US President Barack Obama (L) holds a bilateral meeting with Russian President Vladimir Putin during the G8 summit at the Lough Erne resort near Enniskillen in Northern Ireland, on June 17, 2013. The conflict in Syria was set to dominate the G8 summit starting in Northern Ireland on Monday, with Western leaders upping pressure on Russia to back away from its support for President Bashar al-Assad. AFP PHOTO / JEWEL SAMAD (Photo credit should read JEWEL SAMAD/AFP/Getty Images)

يطرح موقعنا على المتابعين والمهتمين هذه الورقة، التي وضعتها مؤسسة رَند الأمريكية، لإلقاء مزيد من الضوء على تفاصيل ما يُفترض أنه تفاهم أمريكي-روسي في ما يخص الوضع في سورية بالأمد القصير. الورقة تتضمن طرح ثلاثة من محللي المؤسسة لما يرونه “خطة سلام من أجل سورية”؛ لكن الأرجح أن الورقة تعكس الفهم الأمريكي وسياسة إدارة الرئيس باراك أوباما للملف السوري، وتالياً فإنها قراءة لما يبدو أنها نوايا هذه الإدارة في سورية وليست توصيات موجهة إليها من المؤسسة.

تتضمن الخطة- التي يعتبر واضعوها أن الهدنة، التي فرضها الطرفان في سورية في 27 شباط الماضي، هي نقطة انطلاقها لإحلال السلام- الإقرار بـ والانطلاق من واقع الحال العسكري القائم واعتبار مناطق الحيازة العسكرية الحالية أساس بناء السلام المنشود من جهة ومنطلق الحرب على الإرهاب من جهة ثانية، أي، أن قوى الأمر الواقع الحالية هي الأطراف المخولة، برعاية أطراف إقليمية ودولية، بصناعة السلام في سورية والقضاء على الإرهاب وبناء دولة سورية جديدة ونظام سياسي جديد في سورية. لكن الخطة، في الآن ذاته، تقر ضمناً بحق هذه الأطراف بإن تنحو نحواً مغايراً عندما تعتبر أن احتمالات أن تختلف مدخلات العملية عن مخرجاتها واردة، ما يعني عملياً أن الأطراف المحلية المنخرطة يجب أن تشارك في محاربة الإرهاب-داعش والنصرة- لكن يمكن ألّا تُعنى بعملية بناء سورية جديدة وتشكيل نظام سياسي جديد لها، بل يكون لها خيارات خاصة مختلفة عن ذلك.

هذه الخطة هي ما يجري تطبيقه على الأرض الآن في سورية. وهي مبنية بالكامل على أولوية محاربة الإرهاب. لكن من الواضح أن تعريف وتحديد وتصنيف الإرهاب هي من حيث المبدأ سلسلة من عمليات الفرز القائمة على التزام الأطراف العاملة على الأرض بالتصور النهائي والهدف الإستراتيجي من الخطة، تصور لا يتطابق غالباً مع إرادة السوريين وما خرجوا من أجله، بل يتنكر لآمالهم في بلد كامل السيادة ومكتمل الكيان ومصون الاستقلال. تصور للإرهاب فضفاض ومطاط قد يأتي على ما تبقى من قوى وطنية فاعلة على الأرض لصالح قوى عدمية إثنية وطائفية.

تتضمن الخطة معلومات ومعطيات مغلوطة. وتستند إلى مصادر غير موثوقة وخرائط معدة أصلاً لخدمة أهداف سياسية محددة سلفاً. وتتنكر لرؤى ومصالح القطاع الأوسع من السوريين الراغبين في التغيير بحجة طرحها لرؤية عملية لا ترى بديلاً لها سوى استمرار التقاتل بلا نهاية.

هذه الورقة والخطة المتضمنة فيها مبنيتان على سياسة تطرح على السوريين المؤمنين بالثورة والتغيير تحدياً كبيراً، تحدياً يستلزم منهم وضع بدائل سياسية وعملياتية وطنية تشمل صياغة فهم موحد ومتكامل لكل مرحلة وتوحيد القوى الفاعلة على الأرض وتثمير تجربة السنوات الخمس الفائتة في رؤية تُجذِر روح الثورة ومطلب التغيير عبر خطط عمل ووثائق تعكس صورة سورية المستقبل كما أرادها السوريون دائماً.

هذه دعوة منّا إلى قراءة هذه الورقة ونقدها وتفكيكها واقتراح ما ينبغي على كل واحد منّا كسوريين فعله.

[gview file=”http://www.syria-sdpp.org/wp-content/uploads/2016/04/خطة-سلام-من-أجل-سورية-مؤسسة-رَند-1.pdf”]

ويمكن تحميل الملف لقراءته لاحقا من هنا

خطة-سلام-من-أجل-سورية-مؤسسة-رَند