تلاشى حلم داعش في فتح العالم، ونشر الرسالة انطلاقًا من دابق، وفروا منها لا يلوون على شيء؛ وهم يتابعون مسيرة النهاية التي يبدو أنها صارت ماثلة في الأفق القريب. حفيد العثماني جدد نصره بعد أن جدد عدته، والحالم بدولة الخلافة التي تسود الأرض لم يجسد حلمه؛ لأنه تسربل بجلباب العثماني الذي انتصر في دابق قبل قرون، وحمل سلاحًا أكل عليه الدهر وشرب. واضح أن داعش في طور الاحتضار، وهي نهاية لم يكن يستبعدها كلّ متابع لهذا الوباء الذي تسلل عبر الصحراء في لحظة شاذة من الزمن. ولكن شبكات الثقة التي تُحكم الربط بين الأفراد في مجتمعنا من طائفية وعشائرية ومناطقية والتي استحكمت حلقاتها بفعل نظام الاستبداد الذي ألجًا الناس إلى النكوص أكثر فأكثر إلى أطرهم الضيقة؛ للاحتماء من بطشه، ولمحاربة ...
أكمل القراءة »الاحتلال الروسي بعد أكثر من عام
الاحتلال الروسي بعد أكثر من عام قبل عام مضى وفي الثلاثين من أيلول 2015، بدأت روسيا الاتحادية احتلالها لسورية، حيث أرسلت أساطيلها البحرية والجوية، لتنتهك السيادة السورية، وتحتل بحر البلاد وبرها وأجواءها. تم هذا الاحتلال بإرادة النظام وموافقته ومباركته. وشهد العالم بالصوت والصورة كيف استدعى وزير الدفاع الروسي بشار الأسد إلى إحدى قواعد الاحتلال العسكرية الروسية بطريقة مذلة ومهينة، تُذَكِّر بطريقة استدعاء ” المندوب السامي ” لعملائه ووكلائه في مرحلة الانتداب الفرنسي على سورية في عشرينات القرن الماضي من أجل محاسبته وتقريعه، وتبليغه التعليمات الجديدة. ومنذ ذلك الوقت، يتصرف الروس داخل سورية وخارجها في الشأن السوري كقوات حماية لبقايا النظام واحتلال لبلدنا. وقد كشفت أخيراً وثائق دامغة هذا الأمر. لم تكتف قوات الاحتلال الروسي بوقف انهيار النظام ومساندته في محاولة ...
أكمل القراءة »الصفر الاستعماري وما تحت الصفر الأيديولوجي
لا يجوز أن تكون مقاربة التدخل الخارجي في ظروف محاربة الاستبداد، محكومةً بحكم قطعي مستند إلى ثوابت أيديولوجية. فرفض التدخل الخارجي رفضًا مطلقًا، والموافقة عليه من دون تحفظ، كلاهما لا يعبران عن موقف سياسي؛ لأن الأول محكوم بثوابت أيديولوجية أكل عليها الدهر وشرب، والثاني يعبر عن انتهازية مفضوحة. ولعل إحدى جوانب القصور في الفكر السياسي العربي هي افتقاره إلى نظرية في التدخل الخارجي؛ بمعنى صياغة أنموذج نظري بمتغيرات تربط بينها علاقات قابلة للتبدل بدالة تبدل الظروف. نظرية قادرة على تزويد المتردد بين الموقفين بقياس للكلف والمآلات بدالّة المصلحة الوطنية. وما مقولة الصفر الاستعماري التي وضعها رياض الترك إلا محاولة جريئة للقبض على شروط أولية لوضع نظرية للتدخل الخارجي. وهي تصلح لوضع هذه الشروط الأولية؛ لأنها جاءت كوصف لواقع حصل بعد إسقاط ...
