مراجعات ودراسات

انفجار بيروت… تداعياته واتجاهات تطور الوضع اللبناني

مركز حرمون للدراسات المعاصرة أولًا: مقدمة شكّل انفجار مرفأ بيروت المدمِّر محطة أساسية في تحولات الوضع اللبناني، الذي يشهد ثورة منذ نحو عام، في محاولة من الشعب اللبناني الذي أنهكه الفقر والفساد للخروج بالبلد من أزماته وهشاشته، بحكم حالة التسلط والسيطرة التي فرضها “حزب الله” بقوة السلاح، وجعل فيها لبنان والشعب اللبناني رهينة لمشروع إيران وحرسها الثوري في المنطقة، على الأقل منذ 7 أيار/ مايو 2008 واتفاق الدوحة، الذي دفع بقية القوى السياسية اللبنانية إلى التسليم -تحت تهديد السلاح- لـ “حزب الله” بالسيطرة على لبنان، والتحكم في مفاصل الدولة اللبنانية، والتصرف بقرار الحرب والسلم نيابة عنها، والسيطرة على المعابر والمرافق الحيوية لخدمة مشروعه . انفجار بيروت غير المسبوق في ضخامته، والدمار الذي خلّفه، سوف تتالى تداعياته، ولن تقف عند تحقيق ...

أكمل القراءة »

التجويع والحصار في سورية (دراسة في الوقائع والأهداف والتوصيف القانوني): عبد الرزاق الحسين

  يُعدّ الغذاء حقًا طبيعيًا للبشر لكونه ضرورةً لاستمرار الحياة الإنسانية، ويؤثر نقص الغذاء تأثيرًا سلبيًا في حياة الناس وإرادتهم. ونتيجة لتلك الأهمية، كانت السلطات تتحكّم دائمًا في حاجة الناس الطبيعية إلى الغذاء، وتستغلّها في النزاعات والحروب، من أجل التأثير في إرادة الخصوم، باستخدام التجويع سلاحًا، لتحقيق أهداف معيّنة، منها الإخضاع والتهجير، وقد يصل الأمر إلى إبادة الأفراد أو الجماعات، ولعل عبارة “إما نموت أو نرحل” التي قالها رجلٌ من المدنيين المحاصرين في مدينة داريّا السورية، وقد وردت في تقرير لمنظمة العفو الدولية (أمنستي)، تلخّص وضع المدنيين السوريين، في المناطق التي تعرضت للحصار على يد الجيش السوري والميليشيات الداعمة له، فالموت هنا ليس بسبب القصف الجوي والمدفعي المتواصل على المدن والأحياء المحاصَرة فحسب، بل بسبب الجوع ونقص الغذاء بشكل أساسي، ...

أكمل القراءة »

الهندسة الديموغرافية في سورية تمهّد الطريق لصراعات مستقبلية

بينما يستمرّ الشرق الأوسط في الانزلاق، من أزمة إلى أخرى، فإن وجهة نظر حكومة الولايات المتحدة التقليدية، إزاء هذه الأزمات، تنطلق من منظور “الدولة القومية أولًا”، وقد يؤدي الاستمرار في العمل بهذا المنظور إلى إخفاقات سياسية متكررة، أو إلى طرق مسدودة؛ ذلك بأن النتائج المأسوية التي وصلت إليها المنطقة لها علاقة جزئية بالفشل في التعامل مع الاتجاهات الأكبر التي كشف عنها الربيع العربي والعقد اللاحق: وهي حالة الترابط بين مختلف المجتمعات العرقية والدينية التي تمتد عبر بلدان متعددة، والتأثير المباشر الذي يتمتعون به على سياسات بلدانهم، حيث كانت هذه المجتمعات موجودة، في تكويناتها الحالية، قبل وقت طويل من التحديد الصنعي للحدود الحديثة للشرق الأوسط. وإن تجاهل هذا الترابط ومعاملة كل بلد كوحدة قائمة بذاتها، يمكن حل أزماته من دون سياسات ...

