مقالات

أمريكا بعد اقتحام الكابيتول: مَن يجبّ الترامبية؟

صبحي حديدي قد يصحّ الإقرار، بادئ ذي بدء، أنّ نظام الانتخابات الرئاسية الأمريكية، على علاته ومظانه الكثيرة، أثبت مرونة عالية في الجوانب الإجرائية التي تعود قواعدها إلى ما سنّه «الآباء المؤسسون»؛ وتسري بالتالي على الحزبين الوحيدين، الجمهوري والديمقراطي، ولا تملك مؤسسة ديمقراطية عليا مثل الكونغرس سبيلاً لتعطيله على نحو يغيّر أصول اللعبة جذرياً، حتى إذا تعرّضت إلى مسّ هنا أو هناك، رقيق أو عنيف. ذلك ما تشهد به وقائع ما بعد انتخاب جو بايدن رئيساً وكمالا هاريس نائبة للرئيس، رغم صنوف المقاومة العنيفة التي اعتمدها الرئيس الخاسر دونالد ترامب؛ والتي تطورت على نحو منهجي حتى بلغت ذروتها في العصيان الذي نفّذه أنصاره في قلب العاصمة، واقتحام مبنى الكابيتول أثناء انعقاد اجتماع مشترك لمجلسَيْ النواب والشيوخ للتصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية. ...

أكمل القراءة »

مخاوف السوريين في العام الجديد!

أكرم البني يمكن القول مجازاً، إن الأحلام انطفأت لدى الشعب السوري، وغابت عنه تلك الأمنيات والرغبات الطيبة التي تأمل كل شعوب المعمورة تحققها في العام الجديد، أمام شيوع قلق وخوف شديدين، من أن يحمل الزمن الآتي، كما كان الحال في السنوات المنصرمة، مزيداً من التردي والمعاناة والألم. والبداية من مخاوف جدية تعتمل في نفوس غالبية السوريين، وتتنامى مع كل يوم يمر، على مصير وطن يحملون اسمه ويعتزون بالانتماء إليه، ما داموا عاجزين عن وقف انزلاقه من بين أصابعهم نحو الضياع، وتالياً نحو التفكك إلى مناطق نفوذ تحكمها تدخلات عسكرية خارجية لا يهمها مصير السوريين واجتماعهم الوطني، بقدر ما يهمها حماية مصالحها وجعل البلاد ميداناً لتصفية حساباتها وتحسين فرص نفوذها. ألا يشكل اليوم مصدر خوف وقلق عميقين لدى السوريين، حين يرون ...

أكمل القراءة »

الانحطاط السياسي للمشرق: من الدولة إلى الإمارة

برهان غليون   بينما تتسابق الدول الإقليمية، في ضوء تغير الإدارة الأميركية، على استعراض عضلاتها لتقاسم الكعكة السورية، لا تكفّ الوقائع الجديدة المأساوية عن فرض نفسها على الأرض. ومع تراجع قوى المعارضة وتفكّكها، وبروز الإفلاس السياسي والأخلاقي، منقطع النظير، للنظام الذي يصرّ على أن يبقى حتى على خراب سورية وموت شعبها، لا أعتقد أنه لا يزال هناك أساس عملي ومادّي يضمن، في إطار التوازنات الراهنة، حتى التطبيق المجتزأ لقرار مجلس الأمن 2254، فما بالك بالانتقال السياسي نحو نظام ديمقراطي جديد. لكن الاعتراف بذلك لا يحل المشكلة، فمع استمرار العقم في المفاوضات الدولية، العلنية والسرية، وبطء ظهور صحوة وطنية سورية سورية، لن يحصل شيء آخر سوى ما يسفر عنه صراع القوى القائمة على الأرض. وما ظهر من استهتارٍ ملفتٍ للنظر من ...

