كيري والهيئة الإسلامية يرفضان تدويل القدس… وتل أبيب تحتج على زيارة مشعل لجنوب أفريقيا

غزة ـ «القدس العربي» من أشرف الهور: يتسلم الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية اليوم من اللجنة السياسية المنبثقة عن التنفيذية، تقريرا كاملا ومفصلا، حول آليات وقف التعامل مع الاتفاقيات الأمنية والسياسية والاقتصادية مع إسرائيل، من أجل اعتمادها وفق قرار المجلس المركزي الأخير، وخطاب الرئيس في الأمم المتحدة.
ويتوقع واصف أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة، وهو عضو في اللجنة السياسية التي انبثقت عن اللجنة التنفيذية، أن يقر الرئيس أبو مازن والتنفيذية هذه التوصيات والآليات التي رفض أبو يوسف في تصريحات لـ«القدس العربي» الكشف عن تفاصيلها.
وكانت هذه الآليات ثمار سلسلة اجتماعات عقدت في الضفة الغربية مع مسؤولين أمنيين واقتصاديين وسياسيين، تطبيقا لقرار التنفيذية الذي أعلن بقاءها في حالة انعقاد دائم.
وردا على «القدس العربي» إن كانت هناك خطط بديلة للعمل في مؤسسات السلطة في حال إلغي الاتفاق الاقتصادي المسمى «اتفاق باريس»، قال أبو يوسف «هناك مجموعة من الاقتراحات التي نوقشت حول هذا الأمر، منها فرض مقاطعة كاملة لكل البضائع الإسرائيلية، وليس فقط منتجات المستوطنات ومنع تداولها في كل مناطق الدولة الفلسطينية، ووقف تحكم الاحتلال بالاقتصاد الفلسطيني بشكل كامل، بما في ذلك تنظيم عمليات الاستيراد والتصدير لدول عربية، تساهم في تقوية الاقتصاد الفلسطيني».
إلى ذلك تبنى جون كيري وزير الخارجية الأمريكي الموقف الإسرائيلي الرافض للمقترح الفرنسي القاضي بنشر مراقبين دوليين في المسجد الأقصى. وقال «تدرك إسرائيل وتعي أهمية الحفاظ على الوضع القائم ومن المهم للجميع ان يدركوا أهميته وماهيته وهناك حاجة لتوضيح الإجراءات والقواعد الخاصة بذلك». وأضاف «ليس فقط الولايات المتحدة هي من يعارض الاقتراح الفرنسي بل إسرائيل والأردن أيضا».
ويرفض تدويل المقدسات الإسلامية أيضا رئيس الهيئة الإسلامية العليا في فلسطين الشيخ عكرمة صبري، الذي أصدر فتوى بتحريم تدويل القدس ومقدساتها. وأوضح: «أن مدينة القدس ربطها رب العالمين بمكة المكرمة وبالمدينة المنورة، كما ربطها بالسماء فهي بوابة الأرض إلى السماء وأنها تمثل جزءاً من عقيدة المسلمين وإيمانهم، وهي المدينة التي عاش فيها سيدنا عيسى المسيح عليه السلام وفيها كنيسة القيامة، وأن المسجد الأقصى المبارك مرتبط بالمسجد الحرام وبالمسجد النبوي الشريف وحكم المسلمون هذه المدينة مدة خمسة عشر قرناً باتفاق مع المسيحيين الذين كانوا في هذه المدينة، وذلك على ضوء العهدة العمرية الشهيرة عام (15 هجري 636 ميلادي)، وأن المسلمين جميع المسلمين في العالم يرفضون تدويل مدينة القدس كما يرفضون تهويدها فهي أمانة الأجيال تلو الأجيال، هذا وقد أجمع علماء الأمة الإسلامية على ذلك سابقاً ولاحقا». وتابع القول «وعليه فإنني أفتي بتحريم كل من التدويل والتهويد لمدينة القدس وأنهما مرفوضان شرعاً ويأثم شرعاً كل من يساهم أو يؤيد التدويل أو التهويد لهذه المدينة».
هذا وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنها استدعت الاثنين معاون سفير جنوب أفريقيا لإبلاغه «احتجاجا شديد اللهجة» يتعلق بمجيء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة خالد مشعل إلى هذا البلد.
وقال المتحدث باسم الوزارة ايمانويل نحشون إن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم دعا وفدا من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) برئاسة خالد مشعل إلى جنوب أفريقيا.
وقال المتحدث في بيان «نعتقد أن هذه الدعوة تشجع على الإرهاب من خلال إعطاء شرعية لمنظمة إرهابية يعرفها كذلك العالم المتمدن».
وتعتبر الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حركة حماس التي تدير عمليا شؤون قطاع غزة منظمة «ارهابية».
ويدعم حزب المؤتمر الوطني على غرار زعيمه التاريخي الرئيس الجنوب أفريقي الراحل نيلسون مانديلا القضية الفلسطينية.
وفي ايلول/ سبتمبر 2014 أوصى المؤتمر الوطني أعضاءه وقادته بعدم التوجه إلى إسرائيل، معلنا أنه ينضم بذلك إلى نداء المقاطعة الثقافية والأكاديمية والتربوية.