يصنف علم التسويق السياسي -الذي يعنى بوضع الخطط والاستراتيجيات للهيئات والشخصيات السياسية وبرامجها ورؤاها-المنتجات السياسية إلى ثلاثة أصناف وفق درجة مرونتها: -منتج سياسي مرن ومثاله برامج الأحزاب والسياسيين ويعد مرناً؛ لأنه من السهل إجراء تعديلات عليه وتغييره. -منتج سياسي شبه مرن ومثاله شخصية السياسي، ومظهره الخارجي الذي يمكن إدخال تعديلات عليه، ولكنها من الصعب أن تكون جذرية. ومنتج سياسي صلب ومثاله إيديولوجيا الكيان السياسي، ومعلوم أنها بحكم ماهيتها عصية على التغيير. كما يتطلب تسويق المنتج السياسي شأنه شأن المنتج المادي دراسة للبيئة التسويقية التي تكتنفه؛ لأن معرفتها جزء أساسي من معرفة نقاط ضعفه لتلافيها، ومعرفة نقاط قوته لتعزيزها، ولمعرفة ما يعتور تسويقه من مخاطر يجب تجنبها، وفرص يجب استثمارها. ومن ضمن ما يجب دراسته هو قدرة المنتج السياسي على ...
أكمل القراءة »الولد الكبير إذ يستدعي الولد الصغير
عندما غادر بشار الأسد دمشق في جنح الظلام تلبية لاستدعاء بوتين، واستمع كالمريد فاقد الإرادة في حضرة شيخه إلى آخر ما توصل إليه الأخير من قرارات، وبغض النظر عن التكهنات التي حاولت تفسير الزيارة وما دار فيها بين التابع والمتبوع إلا أنها تؤكد أن للرئيس السوري شخصية لا تزال تحافظ على منطقها معبرة عن ثبات وصفها بالمسطحة مهما اضطربت الأحداث وتشعبت مسالك الحياة. ففي عام 2005 في جنازة بابا الفاتيكان يوحنا بولس الثاني وجد الرئيس الشاب نفسه في موقف لم يستطع أن يغلّب فيه عقله ويستشرف مآلات تصرفه فاندفع بدافع الشعور بالرهبة إلى مصافحة الرئيس الإسرائيلي، وبطريقة مهينة سار نحوه ليصافحه بينما بقي كاتساف الرئيس الإسرائيلي ثابتاً في مكانه لكي يعطي التصرف صورة أكثر إذلالاً للرئيس السوري. بين الحدثين ...
أكمل القراءة »سورية بين مطرقة المتردد وسندان الغبي
“منتقدو أوباما من الجمهوريين وغيرهم يريدون إحداث تغيير في حلب من الجو، بينما لا يستطيعون إجراء إصلاحات داخل ولاية أمريكية على الأرض” هذا ما عبّر به أحد المحللين ساخرا من منتقدي أوباما الذين لا يكفون عن تحميله مسؤولية الدمار في سوريا بدون أن يقدموا بديلا لموقفه سوى الحض على التدخل العسكري المباشر بدون الاستشراف لمآلات التدخل، وبتصور انطباعي لا علاقة له بالاستنتاج العلمي أن مصير التدخل في سوريا لن يكون كمصيره في العراق وليبيا. أوباما يعلم أن المعارضة المعتدلة ليست معنية بمثل الديمقراطية وإنما بالدفاع عن نفسها وممتلكاتها وأطفالها، أما التنظيمات المتطرفة فهي تقاتل دفاعاً عن مثل وتريد إحياء الخلافة الإسلامية بالتدريج كجبهة النصرة أو في الحال كداعش. وفي ظل هذه المفارقة لن يعمل التدخل على بدء حراثة الأرض لاستنبات ...
أكمل القراءة »لم تكتسب كلمة الديمقراطية شحنات وجدانية لولا الدماء التي سالت في سبيلها
لم تكتسب كلمة الديمقراطية شحنات وجدانية لولا الدماء التي سالت في سبيلها، والتضحيات التي قدمها المناضلون في سبيل تحقيقها. ولأن للشعارات عندما يتمثلها من يرفعها تمثلا حقيقيا أثراً لا يكفّ عن التغلغل في عقول ووجدان الناس عبر الزمن، فإنه مما لا شك فيه أن ما قدمه حزب الشعب عبر عقود متطاولة من تضحيات، وما دفعه أعضاؤه من زهرة شبابهم في أقبية الظلم والظلام في سبيل شعار الديمقراطية الذي تبناه حزبهم كان ذا دور في سقي بذور التمرد ضد نظام الاستبداد التي أينعت ثورة مباركة عظيمة هزت أرجاء سوريا عام 2011. موقع الرأي الذي أسّسه وأشرف عليه حزب الشعب عام 2002، والذي كرّس تبني الحزب للديمقراطية والتعددية، والذي أقضّ مضجع النظام فقام جيشه الالكتروني بتدمير قاعدة بياناته عام 2008 لأنه يعلم ...
أكمل القراءة »الحرب على الإرهاب
الحرب على الإرهاب أيضاً . . وأيضاً بعد أكثر من عام على انطلاق حملة دولية منظمة للحرب على الإرهاب في المنطقة ، بالاستهداف العلني لقاعدتيه التطرف والعنف ، ها هو الإرهاب يعلن نفسه كأكبر الحقائق على الأرض . يحتل المواقع الأولى في وسئل الإعلام ، ويتريع على طاولات المحادثات السياسية والحوار الفكري في مراكز الدراسات والأبحاث . يقوم بتغيير الخرائط الديمغرافية والجغرافية والجيوسياسية في المنطقة ، ويدخل فاعلاً رئيساً في الحياة السياسية والنشاط الاقتصادي فيها ، ويتسلل بتصميم ظاهر إلى البنى الفكرية والثقافية للناس بتقدم مضطرد . ومن حق الضحايا الحاليين والمحتملين أن يتساءلوا عن المردود والانعكاس لهذه الحملة على الحياة العامة والخاصة للسكان الآن وفي المستقبل ، وعن المؤثرات التي تطبع بها الأوضاع الاستراتيجية في المنطقة . ويمكن أن ...
أكمل القراءة »الحكم العرفي.. عودة الروح
ما أكثر الطعنات التي تلقاها الربيع العربي في تفتحه خلال السنوات الأربعة الماضية. طعنات من الأبناء والشركاء والأصدقاء ، وطعنات من الطغاة وحلفائهم وأصدقائهم الإقليميين والدوليين . ومع أن الاستبداد مات كفكر ونهج ونظام حكم ، لكنهم لا يريدون أن يذهبوا به على المقبرة . فوجوده من سر وجودهم ، وبقاؤه ضامن لاستمرار هيمنتهم وتحقيق مصالحهم . وقد كانت العملية الإرهابية التي أدت إلى مقتل السياح الأجانب على الشاطئ التونسي في سوسة آخر طعنة لهذا الربيع ، ولن تكون الأخيرة . فقد استولدت طعنة أخرى اسمها “حالة الطوارئ ” التي عادت مجدداً ، وفي أكثر تجارب الربيع العربي نجاحاً في الخروج من المحنة والامتحان بأقل الخسائر . لا أحد أكثر منا نحن السوريين يعرف معنى ” حالة الطوارئ والأحكام العرفية ...
أكمل القراءة »