الافتتاحية

افتتاحية الموقع: العملاء والأغبياء، الأوغاد والضعفاء

يطلق على التذّرع بسيادة الدولة من قبل بعض القانونيين في المنظمات الدولية وصف ” الملاذ الأخير للأوغاد ” لأنها الشمّاعة التي تعلق عليها كل الجرائم التي ترتكبها الأنظمة المستبدة، وهي الأنظمة التي خلطت مفهوم سيادة الدولة بالسلطة المطلقة للنظام الحاكم، هذه السلطة التي اخترقت كل الفضاءات الاجتماعية وسدّت الطريق أمام قيام مجتمع مدني يحدّ من تغوّلها وحربها على المجتمع. تشويه مفهوم السيادة الذي لا يأخذ شكله الناجز إلا إذا قام على أساس العدالة أولاً، ورضا المحكومين ثانياً يجعل التذّرع به بشكله المشوّه هذا لرفض التدخلات الخارجية لحماية الشعوب من جرائم الأنظمة غير ذي موضوع. في المقابل يمثّل الاستقواء بالخارج من قبل معارضة استبطنت منطق السلطة لأن جسماً يعتد بوزنه منها يشكّله المهمّشون في المجتمع الحكومي الذي أسّسته السلطة وجعلته سيداً ...

أكمل القراءة »

كذب النظام وأتباعه لا يغالبه إلا صدق من جنسه

كذب النظام وأتباعه لا يغالبه إلا صدق من جنسه لا يمثل الصدق فعلاً سياسياً ذا أثر؛ لأنه يصف حقائق الواقع كما جرت وتجري، فهو ينتمي الى خارج ميدان السياسة ولكن الكذب فعل سياسي؛ لأنه يسعى الى تغيير الوقائع وإعادة نسجها بصياغة مختلفة لكي يجعل منها وقائع جديدة بديلة عن الوقائع الاصلية. الكذاب ذو فاعلية حقيقية وهو في حالة كونه عاجزاً بلا سلطة يعمد الى تضييع الحدود بين الواقع والرأي بجعل الواقع المزيف الذي يرسمه رأياً يطالب باحترامه، أما إذا كان مسنوداً بقوة فإنه لا يتردد في خلق واقع جديد مشوّه ومحاولة فرضه لكي يحلّ محلّ الأصل. إن ما يتمتع به البشر من حرية هو الذي يتيح هذه القدرة للكذاب على القول والفعل، ويعزّز هذه القدرة ما تتمتع به الوقائع من ...

أكمل القراءة »

الديمقراطية المملوكة وغير المعاشة

عندما كان يظهر على الفضائيات قبل الثورة، وينظر السوريون إليه كمناضل ديمقراطي وناشط كبير في مجال حقوق الإنسان لم يكونوا يتوقعون أن دالات الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات التي يسبّح بحمدها دالات بدون دلالات متأصلة، فهي مفرغة من محتواها ولا تعبر عن فكر يتمثله وواقع يعيشه بعقله ووجدانه وإنما تعبير عن ادعاء بامتلاك لها فقط. نعت هذا النوع من الدالات من قبيل الديمقراطية وغيرها بالزائفة ليس مجانباً للصواب عندما تكون صادرة عمن يفاخر بامتلاكها بدون أن يعيشها. فهو يفاخر بامتلاكه قدراً من الديمقراطية أكبر مما يمتلكه مناظره أو خصمه، وهو امتلاك لها يفرغها من دلالاتها بسبب عدم تمثلها واستحالتها إلى نمط حياة. وقد ثابر هذا “الديمقراطي” عند انطلاق الثورة على مفاخرته بامتلاك قدر أكبر من هذه القيم ولكن هذه المرة أصبح ...