أكمل القراءة »

التمديد للأسد رئيساً… لماذا ومن أجل ماذا؟

عبدالوهاب بدرخان مطلع 2020 انصبّت التوقّعات في كل الدوائر الجدّية، وبعضٌ منها غير معادٍ لبشار الأسد، على أن نهاية مساره باتت قريبة، بل وشيكة، استناداً الى خيارات روسية، كما قيل. لكنه اجتاز عام الوباء، وها هو مطلع 2021 يجنّد ما تبقى من “دولته” في مهمّة وحيدة: إعادة انتخابه رئيساً لسبع سنوات تُضاف الى العشرين التي انقضت، وكان مرّر العشر الأولى منها بالكلام عن مشاريع إصلاح وهمية، وأمضى الثانية بالتقتيل والتدمير والتشريد والخطف والإخفاء والتصفيات المبرمجة تحت التعذيب، على ما شهدت به الصور التي التقطها “قيصر” وهرّبها. لذلك يستدعي إصراره على استنخاب نفسه بداهة الأسئلة: لماذا البقاء في الحكم، ومن أجل ماذا، ما دام قد برهن على نحو مريع أنه استطاع صنع إحدى أفظع المآسي الإنسانية، ورفض أن يتعلّم شيئاً آخر ...

أكمل القراءة »

حروب أهلية عربية برعاية إقليمية ودولية

موسم النقاش مزدهر بعد عقود من تسلط الرأي الواحد والعقم والبروباغندا. والمواضيع حارة حال العرب اليوم: عودة القوى والقواعد العسكرية الأجنبية إلى المنطقة، وبماذا بدأت وما الذي انتهت إليه ثورات ما سمّي “الربيع العربي”؟ وكالعادة، يدور جانب من النقاش على قاعدة أسود وأبيض: ناس لا ترى سوى الكوارث، وناس ترى مع الكوارث عوامل إيجابية وبدايات مفتوحة في ذلك الربيع. وجانب آخر يُدار بالرؤية الشاملة لكل العناصر في وضع عربي معقد، مفتوح على وضع دولي يستعيد سياسة القرن التاسع عشر وصراعاته في القرن الحادي والعشرين. فلا الثورات ملأت الفراغ الذي كان قائماً على المسرح العربي، وإن ملأت الشوارع، بمقدار ما زادت من تدخل القوى الإقليمية والدولية وقوة أدوارها على المسرح. ولا هي، حيث نجحت في تونس والسودان ومصر، تمكّنت من تحقيق المطالب ...

أكمل القراءة »

المشهد الجيوسياسي الجديد في الشرق الأوسط

شهد الشرق الأوسط “الملتهب”، في العام المنطوي، المزيد من تفاقم الصراعات واستمرار محاولة تغيير الخرائط في نزاعات النفوذ والطاقة. وعلى الأرجح سيكون العام 2021 على موعد مع تحولات أخرى على ضوء وصول إدارة أميركية جديدة وسيمكننا من رصد حصاد إدارة دونالد ترامب لجهة إعادة رسم المشهد الجيوسياسي من خلال اتفاقيات التطبيع العربية – الإسرائيلية، وكذلك مدى نجاح إيران في الحفاظ على مكاسبها الإقليمية، وقياس الاختراقات التركية من المتوسط إلى القوقاز. تدلل بانوراما العام 2020 على استمرار الزمن العربي الصعب بعد عشرية الانتفاضات والتحوير الأيديولوجي والفوضى التدميرية. لكن إعادة تركيب الشرق الأوسط، الهدف غير المعلن للعبة الدولية الكبرى منذ 2003، أخذ يتحقق وينتظر لمساته الأخيرة والأهم ألا تدفع بعض الدول العربية (مثل لبنان) ثمن الصفقات الكبرى وأن تتم إقامة نواة “نظام ...

أكمل القراءة »

الحق في عدم العودة كجزء من حق العودة

ياسين الحاج صالح كان مؤتمر اللاجئين الذي عقد قبل أسابيع في دمشق بتدبير روسي، حملة علاقات عامة موجهة إلى أوروبا، تضع بيد تنظيمات اليمين الشعبوي الأوروبي ورقة تضغط بها على الحكومات، لتدفع اللاجئين السوريين إلى العودة. ولعل المؤتمر من وجه آخر مسعى لتطبيع نظام الانتداب الروسي على سوريا وتابعه المحلي. رداً على هذا المسعى، أطلق ناشطون سوريون في ألمانيا حملة تقول إن سوريا غير آمنة، ومضى آخرون إلى القول إنه لا عودة مع بقاء الأسد. لكن تفاعل سوريا اللاجئة ـ نحو 30% من السوريين ـ مع المؤتمر الروسي أظهر أنه ليس لدى مجتمعات اللجوء السورية تصور عن العودة، أو سياسة في هذا الشأن. وهو ما تلح الحاجة إلى تداركه بأعمال بحثية وبنقاش سياسي. السوريون الذين يناضلون من أجل اللاعودة في ...

