مقدمة
يتقدّم حزب الشعب الديمقراطي السوري بوثيقته البرنامجية إلى شعبنا بكل أطيافه، في الداخل وبلاد الاغتراب واللجوء، طالباً النقاش والحوار حولها، آملاً تأييده ودعمه، سواء بالتعاطف والتشجيع، أو بالانتقاد، الذي يكرّس حرية الرأي وحق الاختلاف وتعددية الأراء ووجهات النظر، التي تغني الوثيقة وتعزز الحوار الوطني. وفي كلّ الأحوال، تبقى هذه الوثيقة، مثل أي نص، ليست فوق النقد.
كما يتقدم بها إلى قوى ثورة الحرية والكرامة وشبابها، وإلى حلفائنا وأصدقائنا وجميع القوى السياسية والاجتماعية، والفعاليات الاقتصادية والثقافية والمهنية، طالباً الحوار والعمل المشترك لتشكيل كتلة وطنية تعبر عن إرادة السوريين وتقود كفاحهم عبر برنامج وطني للانتقال الديمقراطي ينقذ البلاد من الاستبداد والاحتلال ويحقق أهداف الثورة.
بطبيعة الحال المهمة كبيرة وتاريخية، وليس من السهل بلورة برنامج فعّال جامع يستند على قواسم وطنية مشتركة، في مرحلةٍ يسود فيها الانقسام والتشتت والإحباط والعجز أوساط السوريين، وتتصارع خلالها القوى الإقليمية والدولية على سورية التي ترزح تحت نير احتلال الدول والمليشيات، وفي ظل الاستبداد والتوحش الأسدي. تحاول الوثيقة أن تنطلق من الوضع الراهن لتضيء على مرتكزات العمل الوطني والانتقال السياسي وآلياته ومهامه، وتحدد طموحاتنا في وطننا والصورة المنشودة لسورية المستقبل.
لقد وضعنا هذه الوثيقة، آخذين في الاعتبار الانفتاح على المجتمع وعلى قوى ثورة الحرية والكرامة والقوى الوطنية والديمقراطية في سوريا بطيفها المتنوع، وضرورة التوصل إلى برنامج مشترك في أيّ لقاء أو مؤتمر وطني يجمعها. إن ما آلت إليه الثورة السورية والمعارضة السياسية من تمزق وضعف وارتهان يعود، بصورة أساسية، إلى غياب الخط الوطني الواضح والمتماسك، الذي يبرز هوية شعبنا الوطنية، وأهداف التغيير والثورة، وإدارة تحالفاتها، بما يمكّنها من الدفاع عن القرار الوطني السوري المستقل الذي يشكل عصب النجاح، ويجنّبها الانتهازية والفساد والتطرف.
ومهما اكتست وثيقتنا من ملامح خاصة، فهي تؤكد أن ما يجمع بين السوريين على اختلاف انتماءاتهم أكثر بكثير مما يفرّقهم، ويبرز المهمة المركزية الجامعة: الخلاص من نظام الاستبداد الأسدي وقوى الاحتلال وبناء سورية الجديدة وطناً حراً لكل أبنائها، بجهود الجميع ومن أجلهم.