أكدت دول «مجموعة أصدقاء سوريا» أنها لن تشارك في إعادة إعمار ما هدمته الحرب قبل تصحيح مسار العملية السياسية، الذي يجب ان يشمل رحيل الرئيس بشار الاسد. واكد مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الأدنى بالوكالة ديفيد ساترفيلد أن النظام السوري أو حلفاءه لا يمكنهم أن يعلنوا انتصارا على الأرض يستند إلى خرائط وألوان، وأن الدول التي اجتمعت امس لن تضفي الشرعية أو تساهم في إعادة إعمار سوريا من دون التوصل إلى تسوية سياسية تعيد الاستقرار. مشدداً على ضرورة ان تكون اي مشاركة دولية مستقبلية في اعادة اعمار سوريا مصحوبة بعملية سياسية جادة تحظى بدعم معظم ابناء الشعب السوري والمجتمع الدولي.
وقال عقب الاجتماع الذي انعقد في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العام للامم المتحدة ان دول المجموعة اتفقت على ان هناك أولويات بالنسبة للوضع في سوريا وفي مقدمتها هزيمة تنظيم داعش ووقف العمليات العسكرية والحد من العنف ومعالجة الاوضاع الانسانية. وشدد في هذا الاطار على ضرورة السماح بعودة النازحين على ان تبدأ بعدها الاطراف المتنازعة بالانخراط بأقرب وقت ممكن في عملية سياسية شفافة ذات مصداقية. موضحاً ان «المجموعة الدولية اتفقت على ضرورة ان تبقى سوريا مستقلة وموحدة من دون اي تدخل خارجي من ايران او اي طرف آخر». واكد ساترفيلد التزام الدول المشاركة في الاجتماع بالمشاركة في اعادة اعمار سوريا بعد الانتهاء من جميع التحديات الامنية والسياسية، وان مفاوضات جنيف هي السبيل الانجع لوقف النار والتوصل الى تسوية سياسية وفقا لقرار مجلس الامن رقم 2254. مشيرا إلى ان الولايات المتحدة ودولا اخرى شاركت لا تعتقد ان معظم الشعب السوري يرغب في ان يستمر رئيس النظام بشار الاسد في السلطة»، ان «واشنطن تراه فاقدا للشرعية وترفض بقاءه لكن هذا القرار «يجب أن يتخذه السوريون».
بدوره، قال وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون إن بلاده تسعى لدفع العملية السياسية قدما، لكنها لن تدعم عملية إعادة إعمار سوريا دون تنفيذ القرار 2254، الذي ينص على مرحلة انتقالية بعيدا عن الأسد، وقال إن على الروس والإيرانيين ونظام الأسد أن يعوا ذلك.
من جهته، صرّح وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن «الواقعية» تملي رحيل الأسد عن السلطة، مضيفاً في المقابل أن «التهديد الأهم يكمن في تحديد مصير سوريا بحسب المواقع العسكرية للأطراف المتقابلة»، محذرا من «تقطيع» البلاد والخطر الإرهابي. وتابع لودريان: «يجب اعتبارا من الآن بدء عملية سياسية، ولذلك يتحتم الخروج عن السكة التي فشلت في الوصول إلى حل منذ 2011». وأشار إلى أن «فرنسا تريد لذلك تشكيل مجموعة اتصال ترتكز على الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وتجمع الأطراف الرئيسيين في النزاع»، لافتا إلى أن تشكيلها سيبحث أثناء اجتماع وزاري لمجلس الأمن غداً في نيويورك.
وشارك وزراء خارجية قطر والسعودية ومصر في الاجتماع الوزاري، فيما يعد أول اجتماع يضم وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مع نظرائه من الدول المقاطعة لها منذ بدء الأزمة الخليجية في يونيو الماضي. وبث الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية القطرية صورة جماعية للمشاركين في الاجتماع ظهر فيها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير والمصري سامح شكري، حيث كان لافتا وقوف الجبير وآل ثاني جنبا إلى جنب. (نيويورك – ا ف ب، الاناضول)