بــلاغ!

عقدت اللجنة المركزية اجتماعها الدوري أواسط تموز 2019. ناقشت فيه، إلى جانب التقرير السياسي المقدم من قبل الأمانة المركزية، عدداً من القضايا في المجال التنظيمي والسياسي والإعلامي، واتخذت قرارات بشأن البعض منها. كان أبرزها:
أولاً-قرار ارسال رسالة داخلية لإطلاق ورشة حوار على مستوى الحزب ومنظماته والرفاق والأصدقاء للتوصل إلى صياغة مشروع وثيقة برنامجية تلبي متطلبات المرحلة ومهامها، وتستجيب للمتغيرات العميقة في الوضع السوري ولا سيما خلال سنوات الثورة.
ثانياً-اتخذ الاجتماع قراراً بتشكيل لجنة جديدة لقيادة العمل في المهجر.
ثالثاً-ناقش الاجتماع أيضاً اقتراحاً بإعادة تشكيل المكتب الإعلامي للحزب بشكل يلبي الحاجة، ويتلاقى والثورة الإعلامية، ليتولى ابراز وتوضيح مواقف الحزب ونشاط المنظمات والرفاق على كافة الصعد والمجالات المختلفة.
وفي الشأن السياسي توقف الاجتماع عند أبرز التطورات الميدانية والسياسية التي تضمنها التقرير السياسي مع التطورات اللاحقة على التقرير، سواء المرتبطة بالشأن السوري ولاسيما الهجوم الروسي وميليشيا الأسد على ادلب وريفي حماه الشمالي والغربي وريف اللاذقية الشمالي. وأوضاع المنطقة الجنوبية ومنطقة شرق الفرات وما تواجههما من أزمات وتحديات، وكذلك الأوضاع المتعلقة بالشأن الإقليمي وخاصة الأزمة المتصاعدة بين ملالي إيران والولايات المتحدة والمجتمع الدولي، إلى جانب تطورات الأوضاع في البلدان العربية وخاصة الانتفاضة الشعبية في كل من السودان والجزائر، وأخيراً جملة المؤثرات الدولية والإقليمية على مجريات الأزمة السورية ، وانعكاس تضارب المصالح والأجندات على مسار الثورة ومصيرها وأوضاع السوريين حيثما كانوا داخل البلاد وفي أماكن اللجوء . كما ناقش الاجتماع باستفاضة الأوضاع الصعبة والمخاطر التي يتعرض لها اللاجئون السوريون في كل من لبنان وتركيا، والتي تتعارض مع القوانين والأعراف الدولية بشأن اللاجئين، وكذلك بعلاقات الأخوة وحسن الجوار المفترضة.
ومن أبرز النقاط التي جرى التوقف عندها:
1- رغم الفشل الذريع الذي تعرض له الهجوم الروسي على ادلب والريفين الشماليين لحماة واللاذقية، إلا أن موسكو ما تزال ماضية في أعمال القتل والتدمير والإجرام ، وتعول على احراز تقدم عسكري يضع في يدها أوراق قوة جديدة لتعزيز موقعها التفاوضي في الملف السوري. فبعد أن فشلت باستثماره في اجتماع القدس وفي قمة العشرين، حيث تواصل سعيها لإعادة ترتيب الوضع السوري بكافة جوانبه للاستفراد بتقرير مصيره وفرض رؤيتها للحل السياسي، دون إدراك منها لمدى تجذر الثورة في وجدان الشعب السوري، ومدى تصميمه على تحقيق أهدافه المشروعة، وأن القضية السورية أصبحت شأناً دولياً بامتياز، وحلها يتطلب التوافق الدولي.
2-في سياق البحث عن الحل السياسي، يبدو أن القضية السورية أصبحت وثيقة الارتباط بقضايا المنطقة، وبالتالي فإن الحل السياسي مرتبط بحل قضايا المنطقة وأزماتها المتشابكة والمعقدة. فالتصعيد في ادلب مؤشر على موجة تصعيد شملت اليمن والخليج والعراق ولبنان، ويجري بالتوازي مع تحرك دبلوماسي واستخباراتي بارز عكسته مشاورات اجتماع القدس، ولقاء المجموعة المصغرة في باريس ولقاءات على هامش قمة العشرين، محورها المسألة السورية والنفوذ الإيراني فيها والمنطقة، والكباش المستمر بين الدول الفاعلة يعكس طموح كل طرف لتوسيع مساحة نفوذه وتعزيز حجم حضوره على طاولة الحل السياسي وترتيب شؤون المنطقة. حيث تسعى موسكو للفوز بالحصة الأكبر وهي تعلن تمسكها بالأسد ونظامه لتقوية اوراقها والضغط على الولايات المتحدة والغرب لحل بعض ملفاتها العالقة.
3- تطغى أزمة ايران مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي والإقليمي على المشهد السياسي برمته وسط رهانات متبادلة من جميع الاطراف لتوجيه النتائج وفق مصلحتها ، وتجد هذه الازمة المتصاعدة تعبيراتها في حرب الناقلات وتهديد طرق الملاحة الدولية وفي زيادة حزمة العقوبات على ايران من قبل الولايات المتحدة واطراف أخرى، حيث لا تزال واشنطن تراهن على نتائج الحصار والعقوبات بينما تتحين ايران الفرص لإحداث المزيد من الضغط على واشنطن وحلفائها رغبة منها بتغيير قواعد اللعبة وأدواتها للخروج من المأزق الكبير الذي حشرت فيه ، بما يحفظ ماء وجهها ويحسن موقعها التفاوضي حين اقتراب الحلول .
دمشق 22/ 7/ 2019
اللجنة المركزية
لحزب الشعب الديمقراطي السوري