وصل وفد الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى كازاخستان، السبت، للمشاركة بمحادثات الأستانة حول سوريا، التي تنطلق الاثنين المقبل. ويترأس الوفد مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية حسين جابري أنصاري.
ومن المقرر أن تجتمع وفود طهران وموسكو وأنقرة، قبل انطلاق المحادثات الرسمية بين أطراف الأزمة السورية، وذلك لتوفير التمهيدات اللازمة، لإطلاق محادثات الأستانة، التي تعقد على مدار يومين فقط، بحسب ما أعلنت سفارة إيران في كازاخستان.
وقال مصدر في السفارة الإيرانية في كازاخستان، إن “أهداف جدول أعمال المفاوضات تتضمن تعزيز وقف إطلاق النار ومكافحة الإرهاب بشكل فعال، وعقد الحوار السوري المشترك بين حكومة دمشق والمعارضة السورية، لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية”.
الإعلان الإيراني عن مدة انعقاد المفاوضات يبدو متناقضاً مع الإعلان الروسي الذي صدر عن الخارجية الروسية، إذ قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن محادثات الأستانة ستستمر أياماً عديدة.
هذا التباين في التصريحات والمواقف بين طهران وموسكو وصل إلى إفصاح الكرملين بشكل رسمي، عن وجود تباين بين البلدين حيال المحادثات المرتقبة في الأستانة.
في هذا السياق، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، خلال مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، إن “مما لا شك فيه أنه لا يمكن ألا نرحب بالمشاركة الأميركية، بينما الوضع غاية في التعقيد، في ظل وجود إيران لاعباً مهماً في المسألة السورية وعدم ترحيب الإيرانيين بالولايات المتحدة”.
وتابع “هذه المسألة غاية في الأهمية في إطار لعبة حذرة للغاية. إن تسوية المشكلة السورية بشكل بناء مستحيل بمعزل عن مشاركة الولايات المتحدة”. وأضاف “الإيرانيون أعربوا عن رفضهم مشاركة واشنطن في لقاء أستانا، وذلك بعد أن وجه الجانب الروسي الدعوة إلى واشنطن”.
وأكد بيسكوف أن مسألة دعوة واشنطن إلى المحادثات أثارت نوعاً من الخلاف في وجهات النظر بين موسكو وطهران، واعتبر أنه نتيجة طبيعية، خصوصاً وأن “صعوبة الوضع على المسار السوري بلغت حداً يحول دون تحقيق الانسجام الكامل بين مواقف الأطراف المعنية، الأمر الذي يقلل من احتمال إبرام صفقات الحل نظراً لتعدد الأطراف المنخرطة في هذه العملية”.

“المدن”