لندن، واشنطن، بغداد – «الحياة»، رويترز، أ ف ب – ٢٤ أكتوبر/ تشرين الأول ٢٠١٥

سيطرت فصائل معارضة على مناطق شرق حماة وصدت هجوماً لقوات النظام في وسط البلاد وسط استمرار الغارات الروسية، في وقت شنت مقاتلات التحالف الدولي غارات على «داعش» شرق البلاد بالتزامن مع هجوم مفاجئ للتنظيم بين حماة وحلب شمالاً.

وقال نشطاء معارضون أمس، إن «جيش الفتح» الذي يضم فصائل إسلامية بينها «جبهة النصرة»، سيطر على تلة ناحية الحمرا وعلى العديد من المناطق التابعة لناحية الحمرا في ريف حماة الشرقي «بعد اشتباكات مع قوات الأسد أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من عناصر الأخيرة وتدمير العديد من الدبابات والآليات العسكرية».

كما تمكن «الثوار» من السيطرة على نقاط في محيط قرية الرحية شرق حماة، بعد هجوم على مواقع قوات النظام في المنطقة أدى إلى مقتل 8 عناصر. ونقلت وكالة «مسار برس» المعارضة عن مصادر قولها إن «الثوار استهدفوا تجمعات ميليشيات الشبيحة في قريتي سكيك وعطشان في الريف الشمالي الشرقي بقذائف الهاون والمدفعية»، لافتة إلى أن «الطيران الروسي شن 10 غارات على قرى الزيارة وتل واسط والمنصورة في سهل الغاب بريف حماة الغربي».

وكانت قوات النظام شنت هجوماً على صوامع قرية المنصورة من جهة خربة الناقوس، تحت غطاء جوي من الطيران الحربي الروسي، إلا أن «الثوار تصدوا لها وأجبروها على الانسحاب»، وفق الوكالة.

من جهة أخرى، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»: «استمرت الاشتباكات العنيفة منذ ما بعد منتصف ليل الخميس- الجمعة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة من طرف آخر في عدة محاور بناحية الحمرا وقرية الرحية بريف حماة الشرقي، ومعلومات عن سيطرة الأخير على تل الضليل القريب من الحمرا وخسائر بشرية في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين وسط تنفيذ الطائرات الحربية الروسية غارات على مناطق الاشتباكات. كذلك تعرضت بعد منتصف ليل أمس مناطق في بلدة اللطامنة بريف حماه الشمالي، لقصف من قبل قوات النظام، فيما قصفت قوات النظام صباح اليوم مناطق في قرية عرفة بريف حماه الشرقي».

وقال موقع «كلنا شركاء» المعارض أمس، إن «جيش الفتح» بدأ هجومه ضمن «غزوة حماة» على مواقع قوات النظام في ريف حماة الشرقي ليسيطر على قرية الرحية ويهاجم بلدة الحمراء القريبة. وأضاف: «هاجمت كتائب الثوار في ريف حماة الشمالي المناطق التي تقدم إليها النظام مؤخراً في كل من قريتي العطشان والسكيك، في ظل قصف جوي مكثف من الطيران الروسي على مواقع الاشتباكات. لكن الثوار تمكنوا من تدمير دبابتين في قرية الحمرا بعد استهدافهم بصاروخي تاو» أميركيين مضادين للدروع.

وأشارت مصادر ميدانية إلى أن «معركة حماة تمتد على خط جبهة يصل إلى ما يقارب 100 كيلومتر على طول الخط الفاصل بين مناطق الثوار ومناطق النظام في ريف حماة، ابتداءً من سهل الغاب بريف حماة الغربي وصولاً إلى قرية الحمراء في ريف حماة الشرقي». وأعلن «الثوار أن الهدف من هذه المعارك هو الوصول إلى مدينة حماة التي تبعد أكثر من ثلاثين كيلومتراً عن أقرب نقاط سيطرة الثوار في مدينة اللطامنة في ريف حماة الشمالي»، وفق «كلنا شركاء».

وفي ريف إدلب، قال «المرصد»: «دارت بعد منتصف ليل الخميس- الجمعة اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة، ومجموعات أخرى من جهة أخرى في محيط تل سكيك وقرية سكيك بريف ادلب الجنوبي، عند الحدود الإدارية لمحافظة حماة، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين»، لافتاً إلى أن مقاتلات روسية «قصفت مقراً لفصيل إسلامي بين قريتي بينين وسرجة بأطراف جبل الزاوية، ما أدى لنشوب حريق في المنطقة».

وأفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة، بأن الطيران الحربي والمروحي شَنّ صباحاً غارات جوية على مدن وبلدات ريف ‫حمص الشمالي، استهدف خلالها الأحياء السكنية، وذلك بعد فشل التقدم في المعارك الدائرة في المنطقة. وأضافت أن الطيران الحربي استهدف بـ «صواريخ فراغية مدينة تلبيسة، ما أسفر عن مقتل 15 مدنياً بينهم ستة من عائلة واحدة وإصابة العشرات، وما زالت فرق الإنقاذ تقوم بانتشال الضحايا والعالقين من تحت الأنقاض».

وأفيد بأن «داعش» شن هجوماً مباغتاً على حواجز قوات النظام على طريق إمداده البري الوحيد إلى حلب بين قرية أثريا في ريف حماة الشرقي وبلدة خناصر في ريف حلب الجنوبي، وتمكن على إثره من السيطرة على ثمانية حواجز وقطع طريق الإمداد بالكامل.

وقالت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم، إن الهجوم بدأ بتفجير مفخختين ضربتا حاجزاً أثرياً وتابع عناصر التنظيم هجومهم نحو الطريق الواصل إلى خناصر «الذي أفضى إلى إحكام سيطرتهم على ثمانية حواجز عسكرية كانت منتشرة على الطريق»، مشيرة إلى مقتل «34 عنصراً على الأقل من قوات الجيش السوري والميليشيات الموالية كما تم تدمير ثلاثة دبابات بصواريخ مضادة للدروع، إضافة للاستيلاء على دبابتين وعربة بي إم بي وكميات من الأسلحة والذخائر».

وأشارت الوكالة إلى أنه بسيطرة عناصر التنظيم على هذا الجزء من الطريق وعلى الحواجز المنتشرة عليه «يكون طريق إمداد النظام السوري إلى مدينة حلب وريفها قد قطع بالكامل، حيث إن الطريق المستهدف يعد شريان حياة لقوات النظام والميليشيات، فمن خلاله تمر إمداداتهم البرية القادمة من جهة مدينة السلمية في ريف حماة».

ويأتي هذا الهجوم بعد تقدم الجيش السوري والميليشيات شرق مدينة السفيرة في ريف حلب الشرقي، والسيطرة على بلدة تل سبعين في محاولة للتوغل باتجاه مطار كويرس العسكري المحاصر من قبل مقاتلي التنظيم منذ نحو عامين.

في المقابل، دمرت طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة منشأة نفطية يسيطر عليها تنظيم «داعش». وقال ناطق باسم التحالف إن سلسلة الغارات التي شنها التحالف في وقت متأخر من الأربعاء على حقل عمر النفطي القريب من مدينة دير الزور، ستؤثر على قدرة التنظيم المتطرف في الحصول على أموال من مبيعات النفط. وأضاف: «كان هناك 26 هدفاً تم ضربها جميعها»، مؤكداً أن ذلك «سيؤثر على قدرة (الدولة الإسلامية) الاستراتيجية للحصول على الأموال».

وأضاف أن الأموال التي كان من المتوقع أن يجنيها التنظيم من مبيعات نفط حقل عمر تتراوح ما بين 1،7 و5،1 ملايين دولار شهرياً.

وذكر «المرصد» أن غارات التحالف على حقل عمر أدت إلى تدمير أنابيب النفط ومرافق تخزين النفط.

وكان «المرصد» أشار إلى أن مقاتلات التحالف قصفت مدينة الرقة شرق سورية، فأصابت بعض مكاتب التنظيم وقتلت أربعة مدنيين على الأقل بالقرب منها. وقال ساكن في المدينة إنه وقعت 17 غارة جوية على الأقل على وسط الرقة وأن الكهرباء انقطعت في المدينة. وأفاد «المرصد» أن الضربات الجوية أصابت عدة مواقع يستخدمها «داعش» منها محيط مبنى محافظة الرقة. وأضاف أن أربعة مدنيين على الأقل قتلوا.

وقالت وكالة «فارس» شبه الرسمية للأنباء في إيران أمس إن حارساً شخصياً للرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد قتل في سورية بينما كان يدافع عن مزار ديني قرب مدينة حلب.

وقالت الوكالة: «استشهد عبدالله باقري نياراكي – الذي كان لفترة حارساً للرئيس محمود أحمدي نجاد – قرب حلب أمس (الخميس)»، مضيفة أنه كان يدافع عن مزار ديني. ولم تحدد الوكالة إن كان الرجل عضواً في الحرس الثوري الإيراني.

وقتل أربعة قادة إيرانيين هذا الشهر في القتال في سورية.