بدعوة من حزب العمال البريطاني (عضو التحالف التقدمي العالمي) شارك الرفيقان غزوان عدي وشادي صبرة كممثلين عن الحزب بحضور المؤتمر السنوي لحزب العمال البريطاني في مدينة ليفربول. وعن أجواء المؤتمر وفعالياته كان التقرير التالي.

 

                                      مشاركة وفد حزب الشعب الديمقراطي السوري

                               في مؤتمر حزب العمال البريطاني ٨-١٠ تشرين الاول ٢٠٢٣

 

مقدمة: 

منذ الوصول الى قاعات الاستقبال الخارجية، يمكننا ملاحظة عراقة وتجذر حزب العمال بدلالة حسن التنظيم ومتانة مؤسسات الحزب، أعداد المشاركين الكبيرة، ومجالات البحث والندوات والفعاليات الكثيرة جداً.

وسائل الاعلام متواجدة وبكثافة مع بث مباشر مستمر. نشاطات مرافقة كثيرة جداً، منها الندوات وتطوير المهارات، أقسام الشباب، شركات الطاقة البديلة وغيرها.

ضمن نشاطات حزب العمال الداخلية بالشأن التنظيمي، كان هناك تنظيم انتخابات للمندوبين والمرشحين لانتخابات العام القادم. ومع كثافة الحضور الرسمي للحزب يمكن ملاحظة وجود جمعيات كثيرة مرتبطة به، تنشط بمجالات مختلفة، منها الأعمال، حقوق العمال، حقوق الإنسان وغيرها كثير. 

فعاليات الوفد:

في اليوم الاول : التقينا بمسؤول القسم الدولي في حزب العمال ، السيد جو رواك وفريق العمل ، وتم تبادل وجهات النظر حول الوضع الحالي في سوريا ( والوضع في غزة حيث تزامن وصولنا مع تنفيذ حماس لعمليتها في الأراضي المحتلة) . ووضعنا المسؤول بصورة الوضع في مختلف المناطق داخل البلاد .

تجولنا في صالة المعارض للتعرف على العارضين وماهيتهم ، فكان من بين العارضين الذين لفتوا الانتباه :

١/ شركات تصنيع سيارات تسير على الهيدروجين بدون وقود ، وعلى ما يبدو أن بريطانيا رائدة في هذا المجال ، حيث شاهدنا على الاقل ٣ شركات تعمل في هذا القطاع . 

٢/ بنوك الاعمال مثل باركلي .

٣/ اتحاد نقابات العمال مع الجمعيات والمنظمات المماثلة .

٤/ شركة غوغل العالمية .

استمعنا لخطابات من وزراء حكومة الظل غير الأساسيين .

في اليوم الثاني : كان الأمر منظما بشكل جيد للقسم الدولي ، حيث التقينا في المقر الدولي مع وفود أحزاب أخرى ، مثل الحزب الديمقراطي الكردستاني / إيران ، الحزب الليبرالي الكندي ، الهيئة العليا ب موريشيوس ، وهي بالمجمل غير ملمة بالوضع السوري أو غير مهتمة أصلا .

التقينا أيضا ببعض موفدي السفارات الأجنبية في لندن ، وكانوا حريصين جداً على عدم إعطاء أي موقف محدد وواضح فيما يتعلق بالشأن السوري وقضايا المنطقة .

وبعدها التقينا مع السكرتير العام لحزب العمال البريطاني السيد دافيد ايفانس . 

جميع الوفود كانت مدعوة للقاء رسمي مشترك ، ومن ضمن المدعوين نائبة ألمانية ونائب برازيلي ، حيث  تبادلنا معهم وجهات النظر حول الوضع في سوريا ، خصوصا مع النائبة الألمانية ( من الحزب الاشتراكي الألماني  SPD) . كان التعاطف مع معاناة السوريين حاضراً ، غير أن الاهتمام السياسي بالأمر ضعيف .

خلال هذا القاء ، ألقى وزير خارجية الظل ، السيد دافيد لامي ، كلمة مختصرة عن التوجهات المعتمدة  لسياسة الحزب الخارجية ، وهي لا تختلف كثيراً عن المواقف المعروفة لسياسة بريطانيا ، وخصوصاً الموقف الداعم لإسرائيل ، والذي يدين حماس في مجريات حرب غزة .

طبعا للأسف سوريا والقضية السورية غير موجودة أبدا في كلمات المسؤولين . كما أن دعم الديمقراطية وانتفاضات الشعوب من أجلها غير موجود أيضاً في توجهات المتحدثين . 

 كان من بين الموجودين رئيس وزراء كوسوفو، الذي ألقى كلمة طلب فيها الدعم بمواجهة صربيا .

كما استمعنا لخطاب وزيرة الظل للخزينة ، راشيل ريفز ، وكانت ناقدة بشكل قوي لسياسات المحافظين مع تقديم وعود كثيرة لإصلاح الوضع . ويبدو أنها رقم ٢ في قيادات حزب العمال البريطاني .

وفي هذا اليوم أجرينا لقاء جيداً مع ممثل الاشتراكية الدولية في المؤتمر .

في اليوم الثالث والاخير: كان الحدث الرئيسي هو خطاب رئيس الحزب ، الذي يمكن أن يصبح رئيس الوزراء القادم في بريطانيا بعد الانتخابات التشريعية ، السيد كير ستارمر . جميع الوفود الدولية كانت مدعوة للحضور . غير أن الخطاب لم يخرج بجديد عن ما قاله وزير خارجيته ووزيرة المالية . 

من الواضح أن حزب العمال وقياداته يطمحون ويعملون بقوة لكسب الانتخابات القادمة . 

الاستنتاجات : 

وجودنا بحد ذاته في محفل دولي ضخم ، كالمؤتمر السنوي لحزب العمال البريطاني مهم جداً ، ومن المفيد الاستمرار به وبأمثاله من اللقاءات السياسية الكبيرة .

نسج العلاقات السياسية مع الأحزاب العالمية الكبيرة وذات الشأن ، لن يكون بطبيعة الحال بالأمر السهل ، فهو يتطلب الكثير من الاهتمام والجهود والمتابعة . لاحظنا بوضوح أن الاهتمام ضعيف بالشأن السوري سياسياً ، وبقضاياه المتعددة في الوقت الحالي .

16 / 10 / 2023 

 الرفيق غزوان عدي          الرفيق شادي صبرة