أكمل القراءة »ثورة الكرامة لا ينصرها إلا المؤمنون
ثورة الكرامة لا ينصرها إلا المؤمنون إن للمشهد السوري سمة خليقة بالاهتمام؛ لأنها يمكن أن تساهم -إلى حد ما- في تفسير كسر العظم الحاصل، وما ينتج عنه من عنف فاق التصورات. السلفية الجهادية التي سرقت الضوء والمشهد؛ لأسباب عديدة، منها ضعف التيار الديمقراطي العلماني، وعجزه عن حجز حيز له في المشهد، ومنها أجندات داعمين يجدون في الإسلام السياسي ذراعًا للنفوذ لا أكثر، والميليشيات الطائفية التي استجلبها النظام، وسيده الإيراني التي تسرف في الجريمة من دون رادع من القوى الكبرى. هذان الطرفان يجمع بينهما قاسم مشترك على الرغم من خلافهما العميق، وهو قاسم مشترك يحيل المعركة إلى عنف عصيّ على الفهم، ما لم يسلط الضوء عليه لإبرازه. فالطرفان ينتميان إلى الإسلام -من حيث المبدأ- وهما يخوضان حربًا مقدسة سعيًا للجنة التي ...
أكمل القراءة »الفودكا ممزوجة بالدم
الفودكا ممزوجة بالدم تفاصيل الاتفاق غير المعلنة بين الروس والأمريكان، تشي بأمر دُبر بين الدولتين، ليس من الصعب التكهن به في ضوء مؤشرات عديدة، أهمها التصريح أن الاتفاق لا يتحدث عن مرحلة انتقالية، ولا عن مصير بشار الأسد. ويُشتق من هذا الإغفال لأهم أولويات المعارضة السورية السماح للنظام بقصف الفصائل المصنفة إرهابية، الأمر الذي يعني الاتفاق على عدّه شريكا في الحرب على الإرهاب. واضح ان الاتفاق يصب في مصلحة الحليف الروسي الذي يريد تعويم الأسد، والاستمرار في تثبيت أقدامه في الشرق الأوسط على حساب تراجع امريكي مقصود، والعودة من بوابة المأساة السورية إلى تقاسم النفوذ على الساحة الدولية. الأمريكي ليس معنيًا إلا بنفض يده من المأساة السورية عبر ترتيب يقع في بؤرته تحقيق تقدم في الحرب على الإرهاب كإنجاز يختم به ...
أكمل القراءة »الهجوم السياسي
الهجوم السياسي أطلقت الهيئة العليا للمفاوضات بتاريخ 7 / 9 / 2016 من لندن رؤيتها للحل السياسي المنشود في سورية. أتت الوثيقة التي حملت هذه الرؤية في خمس عشرة صفحة تحت عنوان ” الإطار التنفيذي للحل السياسي وفق بيان جنيف 2012 “. وتم الإعلان عنها في اجتماع لمجموعة الدول الصديقة، التي تجتمع دوريًا لمناقشة الوضع السوري وتطوراته، مما أكسبها أهمية إضافية؛ لما تمثله هذه المنصة الإقليمية والدولية من أهمية في دعم قضيتنا (على الرغم من محدودية هذا الدعم وقصوره). وقد لاقت اهتمامًا لافتًا من وزراء الخارجية المجتمعين، وتثمينًا مميزًا من بعضهم، خاصة من الوزراء البريطاني والفرنسي والسعودي والتركي، ومن الوزير جون كيري الذي حضر الاجتماع عبر دارة الكترونية.. جاءت هذه الرؤية كهجوم سياسي للمعارضة في وقت تعطلت فيه العملية السياسية ...
أكمل القراءة »افتتاحية الموقع: من هم أهل السنة والجماعة؟
يقال إن أبا الحسن الأشعري عندما قرر ترك مذهب الاعتزال، صعد إلى المنبر، وخلع قميصه، وألقاه في ساحة المسجد وهو يقول: لقد خلعت مذهب الاعتزال كما أخلع قميصي هذا. وفي أحد التفسيرات المغربة لتصرفه الذي لا يخلو من عنف؛ يكون خلع مذهب الاعتزال محاولة للتخلص من سلطة الأب، وهو زوج أمه المعتزلي؛ ولأنه لا يستطيع قتله قتلًا ماديًا، فقد عبر بخلع قميصه عن قتله قتلًا رمزيًا. حيثيات سيكولوجية سوسيولوجية-بحسب هذا التفسير- كانت خلف نشوء مدرسة عقدية متكاملة. وهي مدرسة عقدية لا تملك ألا تعجب بتماسك جهازها النظري، وقوة استدلالاتها المنطقية. حاولتْ تفنيد مقولات المعتزلة، بقصد التوحيد المحض-حسب زعم مؤسسيها- وتنزيه الواحد عن كل ما يفضي إلى التشبيه في صفاته، وعدم وضع الصدارة للعقل الذي لا يستطيع التحسن والتقبيح من دون ...
