A Syrian man holds a leaflet stamped with the government forces' seal and dropped by helicopters flying over the Syrian city of Saraqib, southwest of Aleppo on August 9, 2018 reading in Arabic: "Which do you prefer? This was Syria before terrorism and its militiamen, and this is what armed terrorism has one to Syria and its people. The fate of your family, children, and future depend on your decision. Quickly join the local reconciliations to return the smile and guarantee the future." - Syrian government forces on August 9 shelled rebel and jihadist positions in the northwestern province of Idlib, the largest chunk of territory still in rebel hands, and dropped leaflets warning of an impending assault and urging surrender. (Photo by OMAR HAJ KADOUR / AFP)

تحذير أممي من كارثة في حال وقوعها… وحشود لقوات النظام وقصف المدينة الشمالية
هبة محمد ووكالات

دمشق – «القدس العربي» : أخطرت الدول الضامنة لاتفاق أستانة الأمم المتحدة بأنها تبذل قصارى جهدها لتفادي أي معركة من شأنها تهديد حياة 4 ملايين شخص في آخر منطقة منخفضة التصعيد في سوريا، بينما اعرب مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا يان إيغلاند الخميس عن امله في أن يتوصل المبعوثون الدبلوماسيون والعسكريون إلى اتفاق لتجنب «إراقة الدماء» في ادلب، وعلى ضوء تلك الاخطارات اعتبر خبراء ومحللون ان تطمينات الأمم المتحدة تجاه إدلب ومحيطها لا يضمن عدم وقوع معركة في إدلب، بقدر ما يعد انعكاساً لمتابعة الدول وتنسيقها في اطار المباحثات القائمة لتحديد مصير منطقة خفض التصعيد الرابعة، تزامناً مع قصف لقوات النظام لمدينة إدلب وحشود عسكرية ضخمة له ولميليشيات إيرانية وأخرى تابعة لها عقائدياً وسياسياً في أرياف حلب، وسط نشاط خلايا النظام على ضوء إسقاط مروحياته العسكرية منشورات تدعو السكان إلى «التصالح مع الحكومة» ويبقى السؤال ورغم تطمينات «ترويكا أستانة» روسيا وإيران وتركيا بعد تحذي أممي من كارثة فيها… هل اقتربت إدلب من الحرب؟
فقد نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان نسخة من المنشورات، جاء فيها «الحرب اقتربت من نهايتها، التعاون معنا يخلصكم من تحكم المسلحين الإرهابيين بكم ويحافظ على حياتكم وحياة أسركم…» وأضاف المنشور الذي يحمل اسم القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة واطلعت رويترز على نسخة منه «ندعوكم للانضمام إلى المصالحة المحلية (الاتفاقيات) كما فعل الكثيرون من أهلنا في سوريا».

تحذير أممي

وكان ذكر مبعوث الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا، يان إيغلاند، أمس أن الأطراف المتناحرة في سوريا والقوى الإقليمية يجب أن تتجنب تصعيداً للصراع في شمال غربي البلاد التي أصبحت ملاذا لمئات الآلاف من النازحين من المناطق السورية الأخرى. وقال المبعوث الأممي للصحفيين في جنيف: «لا يمكن السماح بذهاب الحرب إلى إدلب». ويعد الجيش السوري منذ شهور لهجوم واسع النطاق على إدلب.
وقال متحدثاً عن إدلب «إنه مكان ممتلئ عن آخره باللاجئين والنازحين داخليا»، محذرا من أن العنف يمكن أن يؤدي إلى تدفق للاجئين عبر الحدود التركية. واستطرد إيجلاند أن وكالات الأمم المتحدة بدأت الاستعداد لموجة من النزوح الجماعي، ولكن حتى في الوقت الحاضر تعاني جماعات الإغاثة الإنسانية في المنطقة من وجود أعداد كبيرة. ودعا إلى هدنات محلية وإقليمية مثل تلك التي جرى التوصل إليها في أماكن أخرى في سورية. وطلب إيجلاند المساعدة على وجه الخصوص من روسيا وتركيا وإيران وهي التي لها تأثير على الحكومة السورية وكذلك الدول الغربية والخليجية التي لها نفوذ بين الجماعات المتمردة. وقال الدبلوماسي النرويجي التابع للأمم المتحدة: «هذه المنطقة تصرخ من أجل الحلول الدبلوماسية». وأقر إيجلاند بأن هناك الآلاف من المتشددين المسلحين في المنطقة بينهم إرهابيون ولكنه شدد على أن أعداد المدنيين تفوقهم وهم الذين يجب حمايتهم.
وكانت وصلت تطمينات دولية ومحلية إلى الأمم المتحدة عبر مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا يان إيغلاند الذي قال إن «روسيا وتركيا وإيران تعهدت بأنها سيبذل ما في وسعها لتفادي معركة من شأنها تهديد ملايين المدنيين في محافظة إدلب السورية»، لما يترتب على معركة الشمال السوري المفترضة أن تسبب أزمة لاجئين واسعة تحمل معها مخاطر أمنية على تركيا ودول الاتحاد الأوروبي.

