بالوقت الذي يحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة تعيشالمرأة السورية المأساة الإنسانية الكبرى، فمنهن من تقبع بالسجون وتتعرض لأبشع أنواع التعذيب والتنكيل والإغتصاب، ومنهن من تعيش بالعراء تفترش الأرض وتلتحف السماء، ومنهن من تسكن المخيمات التي تفتقد الى أبسط مقومات الحياة، ورغم كل هذه الويلات تمطرهنَّ الطائرات الحربية الروسية والأسدية بالقنابل والصواريخ والبراميل المتفجرة، دون أي رادع.

 

 إن المرأة السورية التي عاشت وتعيش مع أطفالها في ظل ظروف إنسانية مزرية وقاتلة ، لم تتوانَ عن تقديم  الخدمات، وتضميد الجراح وشد أزر الثوار والمقاومين وفي كل بقعة على أرض سورية الثائرة. وبغياب الرجل لم يتوقف دورها عند هذا الحد، بل تجاوزه في العمل من أجل الحفاظ على الأسرة والمجتمع من التفكك والانهيار في ظروف الحرب، فنذرت كل طاقاتها للقيام بمسؤولياتها تجاه الوطن والأسرة والمجتمع.

 

ولا يقل دور المرأة السورية اللاجئة في الخارج أهمية عن أخواتها في الداخل، حيث انبرت تدافع عن حقوق الشعب السوري في الساحات الدولية المتاحة لها، مطالبةً بالتخلص من نظام الاستبداد والتسلط وخروج الغزاة ووقف الحرب والدفع بعملية السلام على أساس وثيقة جنيف واحد والقرار ٢٢٥٤ من خلال مرحلة انتقالية تهدف إلى بناء دولة مدنية ديمقراطية عادلة.

 

كما نذكّر في هذا اليوم، بمعاناة النساء العربيات الثائرات المناضلات في بلدان الربيع العربي، اللاتي خرجنَ إلى الشوارع، تطالبنَ بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وبحقوقهن المدنية والسياسية. لقد أرعبت تلك الثورات النظام العالمي المستبد وباتت تهدد مطامعه فسارع لوأدها وتكالبت ضدها كل القوى الظلامية في العالم. 

 

إننا نتوجه إلى شعوب العالم والمنظمات النسائية الديمقراطية والهيئات والمؤسسات الدولية، ونهيب بهم أن يتحركوا لنصرة الشعب السوري الثائر ضد قوى الشر الاستبدادية الغازية وذيولها المتمثلة بالنظام المجرم والتنظيمات الإرهابية. ونطالب بالوقف الفوري لكل العمليات الحربية الإجرامية التي تستهدف النساء والأطفال والمرافق الصحية والخدمية، بما يتنافى مع كل المواثيق والقوانين والأعراف الدولية، ومنها ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان ومعاهدة حقوق اللاجئين والمرأة وحقوق الطفل، كما نطالب باطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين في سجون الطاغية. 

 

الحرية للمعتقلات في سجون كل الطغاة

تحية لأرواح كافة شهداء الحرية والكرامة والنساء السوريات بشكل خاص

تحية للمرأة السورية في المعتقلات والمناطق المحاصرة والمخيمات وفي دول اللجوء والشتات

تحية لنساء العالم أجمع.

مكتب المرأة – لجنة المهجر لحزب الشعب الديمقراطي السوري