أكمل القراءة »

في ضرورة الحوار وأدواته (الحوار الإسلامي العلماني أنموذجًا)

مناف الحمد “لما كان التخندق الأيديولوجي بين التيارات المختلفة معضلة كبرى أسهمت الأحداث الهائلة في كشفها أكثر، إن لم تسهم في تكريسها أيضًا، فإن الوصول إلى مشتركات بين المنتمين إلى تيارات مختلفة – يمثل القطبين المحوريين لها التياران الإسلامي والعلماني غير ممكن إلا عبر حوار جاد يتطلب أداتين أساسيتين: الأولى: أن يكون اختيار الوسائل بدالة الغايات المتفق عليها، وهي غايات نظن الوصول إلى ضبطها وتحديدها سهلًا كلما كانت غايات عامة تمسّ مصلحة الإنسان من حيث هو. وهو ما يسمى بالاستدلال الحواري الذي يختلف عن الاستدلال البرهاني الذي طالما أرهق المتحاورين؛ لأنه يناقش قضايا جدلية يحاول كل طرف إثباتها إثباتًا قطعيًا، ودون ذلك خرط القتاد. والثانية: الوعي بالمغاير، وهو وعي لا يكتفي بالانطلاق من منظور واحد، وإنما وضع المحاور نفسه في ...

أكمل القراءة »

أخطار تفكك الجغرافية السورية

مركز حرمون للدراسات المعاصرة ٢١ تمّوز/ يوليو ٢٠٢٠ أولًا: مقدمة تكثر النزعات الانفصالية، عندما تتداعى الدول المركزية وتشرف على الانهيار، حيث تستغلّ بعض المجموعات ضعف الدولة للنيل منها، عبر المبالغة في مطالبها المحلية إلى حدود الدعوة إلى الانفصال وإنشاء كيانات مستقلة، أو الالتحاق بدول الجوار. وتمر سورية الآن بوضع مشابه، حيث تعلو فيها بعض الأصوات مطالبةً بانفصال هذا الجزء، أو اعتماد إدارة خاصة لذاك، من دون مبررات قانونية وسياسية، وتعزز تلك الأصوات قوتها بالاستقواء بالخارج. تحاول هذه الورقة -بإيجاز- تتبع مثل هذه الحالات وتقصّي مقدماتها، والبحث في أسبابها وفرص نجاحها، ضمن الشروط السورية الداخلية وتلك المحيطة بسورية، ومدى توافقها أو تعارضها مع مصالح السوريين ككل. ثانيًا: نقاط ضعف الخارطة السياسية السورية بعد عام 2011 لم يكن إنشاء دولة سورية الحالية، ...

أكمل القراءة »

تفكيك مفهوم الوطن: خلدون النبواني

مركز حرمون للدراسات المعاصرة يعيش ما يُسمى بـ “العالم العربي”، منذ أكثر من عقد، تفجرًا ثوريًا ضد أنظمة الحكم السياسية البالية التي ما كان لها أن تستمر أكثر من ذلك، بعد أن تجاوزها الزمن، وصارت أفعى التاريخ الطويلة جدًا والعملاقة بحاجة إلى تغيير جلدها لتتمكن من الاستمرار بالحياة. وإذ يحتدم السجال السياسي ثقافيًا، اليوم، بين “خطابات” حول إمكانية تسمية ما يحصل عندنا بالثورات أو الأزمات أو المؤامرات أو الفوضى، فإن هذه الخطابات تظل بدورها -بنظري- خطابات صورية شكلية ملأى بلغة سياسة الماضي ومفاهيمها وقيمها التي قامت الثورات ضدها. وبمعنى آخر: إننا نكون بذلك كمن يحاول إغراق مركب السياسة المتصدع بتحطيمه، من دون أن يعي، في لحظة الثورة ونشوة الهدم، أنه لا يزال على ظهر ذلك المركب، أو أن نكون كأولئك ...

أكمل القراءة »

التحركات السياسية الروسية الأخيرة (هدفها – توقيتها – حظوظها)

مركز حرمون للدراسات 6 /7 / 2020 أولًا: مقدمة تناقلت وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، في الأسبوعين الأخيرين، أخبارًا عن لقاءين منفصلين عقدهما مسؤولون روس مع جهات “معارضة”، لبحث الملف السوري، وسُبل تسهيل إنجاز حلّ سياسي يستند إلى القرار الأممي رقم 2254 لعام 2015. في اللقاء الأول، اجتمع ميخائيل بوغدانوف (معاون وزير الخارجية الروسية لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا) في العاصمة القطرية الدوحة، بالشيخ معاذ الخطيب، الرئيس السابق لائتلاف قوى الثورة والمعارضة؛ وفي اللقاء الثاني، اجتمعت مجموعة، سمّت نفسها “علويون مؤثرون”، في 15 حزيران/ يونيو الجاري، بسيرغي ميشين (رئيس البعثة الروسية للأمم المتحدة في جنيف) للهدف ذاته: بحث سُبل السير في الحل السياسي للصراع الدائر في سورية. وقد تحمل الأيام القادمة أخبارًا عن لقاءات أخرى، في الداخل السوري أو في ...

