إياس العمر: كلنا شركاء

تعرضت مناطق سيطرة الثوار في محافظة درعا خلال شهر كانون الثاني/يناير المنصرم، لأكثر من 1000 غارة جوية نفذتها طائرات روسية، وتسببت بنزوح أكثر من 150 ألف مدني، بعد أن عادوا إلى منازلهن عقب انتصارات الثوار خلال العام الماضي.

وشهدت المحافظة خلال العام الماضي 2015 انخفاضاً ملحوظاً بأعداد النازحين، وذلك بسبب سيطرة التشكيلات الثورية في المحافظة على ثلاثة من أكبر مدن المحافظة بالإضافة لعدد من البلدات، فعاد أغلب السكان إلى مدنهم وبلداتهم.

وتمكن الثوار من السيطرة على مدينة الشيخ مسكين مع بداية عام 2015 واستكملوا السيطرة على مدينة نوى في ريف المحافظة الغربي في شهر آذار، كما سيطروا على مدينة بصرى الشام في ريف درعا الشرقي، وفي شهر حزيران سيطر الثوار على بلدة المليحة الغربية في الريف الغربي، وتأمين محيط مدينة الحراك بعد السيطرة على اللواء 52.

وقال الناشط هاني العمري لـ “كلنا شركاء” إن أكثر من 140 ألف نسمة من سكان المحافظة عادوا إلى منازلهم عقب انجازات الثوار وسيطرتهم على العديد من المدن والبلدات، حيث كان معظم سكان مدن نوى والشيخ مسكين وبصرى الشام والحراك نازحين، بالإضافة لبلدات المليحة الغربية والمليحة الشرقية بريف درعا الشرقي، والذين عادوا إلى منازلهم عقب تقدم الثوار وسيطرتهم على تلك المدن.

وأضاف بأنه وخلال شهر كانون الثاني/يناير 2016 نزح قرابة 150 ألف نسمة من سكان المحافظة عن منازلهم، والسبب الرئيس يعود للعدوان الروسي، حيث وثق ناشطون خلال هذا الشهر أكثر من 1000 غارة روسية استهدفت مدن وبلدات المحافظة، وأغلب النازحين هم من أبناء مدينة الشيخ مسكين ومدينة نوى وبلدة ابطع ومدينة داعل في ريف المحافظة الغربي، بالإضافة لبلدات الغارية الغربية والغارية الشرقية وبلدة علما والصورة بريف المحافظة الشرقي.

وأشار الناشط محمد الحريري في حديث لـ “كلنا شركاء” إلى أن موجة النزوح تترافق مع موجة من الصقيع التي تشهدها البلاد، ما أدى لمضاعفة مأساة الأهالي لعدم وجود أماكن قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة من النازحين، حيث أن أغلب النازحين هم من المدن الكبيرة وأعدادهم ضخمة ويصعب على التجمعات الصغيرة في المحافظة استيعاب تلك الأعداد.

وأكد أن ارتفاع الأسعار في أسواق المحافظة يزيد من معاناة النازحين، فبعد كل ارتفاع لسعر صرف الدولار ترتفع الأسعار في أسواق المحافظة، في وقت باتت معظم الأسر في المحافظة تفتقر للدخل، وخاصة وأن موجة النزوح تأتي ضمن الموسم الزراعي الذي يعتمد معظم أبناء المحافظة عليه في دخلهم، ما يعني حرمان معظم المزارعين في تلك المدن والبلدات من زراعة أراضيهم.