لندن ـ القدس العربي» من احمد المصري:

خرج الخلاف الإيراني ـ الروسي للمرة الأولى، أمس الثلاثاء، إلى العلن حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد. ففيما تبدي إيران تمسكا شديدا برأس النظام السوري، أعلنت وزارة الخارجية الروسية «أن بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة لا يعتبر أمرا مبدئيا بالنسبة لموسكو».
وقال القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، إن الروس لا يشتركون بموقف واحد مع طهران حيال هذا الموضوع. وأضاف جعفري في كلمة ألقاها في ملتقى بعنوان»مناوأة أمريكا بعد الاتفاق النووي… مرحلة جديدة من المقارعة» عقد في جامعة طهران. ونقلت تصريحاته وكالة وكالة «مهر» الإيرانية شبه الرسمية قوله: «جارتنا الشمالية (روسيا) تساعد أيضا في سوريا، ولكنها غير سعيدة بالمقاومة الإسلامية، ولكن على أي حال فإنها تقدم المساعدات على أساس المصالح المشتركة، ولكن ليس من الواضح أن مواقف روسيا تتطابق مع إيران بشأن الرئيس السوري بشار الأسد».
أما وكالة «فارس» الإيرانية شبه الرسمية فنقلت عن جعفري قوله إن بلاده «لا ترى بديلا» للأسد وتعتبره «خطا أحمر وتجاوزه ممنوع».
وبحسب تلفزيون «روسيا اليوم»، قالت المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا، في مقابلة مع إذاعة «صدى موسكو»، ردا على سؤال «إن كان مبدئيا لروسيا الإبقاء على الأسد في السلطة»، «أبدا، لم نقل هكذا أبدا».
وأضافت زاخاروفا «مصير الأسد يجب أن يحدده الشعب السوري، نحن لا نحدد إن كان على الأسد الرحيل أو البقاء».
ولفتت المسؤولة الروسية أنه «تم بالفعل استحداث آلية عمل فعالة (حول الأزمة) خلال المحادثات حول سوريا في فيينا».
وقال مسؤول روسي رفيع، أمس الثلاثاء، إن مسؤولين من الحكومة السورية وأعضاء من المعارضة المنقسمة على نفسها قد يجتمعون في موسكو الأسبوع المقبل مع سعي روسيا للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة.
ونقلت وكالة «إنترفاكس» للأنباء عن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله، أمس الثلاثاء، «الأسبوع المقبل سندعو ممثلي المعارضة إلى مشاورات في موسكو.»
وأضاف أن الاجتماع «قد يعقد بحضور ممثلين عن الحكومة» ولم يحدد من الذي سيحضر من المعارضة.
وذكرت صحيفة «كومرسانت» أمس الثلاثاء أن القائمة تضم في الأغلب أعضاء سابقين وحاليين في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.
وأضافت أن القائمة تضم الرئيس السابق للائتلاف معاذ الخطيب والرئيس الحالي خالد خوجة إلى جانب ممثلين عن مجموعة مختلفة من الجماعات السياسية والدينية والعرقية من بينها جماعة الإخوان المسلمين وحركة مسيحية مؤيدة للديمقراطية.
من جهة أخرى علمت «القدس العربي» من مصادر مقربة من تنظيم «القاعدة» أن القيادي المصري في التنظيم سيف العدل وصل إلى سوريا وتحديدا في منطقة ريف إدلب.
وأضافت المصادر في مجمل حديثها لـ»القدس العربي» أن وصول سيف العدل إلى سوريا يهدف إلى التقريب في وجهات النظر بين «تنظيم الدولة» و»جبهة النصرة» وربما إلى الوحدة قريبا.
وكان أنصار من «جبهة النصرة» تداولوا على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أخبارا أشارت إلى أن « أحد القادة الخمسة الذين تم تحريرهم من إيران يصل الشام بتكليف من شيخنا الظواهري لكي يصحح مسيرة النصرة إلى الأفضل إن شاء الله».
ولم يقدم المغردون على «تويتر» أي معلومات إضافية، باستثناء تأكيدهم بأن القيادي المتوقع وصوله، يحظى بثقة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.
الجدير بالذكر أن طهران كانت أطلقت في آذار/ مارس الماضي سراح خمسة قياديين في تنظيم القاعدة كانت تعتقلهم، أحدهم سيف العدل عضو شورى التنظيم، وتولى قيادة التنظيم بصورة موقتة بعد اغتيال زعيمه أسامة بن لادن في 2011.
وأتت عملية إطلاق سراح هؤلاء في إطار عملية تبادل أسرى مع التنظيم في اليمن الذي كان يحتجز الدبلوماسي الإيراني نور أحمد نكباخت في العاصمة اليمنية صنعاء منذ تموز/ يوليو 2013.
وبحسب المعلومات، فإن ثلاثة من الخمسة المفرج عنهم يشغلون مناصب في مجلس شورى التنظيم الإرهابي، حيث أطلقت طهران سراح أبو الخير المصري المسؤول السابق لمجلس علاقات «القاعدة» الخارجية.
كما أفرجت عن القيادي والمخطط الاستراتيجي البارز لدى التنظيم سيف العدل، الذي كان متورطًا في الهجمات الإرهابية على السفارتين الأمريكيتين لدى كينيا وتنزانيا في عام 1998، وباختطاف الصحافي الأمريكي دانييل بيرل عام 2002، وتورط في اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات عام 1981.
وبموجب الصفقة أطلقت طهران سراح عنصرين أردنيي الأصل هما خالد العاروري (أبو القسام) وساري شهاب، حيث كان الأول شغل منصب نائب قائد فرع التنظيم في العراق تحت زعامة أبو مصعب الزرقاوي حتى مقتله عام 2006، وتورط العاروري في العديد من الهجمات الإرهابية.