نعوة

بقلوب يعتصرها الألم ، ونفوس تفيض حزناً ، تنعي اللجنة المركزية لحزب الشعب الديمقراطي السوري ، ابن حلب البار ، الرفيق المناضل عمر قشاش عن عمر ناهز التسعين عاماً .
كان الرفيق المرحوم من المناضلين البارزين في الحركة النقابية السورية والحركة الوطنية الديمقراطية السورية .عمر-القشاش
انتسب إلى صفوف الحزب في اوائل الخمسينات ، ثم تدرج في سلم المسؤوليات الحزبية حتى أصبح عضواً في اللجنة المركزية للحزب إبان عهد الانفصال . لكن دوره تنامى بعد المؤتمر الثالث (1969 )، حين انتخب عضواً في اللجنة المركزية ومكتبها السياسي . لعب دوراً هاماً وبالتعاون مع بعض الرفاق في تجديد وتطوير خط الحزب السياسي ، واستمر في هذا الاتجاه في المؤتمرين الرابع ( 1974 ) ، والخامس (1979 ) . وفي المؤتمر السادس للحزب (2005 )، انتخب رئيساً للجنة التحكيم الوطنية .
عرفته الحركة النقابية والسياسية مدافعاً صلباً عن الطبقة العاملة وحقوق العمال . وكان متميزاً بمعرفته الواسعة بقانوني العمل والتأمينات الاجتماعية ، والقوانين الأخرى الناظمة لحقوق العاملين في المجتمع والدولة ، ومحرضاً ضد الاستغلال ، ومن أجل رفع الأجور ، والحفاظ على المكتسبات العمالية التي اتنزعتها على مدى عقود من نضالتها .
عرفته سجون الاستبداد مناضلاً من أجل الحرية والديمقراطية  . أمضى ثلاث سنوات سجناً في عهد الوحدة السورية – المصرية . لكن أقسى ماعاناه كان في سجون حافظ الأسد  التي تميزت بالـوحشية المتناهية ضـد المعتقـلين والتي أمضى فيها قرابة العشرين عاماً ، امتدت من ( 1976 – 1980 ) ، ثم من ( 1980 – 1995 ) .
عند انطلاقة الثورة ، كان الرفيق عمر من أوائل المؤيدين والداعمين لها ، ولم تشفع له شيخوخته من التضيق عليه واعتقاله أيضاً .
لقد خسر حزبنا والحركة الوطنية السورية برحيل الرفيق عمر ، شخصية وطنية ديمقراطية ، مناضلة وصلبة التحمت بقضايا شعبنا . ولاشك أن الثورة السورية التي قدمت آلاف الشهداء على مذبح الحرية والكرامة ، ، ستعوض لنا هذه الخسارة بألوف مؤلفة من السوريين الذين سيكون فقيدنا واحداً من الرموز الوطنية المقتدى بها . هذا هو غزاؤنا الكبير الذي يجعلنا أن نسلم بهذه الخسارة .
نتوجه إلى زوجته المفجوعة ، وإلى أفراد اسرته ، ورفاقه ومحبيه بأحر التعازي القلبية ، أملين ألا يفجعوا بعزيز .
دمشق 11 / 3 / 2016
           اللجنة المركزية
لحزب الشعب الديمقراطي السوري