أكمل القراءة »

البرنامج النووي الإيراني بين واشنطن والاتحاد الأوروبي

خطار أبو دياب تمسكت الترويكا الأوروبية (ألمانيا، بريطانيا وفرنسا) بالاتفاق النووي المبرم مع إيران في يوليو 2015، وراهنت على وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض من أجل إرساء تعاون مع الولايات المتحدة في الكثير من الملفات الدولية ومن أبرزها الملف الإيراني. لكن تداعيات إجراءات وأحداث السنوات الأخيرة لن تجعل المهمة سهلة لأن التطبيع مع إيران يقتضي عمليا ربط البرنامج النووي بالبرنامج الصاروخي والتوسع الخارجي. وفي هذا الصدد، ترفض طهران توسيع التفاوض ولا تبدي أي مرونة بالرغم من إستراتيجية أقصى الضغط وضربتي سليماني وفخري زاده. لذلك بانتظار تمركز إدارة بايدن وتبيان أولوياتها، وبانتظار الانتخابات الرئاسية الإيرانية في يونيو القادم، سيكون البرنامجان النووي والصاروخي تحت المجهر وسيكون هناك سباق زمني للحد من مخاطر البرنامجين، تمتد مرحلته الأولى إلى نهاية ولاية دونالد ترامب، ...

أكمل القراءة »

الجولان المحتل يقاوم ونظام الأسد لا عين رأت ولا أذن سمعت

صبحي حديدي يخوض أبناء الجولان السوري المحتل معركة أخرى جديدة ضدّ دولة الاحتلال الإسرائيلي، مشرّفة وملحمية رغم المقدار الهائل من انعدام التكافؤ أمام قوى الاحتلال العسكرية والأمنية والقضائية، واختلال ميزان الأدوات النضالية التي تتيح الصمود والتصميم وتسجيل انتصار معنوي تارة أو نقلة فارقة في روحية وأسلوب المقاومة تارة أخرى. المعركة الجديدة تحمل اسم «توربينات الرياح» نسبة إلى مشروع شركة الطاقة الإسرائيلية «إنرجكس» المدعوم تماماً من سلطات الاحتلال، بزرع 32 مروحية بارتفاع 200 إلى 220 متراً في قلب الأراضي الزراعية لسكان الجولان، التي تُزرع فيها منذ أزمنة سحيقة أشجار التفاح والكرز واللوز. ورغم وجود مستوطنات إسرائيلية في مرتفعات الجولان، فإنّ شركة «إنرجكس» أبعدت التوربينات عن أراضي تلك المستوطنات وجنّبتها بالتالي الأضرار البيئية والزراعية والطبيعية والصحية كي تحمّلها على قرى الجولانيين السوريين ...

أكمل القراءة »

فرنسا والشرق الأوسط من ديستان إلى ماكرون

من حقبة ديستان إلى حقبة ماكرون لم تتمكن فرنسا من الحفاظ على مواقع نفوذها وكان هناك الكثير من النكسات وبقي العامل المشترك الأهم أولوية العامل الاقتصادي وبعد ذلك التركيز على إيران. خطار ابو دياب تغيرت فرنسا والشرق الأوسط والعالم في ما بين حقبة الرئيس الفرنسي الأسبق الراحل فاليري جيسكار ديستان (1981-1974) وحقبة الرئيس إيمانويل ماكرون التي بدأت في 2017. خلال هذا الفاصل الزمني استمر اهتمام باريس بالشرق الأوسط الذي يمثل محورا أساسيا لسياستها الخارجية خاصة وأن التحولات الجذرية التي بدأت في سبعينات القرن الماضي لا تزال تتردد أصداؤها وانعكاساتها في بدايات العقد الثالث من هذا القرن، إن على صعيد الصراع العربي – الإسرائيلي أو اندلاع حروب لبنان واستقرار الخليج وحروب العراق وسوق النفط و”الثورة الإيرانية” ونزاع الصحراء والصلات مع الجزائر ...

أكمل القراءة »