اتهمت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية، الثلاثاء، سوريا بمحاولة إخفاء الحقائق بشأن الهجوم الكيماوي المزعوم في دوما، وذلك بمساعدة حليفتها روسيا.

ويأتي ذلك في الوقت الذي دخل فيه خبراء من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية دوما، بعدما وصولوا إلى سوريا مطلع الأسبوع من أجل زيارة موقع هجوم يشتبه أنه بغاز سام، وقع في دوما قرب العاصمة دمشق، يوم 7 أبريل.

وشنت قوات أميركية وبريطانية وفرنسية ضربات جوية على سوريا، فجر السبت الماضي، ردا على هجوم دوما، حيث تلقي الدول الثلاث مسؤوليته على نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وفي الوقت الذي تنفي فيه سوريا وحليفتها روسيا وقوع هجوم كيماوي في المنطقة المذكورة، تصاعدت التكهنات باحتمال إخفاء دمشق وموسكو أدلة وقوع الهجوم، فهل هذا ممكنا من الناحية العملية والعلمية أيضا؟

يقول الخبير في الأسلحة الكيماوية جان باسكال زاندرز لسكاي نيوز عربية: “من الصعب نقل أو محو جميع أدلة الهجوم الكيماوي، فالخبراء يتبعون طرقا عديدة في تحقيقاتهم، ولا يكتفون بتحليل عينات من الأرض أو من داخل المنازل التي لقي فيها الناس حتفهم”.

وأضاف في اتصال، عبر سكايب، من مدينة فيرني فولتير شرقي فرنسا “سيطلب الخبراء التحاور مع الناجين من الهجوم، ويستجوبون العديد من الشهود، وينظرون في كل الروايات المرتبطة بالحادث”.

وتابع “سيلتقي الخبراء بالضحايا الذين لا يزالوا يعالجون في المستشفيات، ويحللون عينات من دمائهم، ويفصحونهم طبيا ليروا إن تتضرر جهازهم التنفسي إثر تعرضهم للكلور أو لاتزال هناك بقايا بعض المكونات الكيماوية”.

وأكد زاندرز أن الخبراء سيجدون “مؤشرات” على هجوم كيماوي حتى لو ظن من أخفى الأدلة أنه نجح في طمسها تماما، مضيفا أن الكلور لا يبقى وقتا طويلا ويتبخر بسرعة في الدول التي ترتفع بها درجات الحرارة مثل سوريا، لكن تأثيره يظل واضحا على الجهاز التنفسي للضحايا.

وأوضح أن الخبراء يمكنهم أيضا الاستعانة بما تبقى من ذخيرة استعملت في يوم القصف، ليحددوا من خلالها إن كانت استخدمت في قصف بالكيماوي أم لا.

وأشار الخبير في الأسلحة الكيماوية إلى أن اللجنة التي كان هو عضوا بها لتقصى الحقائق بشأن هجوم بغاز السارين السام وقع في منطقة الغوطة الشرقية في أغسطس 2013، أشارت في تقريرها إلى تنظيف منطقة الهجوم، ونقل التربة التي تعرضت لقصف الغاز.

” سكاي نيوز عربية”