قصف إدلب

وقامت قوات النظام أمس بقصف مواقع للفصائل المقاتلة ولجهاديين في محافظة إدلب الواقعة شمال غربي سوريا الشمالية الغربية بالتزامن مع وصول تعزيزات تمهيداً لبدء هجومها المتوقع عليها، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان. واستهدف القصف أمس بالمدفعية والصواريخ مناطق حول بلدة جسر الشغور الرئيسية في الجزء الجنوبي الغربي من المحافظة، وفقاً للمرصد.
وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن «أن القصف يأتي تحضيراً لعمل عسكري قد تنفذه قوات النظام» مشيراً إلى عدم تحقق تقدم بعد. وكان الرئيس السوري قد اكد في مقابلة مع وسائل اعلام روسية في أواخر تموز/يوليو أن الأولوية الحالية للنظام هي استعادة السيطرة على محافظة إدلب التي تسيطر هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) على نحو ستين في المئة منها بينما تتواجد فصائل إسلامية أخرى في بقية المناطق وتنتشر قوات النظام في ريفها الجنوبي الشرقي.
وأوضح عبد الرحمن لوكالة فرانس برس «ان القصف ترافق مع إرسال قوات النظام تعزيزات عسكرية تتضمن عتادًا وجنودًا وآليات وذخيرة منذ يوم الثلاثاء». وستتوزع التعزيزات على ثلاث جبهات في محافظة اللاذقية (غرب) المجاورة لجسر الشغور غرباً وفي سهل الغاب الذي يقع إلى الجنوب من إدلب بالاضافة إلى مناطق تقع جنوب شرقي المحافظة والتي يسيطر عليها النظام.
كما أوردت جريدة الوطن المقربة من السلطات أمس «دك الجيش بصليات كثيفة من نيران مدفعيته الثقيلة تجمعات لتنظيم جبهة النصرة (الإرهابي) والميليشيات المتحالفة معها» في ريف حماة الشمالي وسهل الغاب الغربي. ومنذ اندلاع النزاع، يكرر النظام رغبته باستعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية وتمكنت القوات النظامية بمساعدة حليفتها روسيا من استعادة السيطرة على مناطق واسعة في البلاد عبر عمليات عسكرية او اثر ابرام اتفاقات «مصالحة». وشكلت ادلب وجهة لعشرات الآلاف من المقاتلين الذين رفضوا اتفاقات تسوية مع النظام.

«إدلب مختلفة»

ويرى الباحث السياسي عبد الوهاب عاصي ان معركة ادلب تختلف كلياً عن بقية المعارك من حيث الملفات الأمنية والسياسية المترتبة عليها بداية من تدفق اللاجئين ومروراً بأمن الحدود وتحقيق الاستقرار والانتقال إلى آخر مرحلة من الحل السياسي وغير ذلك، مضيفاً «ان المقاربات الدولية تختلف عما جرى في الجنوب وأيضاً المقاربات المحلية بين الفصائل والسكان تختلف لأسباب تتعلق بالمصير المجهول الذي سيلاحقهم».
وخوفاً من إبرام اتفاقات مماثلة مع النظام، أعلنت فصائل معارضة سورية اعتقال العشرات في شمال غرب سوريا قالت إنهم «من دعاة المصالحة» للاشتباه في تعاملهم مع نظام الرئيس بشار الاسد.
وفي هذا الصدد قال المتحدث الرسمي باسم الجبهة الوطنية للتحرير النقيب ناجي أبو حذيفة لـ «القدس العربي» ان الجبهة تأخذ تهديدات النظام على جبهات المنطقة المحررة كافة ، بعين الاعتبار، حيث «قمنا بتعزيز النقاط الدفاعية على الجبهات كافة ووضعنا احتمالية محاولة تقدم النظام على اي جبهة ان كانت ارياف حلب او الساحل وحماة، وريف ادلب، وذلك تزامناً مع حشد قوات النظام وتعزيز مواقعها في ريف حلب الجنوبي هي ميليشيات شيعية تابعة لحزب الله وحركة النجباء وابو الفضل العباس اضافة إلى مقاتلين من الحرس الثوري الايراني حيث تتواجد تلك الميليشيات في نقاط معينة من ريف حلب الجنوبي والشمالي».
مضيفاً « لقد أعددنا خططاً دفاعية وهجومية وقمنا بتدريب عناصرنا واعداداهم بشكل جيد لمواجهة العمليات العسكرية كما قمنا بعمل أمني شنته الجبهة وألقت القبض على الخلايا التي تتعامل مع النظام وترتبط معه». وكان أعلن المرصد السوري أن الاعتقالات التي جرت طالت نحو مئة شخص خلال هذا الاسبوع.