لندن- «الحياة»
< بحث وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس في أنقرة أمس مخاوف تركيا المتزايدة جراء استمرار الدعم العسكري واللوجيستي الأميركي لـ «وحدات حماية الشعب الكردية» و «قوات سورية الديموقراطية»، وذلك خلال مباحثاته مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ووزير الدفاع نور الدين جانيكلي. ووصل ماتيس جواً إلى أنقرة غداة زيارة استمرت يوماً للعراق للوقوف على التقدم المحرز في العمليات ضد «تنظيم داعش» مع كبار المسؤولين الأتراك.
وأمام ماتيس محادثات صعبة في أنقرة، إذ عليه أن يعالج المخاوف التركية في زيادة نفوذ أكراد سورية، وفي الوقت ذاته التركيز على محاربة «تنظيم داعش». وليس لدى أميركا قوات على الأرض للتصدي للتنظيم الإرهابي سوى مقاتلي «قوات سورية الديموقراطية». وتتشكل القوات من تحالف من فصائل كردية سورية وفصائل عربية، لكن الغلبة للأكراد من «سورية الديموقراطية». وتريد واشنطن مواصلة دعمهم حتى يتم طرد «داعش» من سورية.
كما يزيد تعقيد الموقف الأميركي قلق واشنطن من التقارب المتزايد بين إيران وتركيا، بعد زيارة قائد القوات المسلحة الإيرانية الجنرال محمد حسين باقري إلى تركيا الأسبوع الماضي. وهي أول زيارة خارجية لقائد القوات المسلحة الإيرانية منذ الثورة الإيرانية 1979. وبحث باقري مع المسؤولين الأتراك التطورات في سورية والعراق والملف الكردي والمنطقة إجمالاً واتفقوا على تعزيز التعاون الأمني بين أنقرة وطهران.
وقال أردوغان أن عملية مشتركة مع إيران ضد مجموعات كردية «تمثل تهديداً» مشتركاً للبلدين بينها عملية ضد «حزب العمال الكردستاني» ستكون «مطروحة على الدوام». لكن الحرس الثوري الإيراني نفى وجود مخططات آنية لشن هجمات ثنائية قريباً ضد قواعد «العمال الكردستاني».
وفي أقوى تحذير منه، تعهد اردوغان قبل يوم من وصول ماتيس لأنقرة بإفشال أي محاولة من جانب «وحدات حماية الشعب الكردية» وجناحها السياسي «حزب الأتحاد الديموقراطي» لإقامة دولة كردية مستقلة في شمال سورية.
وقال أردوغان في كلمة في أنقرة أول من أمس: «لا نسمح ولن نسمح مطلقاً لوحدات حماية الشعب الكردية وحزب الاتحاد الديموقراطي بإقامة ما يسمى بدولة في شمال سورية».
وزاد غضب أنقرة مع تعزيز واشنطن مؤخراً إرسال المزيد من الأسلحة لـ «وحدات حماية الشعب الكردية» في معركتها ضد «داعش» في الرقة، معقل التنظيم في شمال سورية.
وتعتبر أنقرة «وحدات حماية الشعب الكردية» مرتبطة بـ «حزب العمال الكردستاني» المحظور في تركيا والمصنف «إرهابياً». وفي أيار (مايو) الماضي، قالت وزارة الدفاع الاميركية إنها بدأت في تسليم أسلحة خفيفة وآليات إلى «وحدات حماية الشعب الكردية» لدعم دورها في إطار «قوات سورية الديموقراطية». وتشمل الأسلحة رشاشات ايه كي-47 (كلاشنيكوف) ورشاشات ذات عيارات صغيرة.
وقال مسؤولون أميركيون الثلثاء إنهم يولون «أولوية» للمعركة ضد «داعش»، منذ استعادة الموصل العراقية الشهر الماضي من سيطرة التنظيم.
وتخطط حكومة اقليم كردستان في شمال العراق، والتي تقوم أيضاً بدور حاسم في الحرب على «داعش»، لإجراء استفتاء حول الاستقلال في أيلول (سبتمبر). والتقى ماتيس أول من أمس برئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني في اربيل وأعرب عن معارضة الولايات المتحدة الاستفتاء.
تزامناً، دارت بعد منتصف ليل الثلثاء – الأربعاء، اشتباكات بين الفصائل المعارضة المدعومة تركياً من جهة، و «قوات سورية الديموقراطية» من جهة أخرى، في محوري مرعناز وكلجبرين بريف حلب الشمالي، ترافقت مع قصف «قوات سورية الديموقراطية» مناطق في أطراف مدينة اعزاز، بريف حلب الشمالي. في حين قصفت قوات النظام بعد منتصف ليل أمس، مناطق في قرية الليرمون وصالات الليرمون وبلدة كفر حمرة شمال حلب، ومناطق أخرى في محيط حي جمعية الزهراء.
إلى ذلك، علم «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن شاباً قتل وأصيبت زوجته وطفلهما بجراح، جراء إصابتهم برصاص حرس الحدود التركي، ليرتفع إلى 2 عدد الذين قتلوا أمس، إثر إصابتهم برصاص حرس الحدود، خلال محاولتهم العبور إلى الجانب التركي. وعلم المرصد السوري» أن تظاهرات شهدتها مناطق في ريف إدلب خلال ساعات النهار، طالب فيها المتظاهرون القوات التركية بالتوقف عن قتل المدنيين. كما ندد المتظاهرون باستهداف المدنيين خلال محاولتهم العبور وباستهدافهم كذلك داخل الأراضي السوري أثناء مرورهم من منطقة كفرلوسين الحدود مع لواء إسكندرون.