حزب الشعب الديمقراطي السوري

مؤتمر منظمة المهجر

كلمة اللجنة المركزية
القاها الرفيق الأمين الأول للجنة المركزية غياث عيون السود

 

ضيوفنا الأكارم … رفاقنا الأعزاء

يطيب لنا بدايةً أن نتوجه لكم بتحياتنا الحارة، وبالشكر لضيوفنا الأكارم على تفضلهم بتلبية دعوتنا ومشاركتنا هذا الاستحقاق، راجين دوام التواصل والتفاعل لما فيه مصلحة شعبنا وبلدنا. كما لا يسعنا إلا أن نشكر أيضًا جميع الرفاق على ما بذلوه من جهود طيبة في التحضير لهذا المؤتمر الهام في توقيته ومهامه، بوصفه خطوة من خطوات أخرى نقوم بها من أجل ملاقاة المرحلة القادمة التي نعتقد أننا سنواجهها في المستقبل القريب. لكم منا كل التقدير والاحترام، متمنين لكم ولمؤتمركم كل النجاح والتوفيق.

********************

لسنا بصدد استعراض مراحل الثورة التي عشناها جميعًا، والتي دخلت عامها السابع، لكننا نود أن نتوقف عند بعض النقاط انطلاقًا من أهميتها:

  1. لقد تلقى الشعب السوري وقوى التغيير الديمقراطي، ثورات الربيع العربي وكله أمل بأن يظفر بحريته التي حرم منها عقودًا طويلة. وكان حزبنا إحدى القوى التي دعمت الثورة وناصرتها؛ لأنها رأت فيها تتويجًا لنضالات خاضتها طوال عقود، وتلبية لاستحقاق تاريخي طال انتظاره وتأجيله جيلًا بعد جيل.
  2. لم تكن ثورة الشعب السوري أحد الخيارات الممكنة للتغيير، بل كانت المخرج الوحيد الذي يتطلع إليه عشاق الحرية والديمقراطية، وطموحًا لا يعرف الحدود لفتح الآفاق المقفلة التي أحكم نظام القمع والإرهاب إغلاقها عن سابق عمد وإصرار. فلقد جاءت تعبيرًا صارخًا عن إرادة هذا الشعب الصابر لكسر حالة الاستعصاء الممتدة عبرعقود من حكم آل الأسد الاستبدادي، وما كرسه من فساد وتهميش واضطهاد وإذلال، جعلت من كل مواطن سوري مشروع ثورة بوجه طغيانهم وتسلطهم. وليس من المبالغة وصفها بـ (أم الثورات). ليس فقط بما انطوت عليه من بطولات وتضحيات، وليس بسبب كثافة حمولاتها الثقيلة من ممكنات لتغيير وجه المنطقة برمتها، بل بالنظر إلى ما واجهته من رفض واستعداء وخذلان طاول دول العالم وأنظمتها على اختلاف دوافعهم وخلفياتهم.
  3. لقد واجهت الثورة منذ انطلاقتها وحشية وإجرام النظام أولًا، وتردد وتشكيك المجتمع الدولي بها ثانيًا، ومسارعة إيران وحزب الله إلى نجدة النظام ثالثًا، وبعد فشلهم جميعًا، جاء الاحتلال الروسي لمنع انهياره، متسلحين جميعًا بكل الجرائم الدولية كافة. ورغم ذلك، وللسنة السابعة على التوالي تستمر ثورة السوريين بكل طاقاتها التي لا تنضب، وبكل حمولتها الأسطورية من بطولة وصبر ومعاناة، متنقلة بين انتصارات وانكسارات وسط المهالك التي تتقاذفهم من مقتلة ومجزرة ومحرقة إلى ويلات الحصار، والتجويع، والتهجير، والموت الكيماوي المباغت، وفي محيط متلاطم من الخذلان والنفاق المخزي الذي شوه وجه العالم ولوث صورته. فهل هناك صمود وإصرار أكثر من هذا؟!

