This photo provided by Nabaa Media, a Syrian opposition media outlet, shows smoke rising over buildings that were hit by Syrian government forces bombardment, in Daraa, southern Syria, Thursday, June 28, 2018. A barrage of airstrikes hit rebel-held areas in southwestern Syria on Thursday, killing civilians hiding in an underground shelter as government forces pressed their offensive to reclaim a region that was until recently part of a U.S.-backed and negotiated truce. (Nabaa Media, via AP)

تصاعدت سحب الدخان الداكنة فوق مناطق تسيطر عليها المعارضة السورية قرب الحدود مع الأردن اليوم (الخميس)، في الوقت الذي شن فيه الطيران الروسي حوالى 600 ضربة جوية على تلك المناطق بالتزامن مع هجوم بري للجيش.
ويسعى الرئيس بشار الأسد إلى استعادة السيطرة على جنوب غربي البلاد على الحدود مع هضبة الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل ومع الأردن. وهذه المنطقة أحد آخر معاقل المعارضة في الحرب المستمرة منذ ما يزيد على سبع سنوات.
ويبدو أن الأسد على موعد مع نصر كبير جديد في الحرب بعد استعادة آخر معاقل المعارضة قرب دمشق وحمص. وأظهرت لقطات بثها التلفزيون السوري تصاعد سحب دخان ضخمة فوق الحقول وأسطح المنازل ومنطقة صناعية بعيدة، فيما دوت أصوات انفجارات من وقت لآخر.
وبعد أربعة أيام من تراجع حدة القصف، استؤنفت الغارات الجوية المكثفة أمس بعد انهيار المحادثات بين جماعات المعارضة والروس والتي كان يرعاها الأردن.
وقال بشار الزعبي، وهي قيادي بارز في المعارضة في جنوب سورية، في رسالة نصية إلى «رويترز» من منطقة درعا إن الروس لم يوقفوا الضربات، مشيراً إلى أن قوات الجيش تحاول التقدم مع استمرار الاشتباكات.
واستعاد الأسد خلال الهجوم المستمر منذ أسبوعين بدعم جوي روسي مساحات واسعة من الأراضي من قبضة المعارضة شمال شرقي عاصمة محافظة درعا مع استسلام عدد من البلدات.
وقال التلفزيون السوري إن الضربات استهدفت القطاع الجنوبي من مدينة درعا، المقسمة منذ وقت بعيد بين المعارضة والجيش، وكذلك بلدات صيدا والنعيمة وأم المياذن والطيبة. وقالت حساب لغرفة عمليات تابعة للمعارضة على «تويتر» اليوم إن الجيش يسعى منذ أيام للوصول إلى حدود الأردن في منطقة غرب درعا مباشرة، لكنه لم ينجح في اقتحام قاعدة جوية تسيطر عليها المعارضة هناك.
واتفقت روسيا والأردن والولايات المتحدة على أن يكون جنوب غربي سورية «منطقة لخفض التصعيد» من أجل الحد من أعمال العنف.
وفي بداية هجوم الحكومة، أشارت واشنطن إلى أنها سترد على أي انتهاكات للاتفاق لكنها لم تفعل وقال معارضون إنها أبلغتهم ألا يتوقعوا مساعدة عسكرية أميركية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش وحلفاءه الروس هاجموا بلدات خاضعة إلى المعارضة المسلحة في جنوب غربي البلاد أثناء الليل وفي الساعات الأولى من صباح اليوم بأكثر من 600 ضربة جوية خلال 15 ساعة، لافتاً إلى أن الضربات استهدفت خصوصاً بلدات الطيبة والنعيمة وصيدا وأم المياذن واليادودة الواقعة في محيط مدينة درعا قرب الحدود الأردنية.
وطاولت بعض الضربات مدينة درعا وفق المرصد.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن التصعيد «غير مسبوق» منذ بدء الحملة العسكرية. وأضاف: «يحول الطيران السوري والروسي هذه المناطق الى جحيم» متحدثاً عن «قصف هستيري على ريف درعا في محاولة لاخضاع الفصائل بعد رفضها الاقتراح الروسي لوقف المعارك خلال جولة التفاوض الأخيرة عصر الأربعاء».
وقال مراسل «فرانس برس» على أطراف مدينة درعا إن دوي القصف لم يتوقف طوال الليل، موضحاً أنه الأعنف منذ بدء قوات النظام هجومها.
وفي تغريدة على موقع «تويتر»، كتب الناشط الاعلامي الموجود في مدينة درعا عمر الحريري: «الليلة الأصعب والأعنف قصفاً على درعا منذ بدء الهجمة البربرية لقوات الاحتلال الروسي ونظام الأسد».
وتشن قوات النظام بدعم روسي منذ 19 حزيران (يونيو) الماضي عملية عسكرية واسعة النطاق في درعا، مكنتها من توسيع نطاق سيطرتها من 30 الى أكثر من 60 في المئة من مساحة المحافظة الحدودية مع الأردن.
وتزامناً مع الضربات الجوية، تمكنت قوات النظام اليوم، بحسب المرصد، من السيطرة للمرة الاولى منذ أكثر من ثلاثة اعوام على نقطة على الحدود السورية الاردنية جنوب مدينة بصرى الشام.
وأعلنت فصائل الجنوب «فشل المفاوضات» مع الجانب الروسي في شأن وقف المعارك بعد اجتماع ثنائي عقد بعد ظهر أمس. وقال الناطق الرسمي باسم «غرفة العمليات المركزية في الجنوب» ابراهيم الجباوي: «لم تسفر هذه الجولة عن نتائج بسبب الاصرار الروسي على تسليم الفصائل سلاحها الثقيل دفعة واحدة».
وفي غضون ذلك، ناشدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الأردن اليوم أن يفتح حدوده ويوفر مأوى موقتاً لعشرات الآلاف من السوريين الفارين من الضربات الجوية والقتال في جنوب غرب البلاد.
وقال المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، إن «أكثر من 320 ألف مدني نزحوا من جنوب غربي سورية ويعيشون في ظروف قاسية وغير آمنة، بينهم 60 ألفا عند معبر حدودي مع الأردن». ويستضيف الأردن حوالى 640 ألف لاجئ سوري.
وأضاف غراندي في بيان أن «الأعمال القتالية في المنطقة الحدودية تعرض حياة الناس للخطر وتترك الكثيرين من دون خيار سوى السعي للعيش في أمان بالأردن المجاور»، متابعا «نظرا للأخطار المحدقة، أدعو لتوفير مأوى مؤقت في الأردن لمن يحتاجون الأمان».