زمان الوصل

ناشد مجلس محافظة حمص الائتلافَ الوطني لقوى الثورة والمعارضة والحكومة المؤقتة، لتقديم مساعدة عاجلة لأهالي ريف حمص الشمالي بالتحديد، بسبب العمليات العسكرية الشرسة التي تلقي بظلالها على المدنيين.
وأشار المجلس في بيان له إلى سقوط “عدد كبير من الشهداء والجرحى” ودمار أحياء بأكملها نتيجة شدة القصف”.
وأكد أن هذه العمليات “أدت لنزوح عدد كبير من المدنيين من بيوتهم وقراهم خوفاً من القصف ولجوئهم لأماكن يتوقعون أنها أكثر أماناً”.
ولفت البيان إلى أن “معظم النازحين افترشوا الأرض والتحفوا السماء” مضيفا أن “عدد الأسر النازحة من ريف حمص الشمالي بلغ تسعة آلاف”، الأمر الذي يستدعي– حسب البيان “تضافر جهود جميع المخلصين وتقديم مساعدة عاجلة وطارئة (إغاثية وطبية) لمحافظة حمص حتى نساهم ولو بشكل بسيط في تخفيف معاناة المدنيين وتضميد جراحهم، والمساهمة في تثبيتهم في مناطقهم حتى لا يتحقق هدف النظام المجرم وحلفائه بتغيير الخارطة الديمغرافية في حمص”.
وكان رئيس مجلس محافظة حمص “أمير عبد القادر” قال في تصريح لموقع “مركز حمص” إن لوضع الإنساني داخل الريف الشمالي بالتحديد وصل لمرحلة مأساوية، مؤكدا أن الأسلحة المختلفة من قبل النظام وحلفائه تنهال كالمطر على رؤوس المدنيين، ما تسبب بوقوع مجازر وكوارث بشرية وتدمير البنية التحتية بالكامل.
وأردف “القصف الوحشي واللا إنساني أدى لتدمير الأفران وبعض النقاط الطبية وبعض مصادر الطاقة كالكهرباء، ما جعل مناطق الريف الشمالي في حمص تغرق في ظلام دامس، وتوقفت إثر ذلك عمليات استخراج المياه من الآبار بسبب انقطاع الكهرباء وتدمير بعض مستودعات المحروقات التي كان الأهالي يعتمدون عليها كمخزون احتياطي في حال انقطاع الكهرباء.
ومن جانبه أوضح مدير مركز حمص الإعلامي الناشط الإعلامي “أسامة أبو زيد” لـ”زمان الوصل” أن “الائتلاف مطالب باستنكار هذه الحملة الشرسة، وبالدعوة لإجراء تحقيق أممي حول انتهاكات الطيران الروسي وقوات النظام بحق المدنيين في ريف حمص، معرباً عن أمله أن تتم تلبية نداء الاستغاثة هذا، وخصوصاً في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها ريف حمص الشمالي ومحافظة حمص بشكل عام. 
وحول تذرّع الائتلاف ً بعدم وجود طريق آمن إلى ريف حمص الشمالي لإيصال المساعدات الإغاثية والإنسانية في السابق، أوضح أبو زيد أن “تلبية النداء لا تتم فقط من خلال إرسال المواد العينية والمساعدات”.
ويشير إلى “طرق كثيرة أقلها دعم سعر مادة الخبز، إضافة لتأمين مواد والمساعدات للأماكن التي نزح إليها أهالي ريف حمص الشمالي وهي مناطق هادئة مقارنة مع مناطق الجبهات والمناطق الجنوبية”.
وحول الأولويات بالنسبة لتلبية احتياجات ريف حمص الشمالي أكد الناشط أبو زيد أن الأولوية لمحاولة تأمين إخراج المصابين من ريف المحافظة وتأمين طرق إنسانية لهم كي لا يتم استهدافهم ثانية، ودعم المنطقة بالأدوية الطبية الضرورية وبشكل عاجل، وكذلك دعم مادة الخبز.
وأوضح محدثنا أن “من أولويات الإغاثة حالياً دعم المناطق التي نزح الناس إليها ضمن ريف حمص الشمالي، وتأمين حاجات الناس والتواصل المباشر مع المجالس الفرعية في تلك المناطق، وقبل تلبية الاحتياجات الإنسانية يجب العمل على المطالبة بإجراء تحقيق أممي فيما قام به الطيران الروسي وقوات الأسد من مجازر في ريف حمص الشمالي”.
ومن جانب آخر أشار أبو زيد إلى ازدياد حركة النزوح إثر العدوان الروسي على ريف حمص الشمالي، مشيراً إلى أن “هذا العدوان يتعمّد استهداف المدنيين، وأماكن تجمعهم كما حصل في فرن “تير معلة” وملجأ آ”ل عساف” في “الغنطو”.
وأضاف محدثنا أن “قوات نظام الأسد وأعوانها الروس الغزاة يوهمون الناس بالخروج من أماكن الجبهات وفي الوقت نفسه يقومون باستهدافهم وإغلاق الطرق التي يعبرونها، لافتاً إلى أن “الطيران الروسي يقصف العمق في ريف حمص الشمالي أي الأماكن التي يهرب لها المدنيون”.
وذكر أن “عدد غارات الطيران الروسي في مناطق العمق بريف حمص الشمالي أكثر من غاراته على الجبهات”.