الهيئة السورية للإعلام:
قال موقع “عربي21” إنه حصل على نسخة من محضر الاجتماع الذي ضم وزراء خارجية عدد من دول منطقة الشرق الأوسط ونظرائهم الأوروبيين في مدينة نيويورك الأسبوع الماضي ليتبين أن وزير الخارجية القطري وبخ الدول الكبرى وأسمعهم ما لم يسمعوا من قبل، قائلا لهم إن “الشعب السوري مستعد لقتال النظام وداعش مئة سنة مقبلة، ومستعد حتى لقتال مجلس الأمن وقراراته من أجل الحصول على حريته”.
وأضاف عربي 21، بحسب محضر الاجتماع فقد أسمع كل من وزير الخارجية السعودي ووزير الخارجية القطري نظراءهم من الأوروبيين والغربيين كلاما أقرب إلى التوبيخ بسبب المواقف من سوريا، والموقف من نظام الأسد، حيث قال الوزير السعودي عادل الجبير بكل وضوح إن “الحرب على تنظيم داعش لا يمكن أن تنجح ما دام نظام الأسد قائما في سوريا”، في إشارة واضحة منه إلى فشل السياسات الغربية تجاه سوريا واستحالة نجاح التحالف الدولي في القضاء على تنظيم الدولة الذي أصبحت الإطاحة به هي الأولوية لدى الدول الغربية والقوى العالمية الكبرى.
أما الوزير القطري خالد بن محمد العطية، فقال أمام نظرائه من الغربيين في نيويورك: “أنتم الخمسة دائمو العضوية تملكون حق الفيتو، وأنتم القوة العسكرية الأكبر، وقرارات مجلس الأمن في يدكم، ومصير الأمم في يدكم. بصلاحياتكم هذه تستطيعون تطبيق نظرية دايتون وفرض النموذج الصربي في سوريا.. حقا إذا أردتم فأنتم تستطيعون خلق سوريا جديدة”.
وتساءل الوزير القطري عن مشروع تقسيم سوريا، ومشروع النظام لبناء دولته العلوية: “هل في اعتقادكم الشعب السوري الذي قاتل بقوة لخمسة أعوام ساعيا للحفاظ على قوة واستقلالية بلده سيقبل بهذا؟ هل العرب أيضا سيقبلون بهذا؟”.
وأكد الوزير العطية، بحسب الوثيقة التي حصلت عليها “عربي21″، أن “الشعب السوري مستعد لأن يقاتل لمئة سنة ضد بطش النظام وبطش داعش، وإذا لزم الأمر سيقاتلون بطش مجلس الأمن وقراراته”.
وتابع العطية: “الشعب السوري يفهم لغة المصالح، والحل الوحيد بيدكم أنتم الخمسة دائمو العضوية”، وأضاف: “نحن لا نملك القوة العسكرية التي لديكم ولا قوة الفيتو، ولكن ما نملكه هو قوة التأثير على شرفاء سوريا الذين يثقون بنا”.
وانتهى العطية إلى القول مخاطبا ممثلي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن: “ليس لدي ما أقوله سوى عرض واحد لكم، وهو أن تجلسوا أنتم الدول الخمس مع شرفاء سوريا، تسمعون منهم، إنهم سوف يراعون مصالحكم مقابل إعطائهم حريتهم وحقهم في تقرير مصيرهم، ونحن بدورنا سنمهد وننسق لهذا اللقاء”.
أما وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو فقال أمام ممثلي الدول الكبرى ووزراء بعض الدول العربية: “ما أراه اليوم أصابني بالقلق والإزعاج، أصبحنا نتحدث عن الأسد كأنه جزء من الحل وليس كأنه المشكلة الأساسية”.
وتابع أوغلو: “نحن نعيش الأزمة السورية منذ خمسة أعوام، نستيقظ وننام ولا تفارق أذهاننا مأساة الشعب السوري الشقيق.. لا نستطيع أن نجلس هنا اليوم وأن نتحدث عن مستقبل الشعب السوري.. إن حق تقرير مصير الشعب السوري بيدهم هم”.
وانعقد اللقاء الذي ضم ممثلين عن الدول الكبرى وعن دول المنطقة في نيويورك يوم الجمعة الثامن عشر من كانون الأول/ ديسمبر الجاري، وذلك في إطار الاستعدادات لتنظيم مفاوضات بين المعارضة ونظام الاسد في سوريا، وهو الاجتماع الذي لم يتسرب عنه الكثير لوسائل الإعلام ولم تتمكن أي من وكالات الأنباء من تغطيته كاملا على الرغم من انعقاده في نيويورك.