الافتتاحية

افتتاحية الموقع: لستم إخوانًا ولا ديمقراطيين!

يمكن لمتصل هندسي واقع على طرفه الأقصى ديمقراطي سوري، وعلى طرفه الآخر موال لنظام الاستبداد أن يكون نمذجة مبسّطة لشاغلي القطبين اللذين ينظر الأول إلى نفسه على أنه نصير الحق والخير والجمال، ويبرر الثاني موقعه بالدفاع عن استقلالية القرار الوطني ومحاربة الإرهاب وممانعة القوى الامبريالية. ولكن الأنموذجات الرياضية لا تفلح إلا في اختزال الواقع بالغ التعقيد والتشابك وتسهيل اختيار الموقع بفعل إرادوي قد لا يكون مطابقًا لواقع الحال، وغالبًا ما يكون كذلك. فيمكن لديمقراطي مصقع أن يزاحم على وضع موطئ قدم في القطب الأول، ولكنك لا تسمع منه إلا خطابًا عن الاستبداد غير متعيّن ولا يمثل النظام السوري بؤرته، بينما تراه يصبّ جام غضبه على معارضة النظام بكل أطيافها بما فيها الطيف الذي ينتمي إليه. ولا تستطيع وأنت ترى العمومية ...

أكمل القراءة »

افتتاحية الموقع: لعلي آتيكم من جذوة الثورة بقبس

لا شك أن للثورة السورية جذرًا نبيلًا وشرعية لا يمكن لمنصف إنكارها، وليس هذا الإطلاق مفتقرًا إلى حجته مهما تراكم على متنها الأساسي من غبار يحجب وضوح عباراتها، وتماسك نصوصها. فالبنية الاستبدادية لنظام الأسد وتسلط أجهزته الأمنية المنتشرة أدواتها كالفطر في كل مفصل من مفاصل حياة السوريين كفيلتان لوحدهما بجعل الثورة حقًا طبيعيًا للثائرين. ولكن ما يحز في قلب كل ثائر أن ما خرج لأجله قد انحرف بفعل قصدية لفاعلين اجتماعيين متفاعلة تفاعلًا جدليًا مع بنية إلى حرب أهلية، وهو ما ينبغي علينا أن نكاشف أنفسنا به لكي نعيد للثورة نقاءها. وهذا التفاعل الجدلي الذي أشرنا إليه ضروري احترازًا من التفسير البنيوي للعنف والذي يغفل قصدية الفاعلين. يعجز التفسير المعتمد على البنية عن الإجابة عن كثير من الأسئلة. ويبرز دور ...

أكمل القراءة »

افتتاحية الموقع: الفارس وجنيد: ثقافة الحياة إذ تقهر ثقافة الموت

يمكن للشعور بالدفء المستمد من التكور على الذات داخل قوقعة هوية منتقاة من وراء سجف القرون أن يكون مانعًا من فتح النافذة لتلقي ما يكشف لحافها، ويتسبب في برد تفرضه مواجهة الأوهام بالحقائق. فكما تنوس الفراشة حول الضوء الذي لا يتوانى عن حرقها بحكم طبيعته، ينوس المؤدلج والهوياتي حول هويته باحثًا عن دفء لا يلبث أن يقتله قتلًا رمزيًا أو جسديًا. ولذلك ترى الموهوم بهوية ساكنة يتخذ من تكبيرها وتحويلها إلى كائن متخيل عملاق سلاحًا لتبرير خضوعه لها، وركونه إلى جبروتها، واستمرائه الذل في خدمتها. فهي في مثال صارخ عليها أمة عربية أزلية أبدية ذات رسالة خالدة تتجدد روحها عبر مراحل التاريخ المتعاقبة، ويمكن لها أن تفرض على من يعشّش في عقله خيالها أن يندفع بكل صدق إلى الفناء لأجلها. ...