أكمل القراءة »

افتتاحية الموقع: حلّ القيادة القومية وسقوط ورقة التوت

رشّح أحد القوميين عام ألف وتسعمائة وثلاثة وستين لمنصب وزاري فذهب من مدينته إلى دمشق لإجراء مقابلة مع مسؤول كبير في النظام، ولكنه قفل عائداً بسرعة في اليوم التالي وعندما سئل عن سبب عودته السريعة روى الحادثة التالية: قال إنه أرسلت له سيارة أخذته إلى المكان المقرر للّقاء، وكان في قاعة الانتظار عدة مرشحين للوزارات، ومن بين الجالسين في القاعة شخص يرتدي زي ضابط ويبدو أنه كان مخموراً ونصف نائم، وقد كشف جزءاً من صدره وكان كلما نودي على اسم من أسماء المرشحين للدخول إلى غرفة الشخص الذي يلتقي بالمرشح يعدّل جلسته ويفتح عينيه النصف مغمضتين ويقول باللهجة العلوية ” شي بيهوي ” ثم يعود إلى وضعه السابق. أسلوب الإذلال المقصود الذي كان يتّبع مع المرشحين للوزارات أنفت منه نفس ...

أكمل القراءة »

حب أعمى وحب زائف وحب عقلاني

أن تحب وطنك حبا اعمى باطّراح مصلحتك الشخصية وعدّها من سقط المتاع مقارنة بمصلحة الآخرين من أبناء وطنك وأن تسعى لخلوده بمحو ذاتك، فأنت تعمل على تأجيج صراع في داخلك بين ما تتطلبه طبيعتك كإنسان وبين ما تتطلبه فضيلة الجمهورية التي لا تتحقق إلا بإحداث تحويل جذري في طبيعتك وإخضاع نفسك لعملية تثقيف أخلاقي لا يكتمل أبداً حسب ما أقر روسو أحد أهم ّمناصري هذ التحوّل من إنسان طبيعي إلى مواطن وهذا ما يدعيه الكثيرون ادعاء بيّن التهافت. وأن تحب وطنك لأن غالبيته تدين بعقيدة دينية تعدّها حقيقة مطلقة، فأنت تحبه حباً زائفاً لأن موضوع الحب في هذه الحالة هو العقيدة لا الوطن، وهذا حال الإسلاميين الذين يرهنون الوطن للعقيدة ويقصون بالضرورة من حبهم من لا يدين بهذه العقيدة إذا ...

أكمل القراءة »

ماذا تبقى من حسن نصر الله؟: افتتاحية الموقع

يتكون محتوى انطباع الجمهور عن السياسي من عدة كتل أهمها الصفات الشخصية التي تتألف من: أولاً: المظهر الخارجي ثانياً: السلوك ثالثاً: السمات  والأخيرة تقع في عدد محدود من الفئات هي: أولاً: القيادة ثانياً: الكفاءة ثالثاً: النزاهة  رابعاً: المشاركة الوجدانية. وهذه السمات مصدر يشتق منه استدلالات يعتبرها الجمهور محورية لفهم سلوك القائد والتنبؤ بسلوكه. ويسهم في تشكيل هذا المحتوى أيضا المواقف من القضايا العامة.   أما المظهر الخارجي فيسهم في استخلاص السمات؛ حيث خلصت الدراسات التجريبية إلى أن طول القامة يوحي بسمة القيادة، والعيون الكبيرة إضافة إلى الشفاه الغليظة والوجه الدائري توحي بالدفء والأمان اللذين يرتبطان بسمة المشاركة الوجدانية. وهذا المحتوى دينامي متغير وفقا للظروف والسياق رغم ثباته النسبي لدى الأتباع. وأما الموقف من القضايا العامة فيستخدمه الجمهور كجزء من الصورة ...

أكمل القراءة »

إرادة السلطة وإرادة السياسة وإرادة الاعتقاد

لم يستمر نظام البعث أربعة عقود بسبب اتكائه على الطائفية وانتهاجه سياسة القمع، فهذان العاملان لم يمنعا سقوط غيره من الأنظمة السلطوية الشعبوية، وإنما ساعد في تثبيت دعائمه سيرورة تاريخية بدأت منذ أواخر الأربعينيات، وأخذت محتوى سلطوياً استلهمه البعثيون في عهد الوحدة وتبلورت في شكل سلطوي صلب منذ استلام البعثيين للسلطة علم 1963. كان عهد الوحدة درساً للبعثيين يفيد أن سلطوية ناصر الرخوة ليست قابلة للاستمرار، فكرسوا سلطويتهم الصلبة وهو ما استثمره حافظ الأسد منذ استلامه للسلطة باقتدار عندما خنق الحياة السياسية في سوريا وحوّل نظام الحكم إلى نظام عصابة مافيوية مستفيداً من ظروف موضوعية رافقت سنوات حكمه، ولأن للتجربة جذوراً راسخة فإن التحولات التي عصفت بالعالم في بداية التسعينيات وأطاحت بالعديد من الأنظمة الشعبوية لم تفلح في اقتلاع جذور ...

