النساء وتختفي أحياء بكاملها في بضعة أيام ثم يقاد إلى أقبية الإجرام الآلاف ممن لا يعرف مصير نسبة كبيرة منهم إلى يوم الناس هذا، ثم لا يجري مجرد حديث عن محاكمة من ارتكب كل هذه الجرائم أمر كفيل بأن يجعل المرء يطالب بإعادة النظر بكل ما حققته الإنسانية من إنجازات على صعيد المؤسسات وعلى صعيد حقوق الإنسان. ويظل السؤال مطلًا برأسه اليوم بعد أن ارتكبت جرائم على مستوى سورية كلها، وبعد أن فقد مرتكبها ميزة القدرة على إخفائها ...

أكمل القراءة »

افتتاحية الموقع: بين قفزتين الى الموت

رئيس التحرير شاب فراتي يقضي جل وقته في المركز الثقافي يبحث عن حقائق تاريخية تخص تاريخ سورية السياسي في بدايات القرن الماضي، ويجهد نفسه في محاولة العثور على أجوبة عن أسئلة لا تخدم هدف البحث كثيرًا لافتقاره إلى عدة منهجية تسدد خطاه. هو أنموذج لشريحة شباب أدركوا بدون أن يشاركوا ما يسمى -لغرض تجهيليّ- أحداث الثمانينيات ووجدوا أنفسهم في قفص حديدي أحكم الأسد الأب صنعه يصادر فيه العقل وتفترس فيه أيامهم أنياب الفاقة وطوابير الانتظار الطويلة للباحثين عن أي عمل يسد الرمق. انفجار الحراك الشعبي عام 2011 حرّك لديه أملًا بإمكانية الخروج من القفص، وبجعل فسحة النور الضيقة التي كانت تتيحها كتب المركز الثقافي المنتقاة بحسّ استخباراتي نافذة نور مشرعة على الحرية والكرامة والعيش الكريم. وربما وجد فيها فرصة لامتلاك ...

أكمل القراءة »

افتتاحية الموقع: اجعلوا التاريخ يكرج بملاسة!

الحراك الشعبي ضد النظام الاستبدادي في السودان، ولا يمكن أن تكون ذا مسكة من عقل ما لم تتعاطف مع شعب يطالب بالخبز والحرية والكرامة بعد عقود من الطغيان والتجهيل والقمع. ولكن ينبغي عليك ألا تذهب بعيدًا في عواطفك وأن تبحث عن عوامل كامنة للانفجار غير منطوق بها، فإبان الحرب بين النظام السوداني والجيش الشعبي لم يتورع قادة هذا الجيش عن التنسيق مع قوى خارجية يؤكد كثير من الباحثين الموضوعيين أن من بينها الكيان الصهيوني، و لم يرف لهم جفن وهم يجعلون العنف في التعامل مع الشماليين بديلًا وحيدًا فأسكتوا كل الخطابات البديلة للعنف عن طريق تدمير كل المؤسسات الوسيطة التي يمكن أن تقف حائلًا بينهم وبين مجنديهم كالعائلة والقبيلة وحتى الدين. كما عمل قادة الجيش الشعبي على تجريد العنف من ...

أكمل القراءة »

افتتاحية الموقع: لستم إخوانًا ولا ديمقراطيين!

يمكن لمتصل هندسي واقع على طرفه الأقصى ديمقراطي سوري، وعلى طرفه الآخر موال لنظام الاستبداد أن يكون نمذجة مبسّطة لشاغلي القطبين اللذين ينظر الأول إلى نفسه على أنه نصير الحق والخير والجمال، ويبرر الثاني موقعه بالدفاع عن استقلالية القرار الوطني ومحاربة الإرهاب وممانعة القوى الامبريالية. ولكن الأنموذجات الرياضية لا تفلح إلا في اختزال الواقع بالغ التعقيد والتشابك وتسهيل اختيار الموقع بفعل إرادوي قد لا يكون مطابقًا لواقع الحال، وغالبًا ما يكون كذلك. فيمكن لديمقراطي مصقع أن يزاحم على وضع موطئ قدم في القطب الأول، ولكنك لا تسمع منه إلا خطابًا عن الاستبداد غير متعيّن ولا يمثل النظام السوري بؤرته، بينما تراه يصبّ جام غضبه على معارضة النظام بكل أطيافها بما فيها الطيف الذي ينتمي إليه. ولا تستطيع وأنت ترى العمومية ...

