تمرّ سورية في الوضع الراهن بمرحلة التحرر الوطني للخلاص من قوى الاحتلال والاستبداد، وهذا يتطلب من قوى الثورة والمعارضة ومنها حزبنا، بناء تحالف وطني عريض يتلاقى مع مهام هذه المرحلة والتي تتلخّص فيما يلي:

1-الحفاظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً، وصيانة سيادتها واستقلالها. ومواجهة جميع المشاريع والمخططات التقسيمية والانفصالية (المكشوفة والمستترة) التي تهددها. والعمل على إفشالها برص الصفوف على قاعدة احترام إرادة الشعب السوري، وأرضية الوحدة الوطنية والمصير المشترك.

2- تجديد روح الثورة السورية، وحماية خطّها الوطني الديمقراطي التحرّري بمواجهة الاحتلال والاستبداد والتبعية والطائفية. واعتماد المشروع الوطني السوري، الذي يتّسع لجميع السوريين. فلا يتجاوز الوطنية السورية، ولا يقبل بما هو دونها.

3- التمسّك باستقلالية القرار الوطني السوري وحمايته، وتوفير الشروط اللازمة لتحقيق ذلك. مع المحافظة على أعلى درجات التعاون والتنسيق مع الدول من أصدقائنا وحلفائنا في المنطقة وعلى الصعيد العالمي.

4-إنتاج خطاب وطني سوري، يتوجّه إلى جميع السوريين في جميع مناطق تواجدهم، وعلى اختلاف انتماءاتهم ومواقعهم. يستوعب خصوصية جميع مكوّنات الشعب السوري بآمالها وآلامها، بقلقها ومخاوفها، من أجل تجاوز الماضي وعثراته، ووضع حدّ للمحنة التي طالت الجميع، تمهيداً لصياغة عقد اجتماعي جديد يحتاجه السوريون، ويكون من صنع أيديهم وبإرادتهم.

5-اعتماد الحلّ السياسي كخيار رئيس لقوى الثورة والمعارضة في صراعها مع النظام وحلفائه، على أساس التمسّك بأهداف الثورة والعمل على تحقيق الانتقال السياسي عبر مفاوضات جادّة ومثمرة لتنفيذ بيان جنيف 1 لعام 2012، والقرارات الأممية ذات العلاقة 2218 و2254 و262 /67، على ألا يكون هناك أي دور لرأس النظام وزمرته الحاكمة في المرحلة الانتقالية أو في مستقبل سورية. والاستمرار بدعم العملية السياسية والجهود الدولية عبر مسار جنيف وبرعاية الأمم المتحدة بأعلى درجة من الأهلية والمسؤولية.

6- العمل على خروج جميع الجيوش والقوات الأجنبية عن الأراضي السورية، ورحيل كافة المليشيات غير السورية والمقاتلين الغرباء.

7- محاربة الإرهاب بكل أشكاله ومصادره ونبذ التطرف، ودعم الجهود الإقليمية والدولية في هذا المجال. على أن تشمل إرهاب النظام وداعش والقاعدة، وإرهاب المليشيات الطائفية التي استولدتها إيران وموّلتها وأطلقتها لقتل السوريين وممارسة حقدها الفئوي المذهبي على الأرض السورية.

8- فتح جميع المنافذ والمسارات للتواصل الفعّال والمنظّم باتّجاهين مع المجالس المحلّية والهيئات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الوطنية للثورة لمعرفة اتّجاهات الرأي العام والإصغاء إليه. وتأمين أوسع مشاركة ممكنة للسوريين في بلدان اللجوء

والاغتراب بصنع القرارات المصيرية ورسم مستقبل بلدهم، وذلك بالتشاور مع شرائح ومكوّنات المجتمع السوري دون استثناء، لتأمين أوسع توافق على القضايا المطروحة.

9- إطلاق كتلة وطنية مستقلّة للفعاليات السورية، تصبح مركزاً للحوار والتشاور والتوافق، تعمل على طرح رؤية واحدة ومشتركة فيما يواجه القضية السورية من استحقاقات ومهام. وتضع خبرتها وإنتاجاتها الفكرية والسياسية بين يدي الشعب لتشكيل رأي عام وطني ومواقف مشتركة، تعيد السوريين إلى قلب الصورة ودائرة الفعل فيما يتعلق بقضيتهم وشؤونهم. ولا تسعى الكتلة للتنافس مع المؤسسات الوطنية الأخرى.

10- المساهمة في إقامة حوار وطني شامل، يمهّد لعقد مؤتمر موسّع لقوى الثورة والمعارضة (داخل البلاد وخارجها)، يضمّ أوسع طيف من شباب الثورة ونشطائها الذين كانت لهم بصمات واضحة في مسارها. يشكّل المرجعية الشعبية للكتلة، ويتولّى صياغة برنامج عمل وطني لمواجهة التحدّيات والاستحقاقات.

11- العمل على تمكين المرأة والشباب والإفساح في المجال أمامهم للعمل والقيادة.

12- بناء شبكة علاقات عربية وإقليمية ودولية مع المؤسسات والجهات المعنية وصنّاع القرار لشرح قضايا الثورة. والتواصل مع أصحاب الرأي والتأثير في الدول الفاعلة لعرض قضايانا العادلة، وتأمين الدعم للخيارات الوطنية المستقلّة.

13- تنشيط الإعلام لإيصال صوت الشعب السوري وشرح قضيته دولياً، وتشجيع المجتمع المدني ومنظماته على تفعيل عملها ودورها في هذه المرحلة.

14- فضح ارتهان النظام للخارج واستسلامه لإرادة داعميه ومصالحهم، وتفريطه بالسيادة الوطنية وثروات البلاد ومقتنياتها. مع ما يحمله ذلك من تأثير على تهتّك أجهزة الدولة وانهيار مؤسساتها، بل وتدمير البنية الوطنية الجامعة لصالح عصابات ومافيات حزبية وميليشياوية ولصوصية عابرة للحدود وتابعة لداعميه، تدمّر سورية، وتنهب مقدّرات شعبها.

15- العمل على إطلاق سراح جميع المعتقلين والكشف عن مصير المفقودين، والدفع بقضية المحاسبة لمرتكبي الجرائم والمجرمين بحقّ الشعب السوري أمام المحاكم الدولية، لضمان عدم الإفلات من العقاب في جميع الجرائم المصنّفة كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وخاصة جرائم التصفيات الجسدية للسجناء والمعتقلين السياسيين. وجرائم الترحيل والتهجير القسري والإحلال السكاني، والجرائم المتكررة باستخدام السلاح الكيماوي ضد المدنيين وغيرها.

16-العمل على توفير الشروط والوسائل والمؤسسات اللازمة لتحقيق العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية كمهمّة راهنة ومستقبلية، يحتاجها السوريون.