أكمل القراءة »

افتتاحية الموقع: بأي ذنب قتلت؟

يمكن لمقتل الصحفي السوري ناجي الجرف الذي قتل في وضح النهار على يد مجهولين أن يكون حدثًا تشتق منه دلالات كثيرة وإشارات استفهام أكثر، فالشاب القادم من مدينة السلمية التي أبدعت فلسفة من أهم الفسلفات في التراث الإسلامي والذي لم يكن معنيًا بانتمائه الطائفي، ولا بانتمائه المناطقي والذي ربما أريد لاسمه أن يكون رمزًا للبحث عن نجاة السوريين من المقتلة الجماعية، يمكن لهذا الشاب أن يكون نموذجًا نشازًا وسط أقطاب الصراع المهيمنين على ساحته. ويمكن أن تكون عروبة بركات وابنتها بزيهما المحافظ وعلمانيتهما الصريحة نموذجين لا يروقان للإقصائيين من الطرفين العلماني والإسلامي. ولأن ناجي وعروبة وابنتها لم يكونوا نماذج عادية فإن مضرمي الفتنة على اختلاف توجهاتهم ومصالحهم يمكن أن يوضعوا في قفص الاتهام، وأن تكون جريمتا الغدر بهم في تركيا ...

أكمل القراءة »

افتتاحية الموقع: لماذا لم يسقط التمثال؟

لماذا لم يسقط التمثال؟ يمكن لك أن ترى الحالة الاستاتيكية التي تعيشها تلك المدينة مكثفة تكثيفها الأقصى في مكانين: المجمع الحكومي الذي يحوي بناء البلدية والمحكمة الذي لا ترى في أبنيته  أبسط معايير الجمال الهندسي، ولا تلحظ في مداخله ومخارجه أبسط أهتمام بالنظافة. والأبنية الصفر التي يقطن معظم شققها الخالية من المنحينات والمشغولة بالزوايا الحادة عوائل يجهد ربها وربتها في تحصيل أبسط مقومات العيش تاركين أطفالهم للعب في مداخل البيوت التي لا يمسّها الماء إلا كل بضعة اشهر، ولا يخيم عليها دفء العاطفة التي ألقى بها خارج البيت عبء المعيشة الثقيل، وهندسة البيت التي تبعث على البرد في حر الهاجرة. ربما كان الإبقاء على حال الجمود وتكثيفها في اختيار اللون الكئيب وفي إهمال الأبنية التي ترمز للقضاء ولحركة الحياة سياسة ...

أكمل القراءة »

علمانيتنا المؤمنة ضرورة منطقية

يمكن للمنظومة الدينية أن تزودنا بتأصيل منطقي لمطالبتنا بتحويل الإيمان إلى شأن شخصي، ونعلم أن عش الدبابير سيثور، ولكن مناقشة القضية بالاستناد إلى مرجعية المعترض أصل من أصل الجدل العلمي لكي ينطلق المتناظران من أرضية واحدة تفسح المجال للقاء في منتصف الطريق. لا شك أن تحويل الإيمان إلى شأن فردي ركن أساسي من أركان تكريس حيادية الدولة التي تعد مطلبًا لا مندوحة عنه لبناء دولة مدنية لجميع أبنائها. وبناء عليه فإن النقاش سيتناول ثلاث قضايا من صلب الثيولوجيا الإسلامية: الأولى: التعاطي مع “الله” كاسم علم وليس كمفهوم إن التعامل مع “الله” كمفهوم يجعل القضية “الله هو الأساس الأخير للوجود” قضية تحليلية ليس لها مدلول وجوديّ; بمعنى أن وجود اسم العلم “الله” ليس شرطاً لصدقها.  أما إذا كان المقصود بـ “الله” ...

أكمل القراءة »

ميليشيا الإلحاد

“ميليشيا الإلحاد” عنوان كتاب يتحدث عن ظاهرة الإلحاد التي تفشت في الغرب وصار لها رموزها من علماء وأساتذة جامعات وكتاب وفنانين وساسة، وقد قضى رموز هذه الظاهرة على كل إمكانية للمساومة مع أصحاب الفكر الديني، وحسموا أمرهم بإلقاء الدين في متحف المنسيات. وصرت ترى حديثاً صريحاً عن وهم الإله، وعن خرافة البعث والحساب، وعن غباء من يؤمن بخالق، وعن الصلة السببية بين الدين والشر ليس الإلحاد ظاهرة جديدة، ولا ظهور من يجاهر به مستغرباً، ولكنه استحال مع هذه الظاهرة إلى مطلب سياسي اجتماعي مرتبط بأحداث، وليس مرتبطاً بقطيعة معرفية كما كان حاله قبل عقود عندما أعقب الثورة العلمية إحلال المعرفة العلمية النسبية محل اليقين الديني. وعندما احتاجت البرجوازية إلى منظومة مغايرة لمنظومة خصمها الطبقة الإقطاعية التي طالما تلطت خلف ثنائيتي الخير والشر والحق والباطل المستمدتين من المنظومة الدينية الغيبية في ...