أكمل القراءة »

كيف ولماذا تحدّت إدلب أمراءها الجهاديين: منهل باريش

منعت المقاومة المحلية ضدّ هيئة تحرير الشام في إدلب اختراق هذه المجموعة لشرائح كبيرة من المجتمع، ومن الممكن أن تلعب أيضاً دوراً في التصدي لأي محاولة للسيطرة على المحافظة من قبل أي طرف فاعل في المستقبل. صدر: 22 أيار/مايو 2020 مقدّمة في الأعوام القليلة الماضية، باتت هيئة تحرير الشام، وهي تنظيم جهادي سلفي تقوده جبهة النصرة، أي فرع تنظيم القاعدة سابقاً في سورية، تحتل مكانة بارزة في محافظة إدلب شمال غرب البلاد. وإدلب هي آخر ماتبقّى من معاقل مهمة يسيطر عليها الثوّار في سورية، علماً بأن النظام السوري بدأ باستعادة مناطق شاسعة من المحافظة أواخر العام 2019. يبلغ عدد سكان إدلب نحو ثلاثة ملايين نسمة نصفهم من النازحين داخلياً، وهيئة تحرير الشام هي الفصيل الأقوى هناك. وحتى قبل أن يتمكّن ...

أكمل القراءة »

كيف خَسِرَ المجتمع المدني السوري استقلاليته في حرب الأجندات المتصارعة: أسعد العشي

تمّ استتباع المعارضة العسكرية والسياسية السورية بشكل فعّال من قبل الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية، بفعل اعتمادها المطّرد على تمويل هذه الجهات. صدر: 22 أيار/مايو 2020  مقدّمة أدّت انتفاضة العام 2011 ضد النظام السوري وما تلاها من انزلاق البلاد إلى أتون حرب أهلية، إلى بروز ظاهرة كانت غير معروفة نسبياً في سورية. إذ بعد نصف قرن تقريباً من الحكم السلطوي لآل الأسد ومعه مروحة من أجهزة الأمن، سُمِحَ للعديد من اللاعبين السوريين السياسيين والعسكريين والمدنيين بتحدّي الدولة. وهكذا، لعبت مجموعات من المجتمع المدني السوري دوراً رئيساً في تغيير الأمر الواقع. ومن خلال تبنّيها لرؤية مختلفة لسورية وتقلّدها مسؤوليات في الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة التي كانت تخضع عادة إلى سلطة الدولة، كقطاع الخدمات، استطاعت هذه المجموعات طرح نفسها كبديل مُستقل عن ...

أكمل القراءة »

الولادة المتعسرة للهوية الوطنية السورية – الأيديولوجيا أولاً: أحمد مأمون

مع ازدياد الانقسام في المجتمع السوري نتيجة أعمال القمع الوحشي والسياسات الطائفية لنظام الأسد، يتجدد سؤال الهوية الوطنية السورية، السؤال الذي انطلق من سوريا قبل أكثر من قرن بقليل، منذ أن نادى القوميون العرب الأوائل بفكرة “الأمة العربية” وولدت لأول مرة مشكلة بناء “الهوية الوطنية” في المشرق العربي الجامع للإثنيات والطوائف والعشائر، وهو ما جعل حضور هذه الإشكالية أكبر في دراسات المشارقة مقارنة بالمغاربة نتيجة اختلاف حدة التنوع الإثني والديني بين جناحي الوطن العربي. وبناءً على رؤية مفادها أنَّ “بناء الهوية الوطنية” من أكبر إشكاليات عملية بناء الدولة-الأمة في الوطن العربي، وأحد معوقات التحول الديمقراطي، باعتبار أن “معوقات عملية بناء الأمة هي بالضبط معوقات الانتقال الديمقراطي في العالم العربي” لم يسعَ العرب في المشرق للتبحر في دراسة آليات صناعة الهوية عبر ...

أكمل القراءة »