بلاغ 

  في أواسط الشهر الجاري (كانون الأول 2020)، انعقد المجلس الوطني الثاني لحزب الشعب الديمقراطي السوري، بحضور أكثر من سبعين رفيقةً ورفيقاً من أعضاء اللجنة المركزية، وهيئاتها ولجانها ومكاتبها، وعشرات الكوادر من أعضاء لجان المحافظات واللجان الفرعية في الداخل وفي بلاد المهجر، وذلك لمناقشة وإقرار “مشروع الوثيقة البرنامجية” ، التي طرحت مسبقاً وخلال عدة أشهر على منظمات الحزب وهيئاته ، وعلى الرفاق والحلفاء والأصدقاء لمناقشتها ووضع الملاحظات عليها. لتكون وثيقة سياسية برنامجيه، تلبي متطلبات المرحلة واحتياجات الحزب والرفاق، لتكون دليل عملنا ومرشد مهامنا ونشاطنا في العمل الوطني في المرحلة الحالية والفترة القادمة.  

  افتتح الرفيق الأمين الأول للحزب الجلسة الأولى من أعمال المجلس، بدعوة الحضور للوقوف دقيقة صمت إحياء لذكرى شهدائنا الأبرار، شهداء الثورة السورية المجيدة، واستذكاراً لأرواح شهداء الحزب في مختلف محطات نضاله الوطني والديمقراطي قبل انطلاق الثورة وبعدها. كما وجّه المجلس تحية إكبار واعتزاز إلى جميع المغيبين ومعتقلي ثورة الحرية والكرامة، وإلى معتقلي الرأي في صفوف الثورة، ومنهم معتقلي حزبنا وحلفائه وأصدقائه، وكافة رفاق الدرب في الحركة الوطنية والديمقراطية، الذين ضحوا بأعمارهم في مقارعة نظام الاستبداد والتوحش والفساد، دفاعاً عن قضية شعبنا الوطنية والتحررية وفي الميادين المختلفة لثورته العظيمة. 

  توالت، في الجلسة الأولى، تقارير قدمها الرفاق في اللجنة المركزية حول: 

– آخر تطورات الأوضاع السورية، والظروف المأسوية التي يعيشها شعبنا في الداخل وفي مناطق النزوح والمخيمات، في ظل شراسة الاستبداد والاحتلال، وجائحة وباء الكورونا، والحالة المعيشية الكارثية واللا إنسانية التي يعاني منها السوريون، وانعدام مقومات الحياة البسيطة، التي أوصلهم إليها نظام القتل والتوحش والاجرام الأسدي وحلفائه. 

– التطورات الإقليمية والعربية والدولية، واحتدام صراع المصالح والنفود بين القوى الدولية والإقليمية في سوريا وعليها، وتراجع الاهتمام العربي والعالمي في القضية السورية، وتلكؤ المجتمع الدولي عن الدفع باتجاه حلّها وفق قرارات الشرعية الدولية. 

– أوضاع المعارضة وقوى الثورة ومؤسساتها، وما تعانيه من حالة الانقسام والتبدد التي وصلت إليها وسبل الخروج من هذه الوضع. 

– أوضاع المغيبين والمعتقلين السياسيين وأشكال التعسف والانتهاكات التي يتعرض لها السوريون عبر ما يسمى ” محاكم الإرهاب “. 

  ثم ألقيت كلمات خاصة للرفاق القدامى الذين كتبوا بتضحياتهم وأعمارهم تاريخ الحزب ونضالاته، تاركين لنا ظلهم العالي تحت راياته وأهدافه، ومذكرين الحضور بمسيرته الحافلة بالتضحية والنضال الوطني والديمقراطي، وخاصة في مقارعة نظم الاستبداد والفساد، من أجل انتزاع حقوق الشعب السوري المسلوبة في الحرية والديمقراطية والكرامة وبناء دولة القانون والمواطنة. 

وفي الجلسة الثانية: قدمت الأمانة المركزية ملخصاً عن الجهود التي بذلت في اعداد مشروع هذه الوثيقة ومراحل إنجازها والتي حققت إسهام منظمات الحزب وأعضائه في الداخل والمهجر ببنائها. كما كان لملاحظات أصدقاء الحزب وحلفائه دور هام في استكمال المشروع ووصوله إلى الصيغة النهائية. وبعدها افتتح النقاش حولها لإبداء الملاحظات والمقترحات التكميلية، ثم التصويت عليها. وقد حظيت الوثيقة بفسحة كبيرة من الحوار والنقاش من جميع الرفاق الحضور، باعتبارها وثيقة مفتوحة للتطوير والتجديد، وكان لبعض الرفاق ملاحظات تصويبية وتقويمية لاستكمال الصيغة النهائية. وقد نالت هذه الوثيقة موافقة وتأييد جميع الحضور من أعضاء المجلس باستثناء صوت واحد. وبالتالي تمت المصادقة عليها أصولاً من المجلس الوطني. ثم أعلن الأمين الأول اختتام أعمال المجلس متمنياً النجاح والتوفيق للجميع. 

دمشق 25 /12 / 2020 

                                                                                  اللجنة المركزية                                                                                  

                                                                            حزب الشعب الديمقراطي السوري