حزب الشعب الديمقراطي السوري

لجنة المهجر

بيان بمناسبة الذكرى الثانية والسبعين للجلاء

لا بديل عن الحرّية وجلاء كل القوات الأجنبيّة عن سورية

لم يتحقّق جلاء المستعمر الفرنسي عن سورية وإنجاز الاستقلال، إلا عبر انتفاضات وثورات السوريين المستمرّة على امتداد ربع قرن من الزمان، ولم يكن مِنّة، بل سجلّاً حافلاً بالمعاناة والتضحيات، تفخر بها أجيال السوريين منذ ميسلون وصولاً إلى ثورة الحرية والكرامة 2011 التي نعيش فصولها الآن.

في الذكرى الثانية والسبعين للجلاء، نجدّد العهد على متابعة الطريق التي رسمها مئات آلاف الشهداء والضحايا من أنبل أبناء الشعب السوري العظيم.

لقد أنجز الاستقلال الأول 1946 جزءاً يسيراً من مهمّته الأساس في إقامة الدولة الوطنية، ولم يستطع بفعل الانقلابات المتلاحقة وأنظمة القهر والاستبداد التي توالت على التحكّم بسورية ورسم مصيرها، والصراعات الأيديولوجية وتناقضات السياسة الدولية آنذاك من تمكين مفهوم الدولة وترسيخ الوطنية والديمقراطية، لتأتي العصابة الأسدية على ظهر حزب البعث، وتقيم دولة النهب والخراب والديكتاتورية، وتستمرّ منذ 1970 وحتى الآن، رسّخت فيها شرخ المجتمع، ووظّفت تنوّعه الإثني والديني والطائفي لتجذير بنى متخلّفة، لا يمكنها مسايرة تطوّر أو بناء وطن للجميع.

قامت ثورة الحرية والكرامة 2011 لتعيد سورية التي تحرّرت من الاحتلال لأهل سورية كافة، من خلال ثوابتها الداعية لدولة الديمقراطية والمدنية والتعدّدية، التي تحفظ الحقوق للجميع ويتساوى فيها الجميع. وصار استمرار الثورة حتى تحقيق أهدافها قدَرَاً محتوماً، على الرغم ممّا طرأ عليها من متغيّرات، أُريد لها أن تحرفها وتشوّه حقيقتها النبيلة وأحقّيّتها في الوجود وإنجاز مهمّاتها. ومثل الثورات الكبرى في التاريخ، مرّت وتمرّ بمنعطفات لن تزيد الشعب السوري إلا تمسّكاً بها وإصراراً على تحقيق الحرّية والعدالة والمساواة.

لم يتورّع نظام العصابة الأسدية القاتل في سنوات الثورة، لضمان بقائه، عن فتح بوّاباته لكل أنواع المرتزقة من مشارق الأرض ومغاربها، بعد أن استخدم ضد أبناء سورية كافة أصناف الأسلحة، بما فيها المحرمة دولياً، بالإضافة للحصار والتجويع والتهجير والاعتقال والتعذيب حتى الموت، وتدمير المرافق الصحية ودور العبادة، ورَهَن سورية بمعاهدات، هي للبيع أقرب، عندما بدأ يترنّح أو كاد، فكانت ميليشيات إيران الطائفية التي يطول عدّها، ثمّ الاحتلال الإيرانيّ المباشر، ثم الاحتلال الروسي الذي خلق متغيّرات على الأرض ألحقت بالسوريين وثورتهم أفدح الخسائر.

وبذلك أصبحت سورية بلداً يعاني من احتلال متعدّد الجنسيات، ومساحة مترامية الأطراف لنفوذ القوى المتناحرة، ما جعلها حلبة للصراع الدولي، ومفتاحاً لملفّات معلّقة، وساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية تحت يافطة الحرب على الإرهاب وتنظيماته.

إننا في حزب الشعب الديمقراطي السوري نعتزّ بثبات أهلنا في كل مكان ترتفع فيه راية الثورة، ونرى في صمودهم رافعة لاستمرارها على طريق النصر، وأن النظام وقوى الاحتلال التي يعتمد عليها لن تستطيع كسر إرادة صمود المؤمنين بالحرية والكرامة، الساعين إلى تحقيق مجتمع العدل والديمقراطية، وجعل سورية لجميع أهلها بكل تنوّعهم وتعدّد مكوّناتهم.

إن ذكرى الجلاء المجيد دافع عظيم للشعب السوري الذي لا بدّ أن يستمرّ في العمل على جبهة تحقيق حرّيّته بالخلاص من نظام الإجرام الأسدي القاتل، وجبهة تحرير وطنه من الاحتلالات بكل أسمائها، وجبهة رفض التبعيّة والارتهان لأيّ كان.

17 نيسان 2018

لجنة المهجر

حزب الشعب الديمقراطي السوري