ميشيل كيلو… إذ يغيب! 

 

لو صارت البلاد بلادنا…
لمشت دمشق في جنازتك، ولقُرعت أجراس الكنائس في باب توما حداداً عليك…
لو صارت البلاد بلادنا…

 لبكتك حمص وحماة ومصياف وعفرين ووادي العيون جهاراً.
لو صارت البلاد لأصحابها… 

 لشدوا عليك بدير الزور معادةً في الساحة العامة، ولنصبت لك في المدن السورية خيم العزاء، ولارتفع صوت القرّاء يتلون آياتٍ من الذكر الحكيم وسورة ياسين.
ويوماً ما، إن لم نكن نحن… فسنوصي أبناءنا.
حين يتحقق حلمك بسوريا الحرة والديموقراطية، المتصالحة مع نفسها، الململمة لجراحها.
سنوصي أبناءنا إن لم نكن نحن..
أن يقفوا على قبرك ليقرؤوا الفاتحة وإصحاحاً من الإنجيل.
أبو أيهم:
السياسي والمثقف والمفكر الملتاث بهموم وطنٍ يحلم ويقاوم وينزف…
لا عزاء ولا كلمات تحيط بقامتك أيها المناضل الكبير المتصاغر للبسطاء ، تدني لهم كتفيك محبّةً وتواضعاً..
صديق الأحرار وربيب الحريّة، العنيد أمام الطغاة، العصي على المستبدين.
عساك قد أدركت حجمك في قلوبنا وضمائرنا وعقولنا قبل أن تسبل عينيك.
عسانا نجد من بعدك من يفسر لنا معنى العصفور ، ويرسم لنا شجرة من أمل تنبت خارج هذا الضياع.
عسانا نستطيع مواساة أنفسنا وننهض…
عسانا نعتصم بوصاياك وأنت تتهجس رحيلك القريب .
عسانا بعد مخاض الدم الرهيب هذا نستطيع تنحية ” أهوائنا وأيديولوجياتنا جانباً ، لنلتقي بمن نختلف عنهم ويختلفون عنا ، لأننا لن نستطيع قهر الاستبداد منفردين غير موحدين وغير متفقين على إطار وطني ” وكلمة سواء تمنع الطغاة من التمادي بإذلالنا إلى زمن طويل .
صدقت ” في وحدتنا خلاصنا، وسنتدبر أمرها بأي ثمن كي لا نظلّ ألعوبة بيد الأسد “.
عسى الشباب والأحرار من أبناء سوريا أن يستلهموا وصاياك، ليجعلوا منها أساساً يجتمعون عليه.
وعسانا – في حزب الشعب الديموقراطي السوري- نستطيع مواساة أنفسنا ومواساة عائلتك وأصدقائك ومحبيك من ثوار سوريا الجريحة وشبانها، الذين لم يروا فيك يوماً إلا وجه سورية الجميل.
لروحك الرحمة والسلام.
ولنا صبرٌ وجبرٌ ووطنٌ، ينظر بأمل إلى أبنائه وينتظر قيامتهم.
دمشق 19-4-2021
                                                                              الأمانة المركزيّة
        لحزب الشعب الديموقراطي السوري