أكمل القراءة »

خطابان: تطور تحت سقف الابتذال وجمود يفضي إلى نكوص

    عام 1999 وبمناسبة احتفال بعيد الجيش السوري وجه العماد أول مصطفى طلاس وزير الدفاع السوري السابق في بعلبك في لينان شتائم لاذعة للراحل ياسر عرفات لأنه لم يطالب بالقدس عاصمة موحدة للدولة الفلسطينية في البيت الأبيض، وشبّهه بالراقصة “ستريب تيز” التي تخلع ثيابها، ولكنّ الفرق بين عرفات وبين الراقصة –حسب طلاس-هو أن الراقصة تخلع ثيابها ليبدو جمالها، بينما يزداد عرفات قبحاً كلما خلع قطعة من ثيابه، ولم يكتف بذلك بل طالت شتائمه والدة عرفات بألفاظ نابية. لم يكن الأمر مستغرباً من قبل كل من يملك معرفة ولو بسيطة بطلاس وزير الدفاع السوري الشغوف بالنساء وباللغة السوقية المبتذلة، ولكنه كان تصرفاً غريباً لعدم تقديره لما يشكّله هذا السبّ من إساءة إلى رمز النضال الفلسطيني ياسر عرفات. كان ذلك إبان ...

أكمل القراءة »

لا تفرطوا بالقضية إن لم يكن بالمبادرة فعلى الأقل بالمقاومة.

  التحالف المنوط به محاربة الإرهاب بدون ضبط لمدلول مصطلح الإرهاب بشكل مقصود؛ لكي يحدّد ويعرّف حسب ما تقتضي المصلحة هو محاولة لعدم ترك الساحة مستباحة من قبل الروس والإيرانيين من جهة، ولتجسيد الفصل الجذري بين الإسلام والإرهاب من جهة أخرى. هذان هما الأثران الإيجابيان اللذان يمكن أن يحدثهما هذا التحالف الذي أعلنت السعودية عن تشكيله بقيادتها. وهو على ما يبدو رسالة سياسية أكثر من كونه واقعاً ميدانياً. ولا ضير في ذلك ما دامت هوامش الحركة الفعلية لتحالف كهذا ضيقة أو معدومة. يمكن أن يعدّ هذا الحلف مع التحالف الغربي لمحاربة الإرهاب مشتركاً أخلاقياً يقفز على الاختلافات الدينية أجبرت الضغوط والمخاوف الشرق والغرب على استخلاصه، وإن كان استثماره رهناً بمصالح كل طرف، وليس بالنظر إلى المحتوى القيمي لهذا المشترك. المشكلة ...

أكمل القراءة »

الفرصة الأخيرة

  عندما تفاءلت المعارضة السورية إبان وراثة الأسد الابن لأبيه بإمكانية أن يشكل مجرد مواراة الأب الثرى وما تبعها من مهزلة التوريث إمكانية جدية لانفتاح النظام الأسدي على آفاق جديدة تبشر بتغيير حقيقي في بنيته، كانت تعبر عن تغافل أو غفلة عن السيرورة التاريخية التي تشكل عبرها نظام الاستبدادية الشعبوية الذي ترابطت جلقاته بشكل وثيق بحيث بات من الصعب إرخاء هذه الحلقات إلا بحدث عظيم على مستوى ما أو على عدة مستويات وليس بمجرد وراثة بشار لحافظ. فالمؤسس قد استطاع أن يحدد الهدف بدقة وهو الاستيلاء على السلطة، وترسيخ النظام مستثمراً بنى مؤسسية وظروفاً بنيوية بنجاح وبقدرة على التكيف ومرونة كبيرتين في مواجهة التقلبات التي تعصف بالعالم. الرصيد الذي استخدمه من تجارب سابقة والتعبئة الشعبوية وخطاب الصمود في مواجهة العدو ...

أكمل القراءة »