أكمل القراءة »

افتتاحية الموقع.. إدلب ورقة توازن المرحلة في القضية السوريّة: هيئة التحرير

منذ بدء مسار أستانا، كان يُراد لخطّة مناطق (خفض التصعيد) التي ابتدعها الروس أن تصل الأمور إلى ما هي عليه اليوم، وتكون مناطق إبادة أو مصالحة بالإكراه، بعد إشراك عسكر الفصائل ترغيباً أو ترهيباً، وتدجينهم أو ترويضهم ليكونوا ضمن مسار الحلّ الروسيّ، وما الأوقات المستقطعة بين قَضْم وهَضْم كل منطقة على حِدة إلا إشارات إعلان اقتراب قطار سياسة الأرض المحروقة إلى المحطّة الأخيرة، وإعلان النصر في إدلب. فلم يكن ما نحن-السوريين- فيه مستغرَباً أو مستَبعداً، إذ غير خافٍ ما ستؤول إليه الوقائع، فتُركتِ الحال تصل منتهاها، اعتماداً على مرتكزات أسّس لها اللاعبون الأساسيّون في مؤتمرات نتج عنها – بغياب السوريين- اتفاقات وتفاهمات، لتكون لا كما يرغب المتصارعون المختلفون المتخالفون، ولا كما يتمنّى النظّارة المستسلمون لمصير لم يعوا وصولهم حافته عاجلاً ...

أكمل القراءة »

عندما يكون النقد انتقائيًا ومغرضًا

مناف الحمد ردًا على مقالة جهاد الزين في النهار بتاريخ 6 أيلول 2018 بعنوان: ملاحظات على مقابلة رياض الترك: جيل معارض بكامله أفلس في سوريا لا تحتاج أن تكلف نفسك مؤونة كبيرة لكي تستكشف أسباب محاولة البعض تفكيك خطاب رياض الترك تفكيكًا انتقائيًا قائمًا على عدة ناقصة في تحليل الخطاب السياسي، وبالانطلاق من مسبّقات تصادر على المطلوب. في نقد جهاد الزين مثلًا لا تفلح البداية التي يحاول أن يخصف بها قشرة إنسانية على سوءة نقده عندما يبدي تعاطفًا واضح التكلف مع لقاء الترك بابنتيه. وهي لا تفلح؛ لأنها شبيهة إلى حد ما بتعاطف أسماء الأسد مع أمهات الشهداء، بينما يأمر زوجها بالتنكيل بالمعتقلين ويقتل الأطفال والشيوخ في سورية بالسلاح الكيماوي.. على عكس ما يؤكد الكاتب لم يربط الترك ربطًا سببيًا ...

أكمل القراءة »

أي قبح يثوي خلف الشعارات الجميلة؟

عندما عرض المنظر الليبرالي الأبرز راولز وضع المذاهب الأخلاقية والدينية بين قوسين من أجل فصل الهويات الشخصية عن السياسية كان يستمد حجته من واقع كثرة هذه المذاهب، والعجز عن الحسم في أفضلية أحدها على غيره. وقد كان هذا الطرح ملائمًا في نظر راولز لمجتمعات “محكمة التنظيم: كما أطلق عليها، وهي مجتمعات لا تحكمها إلا قيم سياسية عمومية منفصلة عن القيم الأخلاقية أو الدينية الكلية، ولما كانت هذه المجتمعات هدفًا لم يتوصل إليه، فقد اضطر راولز إلى التراجع -وهو بصدد إبداء رأيه في الخلاف الذي حصل بين الرئيس الأمريكي ابراهام لنكولن ومنافسه الرئاسي حول مسألة الرق-، والتي كان لنكولن يتبنى فيها موقف الرافض للرق؛ لأنه في نظره شائن أخلاقيًا، بينما يتبنى منافسه الرأي القائل إن الأخلاق ليست حكمًا صالحًا في هذه ...

أكمل القراءة »