مجلس الأمن يفشل بإصدار بيان يدعم الاتفاق التركي - الروسي بإدلب

نيويورك ــ ابتسام عازم

العربي الجديد:6/3/2020

فشل مجلس الأمن الدولي، الجمعة، بإصدار بيان يدعم الاتفاق الروسي التركي على وقف لإطلاق النار في محافظة إدلب السورية، بناء على طلب روسيا، بعد اجتماع مغلق.

وفشل مجلس الأمن الدولي في إصدار بيان رئاسي يرحب بالاتفاق الروسي التركي الذي توصل إليه الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، الخميس، بحسب تصريحات للسفير الروسي للأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الذي قال إنّ بلاده رغبت بإصدار عناصر بيان رئاسي “إلا أنّ دولة واحدة عارضت ذلك”.

وأكد مصدر دبلوماسي غربي بمجلس الأمن في نيويورك، لـ”العربي الجديد”، أنّ الولايات المتحدة هي التي عارضت إصدار البيان. وقال مصدر آخر إنّ “الجانب الأوروبي قدم بعض الاقتراحات للتعديل لكن روسيا رفضت التفاوض حول بيان النص الرئاسي واشترطت أن يتم تبنيه بصيغته دون أي تعديلات”.

وأكد المصدر أنّ “البيان بصيغته الروسية المقترحة كان مقتضباً ويرحب بالاتفاق الروسي التركي دون أن ينادي بوقف إطلاق النار بشكل صريح أو يتطرق لتقديم المساعدات الإنسانية وتفاصيل أخرى، وهو ما أراد الجانب الأوروبي أن يتم التطرق له”. وأكد المصدر أنّ هناك “الكثير من الأسئلة التي طرحتها الدول الأعضاء خلال الجلسة على الجانب الروسي وتتعلق بمدى استعداد نظام بشار الأسد الالتزام بهدنة لوقف إطلاق النار”.

وأوضح المصدر “تحدث الجانب الروسي عن اتصال بين الأسد وبوتين لاطلاع الأسد على الاتفاق لكنه لم يعطنا أي تفاصيل حول رد الأسد وموقفه، ومدى التزامه بالاتفاق”.

ورداً على أسئلة حول ما إذا كان يشعر بالتفاؤل بالتزام الأطراف بوقف إطلاق النار قال نيبينزيا “لا يعتمد هذا على تفاؤلي بل على مدى التزام الأطراف بتعهداتها”، وأضاف “نأمل أن يتم الالتزام هذه المرة بالاتفاق من قبل جميع الأطراف وأن تقوم الأطراف بالوفاء بتعهداتها. ولكن هذا (الاتفاق) لا يستثني استهداف الإرهابيين”.

وتعليقاً على خرق وقف إطلاق النار في وقت سابق، بعد دخوله حيز التنفيذ، قال نيبينزيا “عموماً ما تزال الأطراف ملتزمة بوقف إطلاق النار، ونعم كانت هناك صدامات ونأمل أن نتمكن من إيقافها”.

من جهتها، قالت السفيرة البريطانية للأمم المتحدة كارين بيرس بعد خروجها من الاجتماع “نثمن الجهود التركية (للتوصل للاتفاق) ولكن ما زالت لدينا الكثير من الأسئلة، كيف سيتم تنفيذ ذلك على أرض الواقع؟ من سيقوم بمراقبته؟ وما الذي يحدث في غرب حلب؟ وأهمها هل قامت الحكومة السورية رسمياً بالتوقيع (على الاتفاق)؟ وهل ستقوم بالالتزام بوقف إطلاق النار؟ أعتقد أنّ كل ذلك ما يزال غير معروف وسنرى خلال الأسابيع المقبلة مدى التزامها”.

أما السفير الألماني كريستوف هويسيغن، فصرح بعد الاجتماع المغلق “نشعر بالقلق حول ملايين الناس (المدنيين السوريين) الذين يعانون هناك. وسنرى الآن ما إذا كان وقف إطلاق النار سيؤدي إلى خلق مناطق آمنة يمكن للمدنيين العودة إليها والنجاة. وسنرى مدى نجاح ذلك. ألمانيا كما بريطانيا مستعدة لدعم ذلك وتقديم مساعدات إنسانية إضافية ولكن لكي نقوم بذلك نحتاج لالتزام حقيقي بوقف إطلاق النار”.

السفير الصيني جانغ يون، والذي ترأس بلاده مجلس الأمن للشهر الحالي، قال إنّ بلاده ترحب بتوقيع الاتفاق وبالجهود الدبلوماسية. وأضاف “نعتقد أن توقيع الاتفاق سيساعد على التوصل إلى حل شامل ودائم للوضع في سورية. ونعتقد أنّ هذه خطوة إلى الأمام من أجل دفع العملية السياسية قدماً. ونأمل أن يتم تنفيذ الاتفاق وبشكل كامل، وأن يتم الحفاظ على وحدة الأراضي السورية واحترام استقلالها بشكل كامل”.

وعبّر السفير الصيني عن أمله في أن “يواصل المجتمع الدولي الالتزام بمحاربة الإرهاب وخاصة المقاتلين الأجانب في الوقت الذي نعمل فيه على تنفيذ الاتفاق”.

ورداً على سؤال لـ”العربي الجديد” حول ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار لتسهيل تقديم المساعدات الإنسانية، قال يون “بالنسبة للصين فإنّ توصيل المساعدات الإنسانية ودعم مجهودات الأمم المتحدة أمر ضروري. نأمل أن نتمكن من عمل كل ما بوسعنا من أجل سد الحاجة الإنسانية. ونرجو جميع الأطراف المعنية أن تتجنب أي هجمات على المدنيين في إدلب، وسورية عموماً”.