أكمل القراءة »

افتتاحية الموقع: لعلي آتيكم من جذوة الثورة بقبس

لا شك أن للثورة السورية جذرًا نبيلًا وشرعية لا يمكن لمنصف إنكارها، وليس هذا الإطلاق مفتقرًا إلى حجته مهما تراكم على متنها الأساسي من غبار يحجب وضوح عباراتها، وتماسك نصوصها. فالبنية الاستبدادية لنظام الأسد وتسلط أجهزته الأمنية المنتشرة أدواتها كالفطر في كل مفصل من مفاصل حياة السوريين كفيلتان لوحدهما بجعل الثورة حقًا طبيعيًا للثائرين. ولكن ما يحز في قلب كل ثائر أن ما خرج لأجله قد انحرف بفعل قصدية لفاعلين اجتماعيين متفاعلة تفاعلًا جدليًا مع بنية إلى حرب أهلية، وهو ما ينبغي علينا أن نكاشف أنفسنا به لكي نعيد للثورة نقاءها. وهذا التفاعل الجدلي الذي أشرنا إليه ضروري احترازًا من التفسير البنيوي للعنف والذي يغفل قصدية الفاعلين. يعجز التفسير المعتمد على البنية عن الإجابة عن كثير من الأسئلة. ويبرز دور ...

أكمل القراءة »

افتتاحية الموقع: الفارس وجنيد: ثقافة الحياة إذ تقهر ثقافة الموت

يمكن للشعور بالدفء المستمد من التكور على الذات داخل قوقعة هوية منتقاة من وراء سجف القرون أن يكون مانعًا من فتح النافذة لتلقي ما يكشف لحافها، ويتسبب في برد تفرضه مواجهة الأوهام بالحقائق. فكما تنوس الفراشة حول الضوء الذي لا يتوانى عن حرقها بحكم طبيعته، ينوس المؤدلج والهوياتي حول هويته باحثًا عن دفء لا يلبث أن يقتله قتلًا رمزيًا أو جسديًا. ولذلك ترى الموهوم بهوية ساكنة يتخذ من تكبيرها وتحويلها إلى كائن متخيل عملاق سلاحًا لتبرير خضوعه لها، وركونه إلى جبروتها، واستمرائه الذل في خدمتها. فهي في مثال صارخ عليها أمة عربية أزلية أبدية ذات رسالة خالدة تتجدد روحها عبر مراحل التاريخ المتعاقبة، ويمكن لها أن تفرض على من يعشّش في عقله خيالها أن يندفع بكل صدق إلى الفناء لأجلها. ...

أكمل القراءة »

افتتاحية الموقع: بأي ذنب قتلت؟

يمكن لمقتل الصحفي السوري ناجي الجرف الذي قتل في وضح النهار على يد مجهولين أن يكون حدثًا تشتق منه دلالات كثيرة وإشارات استفهام أكثر، فالشاب القادم من مدينة السلمية التي أبدعت فلسفة من أهم الفسلفات في التراث الإسلامي والذي لم يكن معنيًا بانتمائه الطائفي، ولا بانتمائه المناطقي والذي ربما أريد لاسمه أن يكون رمزًا للبحث عن نجاة السوريين من المقتلة الجماعية، يمكن لهذا الشاب أن يكون نموذجًا نشازًا وسط أقطاب الصراع المهيمنين على ساحته. ويمكن أن تكون عروبة بركات وابنتها بزيهما المحافظ وعلمانيتهما الصريحة نموذجين لا يروقان للإقصائيين من الطرفين العلماني والإسلامي. ولأن ناجي وعروبة وابنتها لم يكونوا نماذج عادية فإن مضرمي الفتنة على اختلاف توجهاتهم ومصالحهم يمكن أن يوضعوا في قفص الاتهام، وأن تكون جريمتا الغدر بهم في تركيا ...

أكمل القراءة »

افتتاحية الموقع: لماذا لم يسقط التمثال؟

لماذا لم يسقط التمثال؟ يمكن لك أن ترى الحالة الاستاتيكية التي تعيشها تلك المدينة مكثفة تكثيفها الأقصى في مكانين: المجمع الحكومي الذي يحوي بناء البلدية والمحكمة الذي لا ترى في أبنيته  أبسط معايير الجمال الهندسي، ولا تلحظ في مداخله ومخارجه أبسط أهتمام بالنظافة. والأبنية الصفر التي يقطن معظم شققها الخالية من المنحينات والمشغولة بالزوايا الحادة عوائل يجهد ربها وربتها في تحصيل أبسط مقومات العيش تاركين أطفالهم للعب في مداخل البيوت التي لا يمسّها الماء إلا كل بضعة اشهر، ولا يخيم عليها دفء العاطفة التي ألقى بها خارج البيت عبء المعيشة الثقيل، وهندسة البيت التي تبعث على البرد في حر الهاجرة. ربما كان الإبقاء على حال الجمود وتكثيفها في اختيار اللون الكئيب وفي إهمال الأبنية التي ترمز للقضاء ولحركة الحياة سياسة ...

أكمل القراءة »