نواكشوط ـ «القدس العربي»

من عبدالله مولود سارع رئيس اتحادية كرة القدم ولد يحيى لتبرئة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز من الحادثة الغريبة، حادثة إيقاف مباراة السوبر المنظمة السبت الماضي قبل وقتها القانوني بخمس وعشرين دقيقة، لكن التبرئة لم تقبل، فالتصق قرار الإيقاف بالرئيس وأثار جدلا واسعا ونكات هنا وهناك وأضحك هنا وأبكى هنالك.
فقد أنهى الرئيس المباراة «كأس السوبر» لازدحام جدول أعماله بمواعيد كثيرة، وكانت النتيجة هي التعادل بين الفريقين وحسم المباراة بركلات الجزاء.
دخلت القضية، داخل موريتانيا، مباشرة في أتون السياسة فأضحكت المعارضين الذين دونوا ساخرين من الرئيس، وأبكت الموالين الذين دونوا وغردوا مبرئين الرئيس.
اهتمت الصحف والمواقع العربية والأورربية، وحتى الأمريكية، بالحادثة النشاز وتدوولت كظاهرة غير مسبوقة تستحق أن تضاف للعجائب السبع.
تناول الصحافي الموريتاني الشيخ سيدي عبد الله في تدوينة له هذا الموضوع فكتب «أجد حرجا وإزعاجا في الكيفية التي تناول بها بعض المغردين من مختلف أنحاء العالم قضية إيقاف الرئيس لمباراة «السوبر» في نواذيبو».
وأضاف «فعلا… كان بإمكان الرئيس أن يعتذر عن إكمال المباراة وأن ينيب عنه، خصوصا وأنه لم يتبق من الوقت أكثر من 25 دقيقة، لكن رغم كل هذا لا أجد مبررا لتحويل هذه الحادثة الى مقصد للتهكم من طرف بعض الأشقاء العرب الذين اتخذوا من الحادثة ذريعة للإساءة لموريتانيا ولرئيسها، وصل حد استحضار الصورة النمطية السيئة التي يرفض هؤلاء الأشقاء التخلص منها تجاهنا».
وتابع «اللوم يقع على الرئيس الذي كان يجب أن ينتبه الى أنه رئيس دولة وأنه مطالب باحترام قواعد «الإتيكيت» الرئاسي أكثر من غيره… فمجرد تصرف بسيط منه قد يحدث ضجة تسلط الضوء على أمور أخرى نحن في غنى عنها إعلاميا».
وكتب بلهجة تنم عن المرارة «العالم يتطور والعرب شغلهم نشر ثقافة المواخير».
وعلق المدون حمدي الناه مبررا قرار الرئيس فقال «يمكن للرئيس أن يوقف أي نشاط لأسباب تتعلق بالأمن».
وعلق شامخ محمد أحمد على الحادثة قائلا «أصبحنا سيرة على كل لسان بفعل هذا الفعل المشين الذي كنا فى غنى عنه، لكن عقلية العسكري في إعطاء الأوامر أبت إلا أن تنهي المباراة، ليقول لنا إنه هو اﻵمر الناهي».
وكتب مختار الشنقيطي «مدونونا وكتابنا يكتبون عن دول العالم ورؤسائه من دون المبالاة بمصالح الوطن الخارجية ونحن الجاليات في الخارج ندفع ثمن هذه التصرفات».
وكتب محمد العالم ولد المصطفى عاتبا «هو خطأ كبير… لكن لا يمكن اتخاذه مطية للسخرية والتهكم على الشعب الموريتاني».
وكتب أحمد محمد معلقا على الحادثة «نحن نرفض التهكم والسخرية على بلدنا من طرف إخوتنا العرب، ففي كل بلد من بلداننا العربية ما يشغله في نفسه عنا».
وكان التعليق الأبرز المتهكم في هذه الحادثة هو ما كتبه الصحافي السعودي خلف الحربي في صحيفة «عكاظ» تحت عنوان «لا مكان لجحفلي في موريتانيا».
وكتب خلف الحربي معلقا «لا شك في أن هذه الحالة تعد من الحالات النادرة في كرة القدم التي لا يستطيع الكابتن محمد فودة أن يفتي بها مهما حاول الزميل وليد الفراج استنطاقه بخصوصها، ولكن لو نظرنا إلى الموضوع من زاوية أخرى فإنني أظن أن الرئيس الموريتاني وجد أن المباراة مملة ولا تستحق تعطيل مصالح الأمة من أجلها، فقرر اختصار الموضوع حفاظا على وقته الثمين ووقت الجمهور الذي كان يتثاءب منذ الشوط الأول». وأضاف «لعل الخاسر الأكبر من هذا الإجراء الرئاسي هو (جحفلي الموريتاني). وأضاف «بصراحة فإن هذا الأسلوب الموريتاني العجيب هو أفضل حل للمباريات المملة التي يتبادل اللاعبون فيها الكرة في منتصف الملعب من دون أدنى اكتراث بحماسة الجماهير، ولدينا في السعودية كم هائل من هذه المباريات (الممطوطة) التي تحتاج من يديرها على الطريقة الموريتانية وليس وفقا لقوانين الفيفا».
وأردف يقول «يبقى شيء واحد لا داعي له عند إقامة المباريات على الطريقة الموريتانية وهو صفارة الحكم… فتأمينها في مثل هذه الحالة يعتبر هدرا للأموال العامة».
لم تهدأ بعد الزوبعة التي أثارها قرار إيقاف الرئيس الموريتاني لهذه المباراة، فقد تحولت على مواقع التواصل إلى معركة بين معسكرين، معسكر يضم المستهزئين بموريتانيا ورئيسها، ومعسكر يدافع بحجارة الصحراء الكبرى عن موريتانيا المطلة هناك على بحر الظلمات.