 

*******************************

 

الضيوف الأكارم …الرفاق الأعزاء

لقد وطدّ الاحتلال الروسي مواقعه في سورية ومنع انهيار النظام، ودمر كل مقومات الحياة في العديد من المناطق السورية وخاصة في المنطقة الشمالية التي شرد أهلها، وأشرف مع النظام وإيران على عمليات التهجير القسري والغيير الديمغرافي لتركيبة هذه المناطق (اتفاقية المدن الأربعة وحي الوعر الحمصي، وأحياء شرق دمشق). ثم انتقل للسطو على الملف السياسي للأزمة من خلال محطة الأستنانه التي أراد من خلالها الإطاحة بمرجعية جنيف الدولية كإطار للحل السياسي، في ظل غياب الأهتمام الأميركي.

بعد انتخاب ترامب، بدأت الإدارة الأميركية تهتم بقضايا المنطقة ومنها الشأن السوري، بخطط غير معلنة، لكن ما نشهده بوضوح، أنه بالإضافة إلى أولويتها بمحاربة داعش، أخذت توجه سهامها نحو إيران وحزب الله والنظام، وتنتقد السلوك الروسي في سورية لوحشيته وجرائمه . يبدو أنها تستعد الآن لمواجهة شاملة على مستوى المنطقة، وهذه ما تشير إليه زيارة ترامب للسعودية، ولقاءاته بقادة دول الخليج، وبالعديد من قادة الدول العربية والإسلامية. ونرى من الهام جدًا متابعة نتائج هذه اللقاءات وما ستسفر عنها من تدابير وإجراءات ربما تتناول الشؤون العسكرية والسياسية على نحو جدي، تفرض المزيد من العزلة الدولية على روسيا، وتؤسس لحضور أمريكي قوي في منطقة الشرق الأوسط.

في ظلّ هذه الأجواء الحالية، المطلوب من المعارضة السياسية والعسكرية، أن تتهيأ لملاقاة التطورات القادمة. ولعل أبرز هذه التطورات: أن تقدم نفسها بديلًا مقبولًا عن النظام، وهذا يتطلب منها طرح خطاب مرن على مختلف المستويات السياسية والعسكرية، وأن تعيد تقديم نفسها أيضًا كطرف واحد موحد. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، المطلوب من المعارضة العسكرية خصوصًا إعادة اللحمة إلى صفوفها، والتخلي عن طروحاتها المتطرفة، والتمسك بالأهداف الحقيقية للثورة والعمل تحت رايتها فقط.

ومطلوب من المعارضة السياسية أن يكون لها برنامج مستخلص من العديد من الوثائق التي سبق أن طرحتها، والتي تركز في جوهرها على توحيد مكونات المجتمع السوري والتي عبث بها النظام طويلًا، وأن تعيد انتاج مواقفها وطروحاتها وفق حوارات مفتوحة من أجل ايجاد حلّ عادل للقضية الكردية، يضمن جميع حقوق المواطنين الكرد القومية، والثقافية، والاجتماعية.

 

*****************************

 

في ظل اشتداد الصراع الدولي والإقليمي على سوريا، وتكريس مناطق نفوذ لهذه الدول، ينبغي أن نطالب بإخراج القوى الأجنبية كافة، وعودة المهجرين إلى ديارهم، وبناء المؤسسات الدستورية والوطنية بالتوافق بين سائر المكونات، وهو ما يضمن لنا إمكانية الحفاظ على وحدة سوريا أرضًا، وشعبًا.

 

تحياتنا لكم مجددًا، وشكرًا لإصغائكم.

تحية لأرواح شهداء الثورة السورية

وتمنياتنا القلبية بالشفاء العاجل للحرحى والمصابيين، وبعودة كريمة لإخواننا المهجرين

والحرية العاجلة للمعتقلين

عشتم وعاشت سوريا وثورتها المجيدة

دمشق 20 /5/2017

اللجنة المركزية

لحزب الشعب الديمقراطي السوري

 

[gview file=”http://www.syria-sdpp.org/wp-content/uploads/2017/05/كلمة-اللجنة-المركزية-ألقاها-الرفيق-الامين-الاول-للجنة-المركزية-غياث-عيون-السود.pdf”]