محمد المذحجي

لندن ـ «القدس العربي»: أكد موقع إيراني بارز أن حسابات موسكو لدخولها في الشرق الأوسط لم ولن تتفق مع حسابات طهران.
وكتب موقع «الدبلوماسية الإيرانية» المقرب من وزارة الخارجية الإيرانية، في مقال عنونه «اهتمامات الروس تختلف عن اهتماماتنا.. سوريا ساحة لاختبار العلاقات بين طهران وموسكو»، أن حسابات روسيا لدخلوها في المنطقة لها أبعاد متعددة ومعقّدة بكثير مما يُرى، وأنها تختلف مع حسابات طهران، وأنها لن تتفق مع الرؤية الإيرانية.
وأوضح أن المعادلات الإقليمية والدولية وشكل النظام السياسي الإيراني حددت خيارات طهران لاختيار أصدقائها وحلفائها، وأنه رغم أن روسيا كانت إحدى الخيارات نظراً لقلّة الدول الصديقة، لكن تقييم أفعال الروس يظهر أن العلاقات بين طهران وموسكو لم ترتق إلى المستوى اللازم من الثقة المتبادلة، وأن الخطوات الثنائية بين البلدين تشوبها الريبة والشك.
وأضاف الموقع أن استعادة حلب كانت خطوة إيجابية بين روسيا وإيران، لكن هناك طريقا طويلا لإنهاء الأزمة السورية، وأن موسكو نسقت وتنسق مع أنقرة أكثر بكثير من تنسيقها مع طهران، وأن روسيا غداة تحرير حلب دعت السعودية إلى طاولة المفاوضات السياسية بشأن سوريا، مشدداً على أن ذلك يفرض بظله الثقيل على علاقات البلدين.
ولفت المقال النظر إلى أن روسيا ومن خلال أخذ زمام المبادرة في سوريا خرجت من انفعالها وعزلتها في الساحة الدولية الذي بدأت منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، واستمرت خلال فترة غزو العراق من قبل الولايات المتحدة، وأن الحضور الروسي الكبير في المنطقة غيّر المعادلات الدولية والإقليمية.
واعتبر «الدبلوماسية الإيرانية» سماح طهران لاستخدام الروس لقاعدة «نوجه» الجوية في مدينة همدان غربي إيران، بأنه خطوة استثنائية ومهمة للغاية، ورغم أنها كانت لفترة قصيرة.
وأكد المقال أن العديد من المسؤولين في طهران ما زالوا ينظرون بنظرة التردد حيال التعاون مع الروس، وأنه هناك العديد من الأسئلة يجب الحصول على أجوبة شفافة لها من الجانب الروسي، ومنها «ما هي أهداف الروس في المنطقة؟» و«هل يمكن لنا الاعتماد على الروس في الأزمات الحقيقية؟» و«هل الروس سيديرون ظهرهم لحلفائهم بسبب حساباتهم الدولية؟»، مشدداً على أن الإجابة لهذه الأسئلة ليس أمراً سهلاً، وأن سجل العلاقات الروسية الإيرانية ليس مقبولاً، وأنه لا يمكن التعويل عليه.
وأضاف «ليس من الواضح أن الروس معنا في سوريا، أم نحن مع الروس هناك؟ وينظر الروس لسوريا وللمقاومة بنظرة تكتيكية ومقطعية، وليست نظرتهم استراتيجية»، مؤكداً أن مشاركة الرياض على طاولة المفاوضات السورية سيقلب النتائج لضرر إيران و«المقاومة»، فضلاً على أن 90 في المئة من مسلمي روسيا هم من أهل السنة وأن لديهم علاقات جيدة للغاية مع تركيا والسعودية، موضحاً أن موسكو تعير أهمية كبيرة لمطالب أهل السنة في روسيا.