أكمل القراءة »افتتاحية الموقع: داريا: لك المجد والخلود
داريا: لك المجد والخلود يقال إن بولس الرسول رأى المسيح، وتحولت هويته ذاك التحول الجذري في منطقة قريبة من دمشق، سميت بسبب ما جرى لبولس الرسول فيها “دار الرؤيا”، ثم تحوّر الاسم بالاستعمال إلى داريا. هي داريا التي مرّغت وجه نظام الإجرام، وأذلّت حلفاءه، كانت موقعًا لتحوّل غيّر مجرى تاريخ البشرية. ارتباط الأرض بالسماء، الذي كان كفيلًا بهزّ الأرض حصل في دار الرؤيا. ويقال إن خالد بن الوليد عندما قصد حمص لفتحها، قد ترك قسمًا من جنوده في داريا، لحماية مدينة دمشق ومحيطها. فكان مكان اتصال الأرض بالسماء عبر رؤيا بولس الرسول، مكانًا لأعراب لا يمكن تفسير ما صنعوه في العالم في بضع سنين بسيوف قديمة (كما قال روجيه جارودي) إلا بافتراض اتصال بينهم وبين السماء. مرة أخرى اتصلت الأرض ...
أكمل القراءة »في ذكرى مجزرة الكيماوي، فليحيا عمران!
عندما صعدت أرواح أطفال الغوطة إلى السماء مختنقين بالغاز الذي أطلقه نظام الإجرام، وانتظر السوريون تنفيذ أوباما لتعهده بتوجيه ضربة للنظام السوري إذا تجاوز الخطوط الحمراء، كان السؤال الغائب، والكفيل إذا حضر أن يزيل النقمة على نكوص أوباما عن تعهده هو: ألم يخنق النظام السوري الحياة السياسية في سورية بسلاح أشد فتكًا من الكيماوي لمدة أربعين عامًا، من دون أن يتحرك العالم خطوة واحدة لفتح نوافذ للسوريين لكي يستنشقوا الهواء النقي؟ الدولة العظمى التي تناصر الديمقراطية -كما تدعي- أرخت سدولًا بينها وبين رؤية ألاف معتقلي الرأي المقتولين تحت التعذيب في سجون النظام، فهل يستغرب إذا أغراها الروس بصفقة التراجع عن معاقبة النظام مقابل تسليم ترسانته الكيماوية؟ الحق في الحياة الذي سلبه النظام السوري من السوريين، وجعل منه مكافأة عل الولاء، ...
أكمل القراءة »افتتاحية الموقع: هل تعبدون الله؟
الذين وصموا الفتاة “المنبجية” في الصورة التي تم تداولها على وسائل التواصل بالعهر؛ لأنها تضع سيجارة في فمها، لم يكونوا يصدرون عن وجدان ديني، وإنما عن عبادة لإله آخر غير الإله الواحد الذي يدعون أنهم يدينون له بالعبادة. ولعل الأنوثة البادية والمحتشمة التي تبرزها الصورة، أمر لا يستطيع عبدة الأصنام هؤلاء أن يطيقوا رؤيته؛ لأن عبودية الواحد الحق تفتح فضاء الحرية، بينما تقيد عبودية بدلائه من يدينون بها بقيود لا يستطيعون الانفكاك منها، وتجعلهم ينفرون من أي مظهر من مظاهرها، وخصوصًا إذا كان مظهرًا معتدلًا في التعبير عن الحرية، لا يخرج عن حدود الوقار والحشمة. فهم إما شوفينيون حاقدون على الكرد؛ مستاؤون من تحرير منبج على يد قوات أغلبيتها كردية، فيستخدمون الله غطاء على معبودهم الأصلي المتخيل الذي هو ...
أكمل القراءة »