لندن ـ «القدس العربي»: أكدت مصادر مطلعة لـ»القدس العربي» أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قدم لنظيره الأمريكي جون كيري خلال لقائهما الثنائي في فيينا، يوم الجمعة الماضي، ورقة اقتراحات تتضمن بنودا مفصلة للحل السياسي في سوريا، وأن الإدارة الأمريكية وجدت فيها أساسا مهما من الممكن البناء عليه.
وقال مصدر مطلع على الاقتراح الروسي رفض الإفصاح عن هويته، إن الأفكار التي قدمها لافروف وجدتها الإدارة الأمريكية صالحة للعمل، ويبدو أنها بدأت اتصالات ومشاورات مع أطراف عربية، ومن المتوقع أن تطرح تعديلات عليها في لقاء موسع يوم الجمعة المقبل. وتوقع المصدر في حديثه لـ»القدس العربي» أن يكون الاتصال الهاتفي يوم أمس بين لافروف وكيري بهذا الإطار، حيث أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن لافروف وكيري واصلا مناقشاتهما بشأن احتمالات الحل السياسي لأزمة سوريا بمشاركة السلطات السورية و»المعارضة الوطنية» التي يدعمها المجتمع الدولي.
وفيما يلي ملخص بنود الاقتراح الروسي:
1 ـ إعداد «قائمة أهداف»، وكل من يرفض الحل السياسي ستتم إضافته إلى القائمة، وسيتم قصفه بواسطة المقاتلات الروسية والأمريكية وحلفائهما في سوريا.
2 ـ وقف كل المعارك على الخطوط الأمامية بين قوات المعارضة السورية والجيش السوري.
3 ـ إعداد مؤتمر حوار يضم معارضة الداخل والجيش السوري الحر. ويتم الاتفاق بنهاية المؤتمر على: إطلاق كافة المعتقلين، التخطيط للانتخابات البرلمانية والرئاسية، إصدار عفو عام، تشكيل حكومة وحدة وطنية سورية، الموافقة على تغييرات في الدستور يتم بموجبها نقل صلاحيات الرئيس لرئيس الوزراء المنتخب.
4 ـ يقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه ضمانات بأن بشار الأسد لن يتم ترشيحه، ولن يرشح نفسه للانتخابات الرئاسية، لكن يمكن لشخصيات أخرى من عائلة الأسد أو شخصيات في النظام أن تترشح للانتخابات.
5 ـ على النظام والمعارضة التوافق على خطة لدمج قوات الدفاع الوطني والجيش السوري الحر وقوات أخرى في صفوف الجيش السوري والقوات الأمنية.
6 ـ تضمن روسيا عفوا عاما لكل أفراد المعارضة وناشطيها ومقاتليها داخل وخارج سوريا. في المقابل لن تقدم المعارضة على مقاضاة الأسد لجرائمه داخل وخارج سوريا.
7 ـ إنهاء الحظر المفروض على كل مؤيدي الأسد، وعلى مؤيدي مناطق المعارضة. تجميد كل أشكال القتال، وعلى كافة الدول المؤيدة والداعمة وقف الدعم العسكري لجميع الفرقاء في سوريا.
8 ـ تبقي روسيا على وجود قواتها في سوريا لضمان تطبيق خطة السلام بعد إقرار القوانين الخاصة بهذا الشأن في مجلس الأمن الدولي.
ولاحظت المصادر في حديثها لـ»القدس العربي» أن التصريحات خلال اليومين الماضيين كانت تعكس محاولات الأطراف دعم مواقفها قبل الاجتماع الموسع المتوقع عقده يوم الجمعة المقبل، حيث دعا لافروف الى أن تستعد سوريا لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.
ومن القاهرة وغداة اجتماعه بنظيره الأمريكي قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أمس الأحد، إن بعض التقدم أحرز نحو التوصل إلى موقف مشترك على المستوى الدولي بشأن سوريا، وإن هناك حاجة إلى مزيد من المشاورات للوصول إلى حل للأزمة.
وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري «بالنسبة للقضية السورية هناك تشاورات قائمة ومستمرة في المجتمع الدولي حيال كيفية تطبيق مبادئ جنيف 1 ونحن ملتزمون بالشيء هذا: تطبيق مبادئ جنيف1 عن طريق تأسيس هيئة انتقالية للحكم تضع دستورا جديدا وتدير المؤسسات المدنية والعسكرية وتحضر لانتخابات جديدة.»
واستبعد أن توافق السعودية على أي دور للرئيس بشار الأسد في مستقبل سوريا، قائلا «لا يكون لبشار الأسد أي دور في مستقبل سوريا. هذا هو موقف المملكة وموقف معظم دول العالم.»
وأضاف «أعتقد (أنه) في الحل النهائي كلنا يريد أن تكون سوريا بلدا موحدا يعيش فيها جميع الطوائف بمساواة وتكون بلدا خاليا من أي قوات اجنبية»، ويبدو أنه قصد بذلك معارضة السعودية لقرار دولي بإبقاء القوات الروسية.
وتابع «المفاوضات الآن قائمة على كيفية تطبيق هذه الرؤية على أرض الواقع، وأعتقد أن هناك بعض التقدم الذي حدث و(هناك) تقارب في المواقف التي تهدف إلى إيجاد حل للأزمة السورية ولكن لا أستطيع أن أقول إننا وصلنا إلى اتفاق بعد. نحتاج إلى مزيد من المشاورات ومزيد من المباحثات لنصل إلى هذه النقطة.»
وتأتي زيارة الجبير للقاهرة غداة محادثات أجراها كيري في الرياض مع العاهل السعودي الملك سلمان، وشددا خلالها على ضرورة تعبئة المجتمع الدولي لإيجاد حل سياسي في سوريا.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية بعد لقاء كيري بالعاهل السعودي إن الولايات المتحدة والسعودية اتفقتا على زيادة الدعم للمعارضة السورية المعتدلة، والسعي في الوقت نفسه إلى تسوية سياسية للصراع، فيما أفادت مصادر ديبلوماسية في الرياض في تصريح لـ»القدس العربي» أنه يبدو أن الجانبين السعودي والأمريكي اتفقا على تأجيل تزويد قوات المعارضة السورية بصواريخ أرض – جو، إلى أوقات لاحقة، بسبب الوعود الروسية التي قدمت خلال لقاء جنيف بأن لا تستهدف الغارات الجوية الروسية مواقع الجيش السوري الحر.
ومن دمشق قال مشرع روسي التقى الرئيس الأسد، أمس الأحد، إن الأولوية بالنسبة للرئيس هي محاربة «الإرهاب» وهزيمته ثم إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
ولدى سؤاله عما إذا كان الأسد مستعدا لإجراء انتخابات مبكرة قال سيرجي جافريلوف إن الانطباع الذي تولد لديه بعد الاجتماع مع الرئيس السوري هو أن «الهدف الأول هو الصراع ضد الإرهاب والانتصار عليه ثم تأتي بعد ذلك الانتخابات البرلمانية والرئاسية.» وفي مقابلة منفصلة نقلت وكالة الإعلام الروسية عن جافريوف قوله «إن الأسد مستعد لإجراء حوار واسع مع كل الأطراف السياسية المسؤولة التي تهتم بسوريا وإنه مستعد لإجراء انتخابات برلمانية وتعديل الدستور وإجراء انتخابات رئاسية إذا لزم الأمر.»
الى ذلك سخر مقاتلون استهدفتهم هجمات موسكو في الأسابيع الأخيرة من مقترحات روسيا التي تتضمن فكرة استعداد موسكو لمساعدة الجيش السوري الحر.
وتلقى بعض المقاتلين الدعم العسكري من دول تعارض الأسد بما في ذلك الولايات المتحدة والسعودية. ويطالب هؤلاء بالحصول على مزيد من الأسلحة للتصدي للهجمات المدعومة من روسيا.