التقرير السياسي

المُقر من مؤتمر منظمة المهجر

لحزب الشعب الديمقراطي السوري

 

انطلقت الثورة السورية كاستحقاق تاريخي لإخراج البلاد من واقعها المأزوم. مأزق أوصلها إليه النظام الفئوي القائم على القمع والاستبداد والفساد من خلال رفضه أي مشروع إصلاحي يُخرج البلاد من أزماتها المركبة.

منذ اليوم الأول لانطلاق الثورة السورية انخرط الحزب، بجميع كوادره في فعالياتها وتنسيقياتها واُعتقل العديد منهم في إطار نشاطاتها. كما شارك في المؤسسات الوطنية السياسية التي نشأت بعد الثورة، مثل المجلس الوطني السوري وائتلاف قوى الثورة والمعارضة، الذي حل محل المجلس الوطني بإرادة دولية، والهيئة العليا للمفاوضات بالتنسيق مع الحلفاء في إعلان دمشق.

إن قيادة الحزب وقيادة إعلان دمشق مستمرتان في العمل واتخاذ القرارات والمواقف والرؤى السياسية الداعمة للثورة من قلب العاصمة دمشق. وهذا يؤكد أن دور الحزب لا يزال مستمراً على نهجه في صميم العمل السياسي الوطني. ولا يزال هذا الحضور يلعب دوراً هاماً في المحافظة على أهداف الثورة الاساسية الداعية إلى إسقاط النظام وإقامة نظام ديموقراطي عادل، تشارك فيه كل مكونات الشعب السوري.

إن الثورة وعلى الرغم من انطلاقتها السلمية، ورفعها للشعارات الوطنية الواضحة والمحقة، واجهت صعوبات وتحديات كبيرة، من داخل البلاد وخارجها وحتى من داخل أجسام سياسية فُرضت على الثورة ومؤسساتها الوليدة. هذا، بالإضافة إرادة دولية وإقليمية، أدى إلى إطالة أمد الصراع وتعثر الثورة في تحقيق أهدافها وجسامة تضحيات السوريين البشرية.

لقد عجر النظام عن إخماد الثورة، رغم وحشيته واستخدامه كل ترسانته الحربية في مواجهتها، بما فيها السلاح الكيماوي، ورغم سياسة الحصار والتجويع، ورغم استعانته بإيران ومليشياتها الطائفية واستقدامه أيضاً الغزو العسكري الروسي الذي لم يكتف بدعمه سياسيا وحمايته عبر مجلس الأمن، بل ساهم بوحشيته في منع انهياره.

ومع تعقد طبيعة الصراع مع النظام وحلفائه، صار التدخل الخارجي بأشكاله المختلفة امراً واقعاً. هذا الواقع شكل بدوره مناخاً مؤاتياً لتغلغل وتمدد تنظيمات إرهابية ذات أجندات خاصة غير معنية بالمشروع الوطني. فتنظيمات، مثل داعش والنصرة وPKK بفرعه السوري، شكلت عبئاً ثقيلاً على قوى الثورة وتبريراً لارتكاب أفظع المجازر بحجة محاربة الاٍرهاب وعمليات التهجير القسري والتغيير الديمغرافي. فالنظام وإيران هما المصدر الرئيس للإرهاب والمولد الأساسي لتنظيماته. ويبدو اليوم أن ثمة ما يشير إلى تغير في السياسة الأمريكية تجاه الملف السوري وتحميا محور روسيا وإيران ونظام الأسد مسؤولية ما جرى في سورية والمنطقة من خراب، رغم إقرارها أولوية محاربة الإرهاب مُمثلاً بداعش.

يمكن القول اليوم بأن ثورة الحرية والكرامة قد أضحت ثورة للتحرر الوطني، لطرد المحتل ومنع التقسيم والحفاظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً، ولم شمل ابنائه وفق برنامج وطني يسعى لإعادة اللحمة بين مكوناته واطيافه. من هنا ندرك أهمية تطوير عمل منظمات الحزب في الخارج ولا يتحقق ذلك عبر التمسك بالخط السياسي وحسب، إنما يتطلب:

  1. تمتين الأُطر التنظيمية وتوسيعها في مختلف دول الشتات.
  2. التواصل الحثيث مع الجالية السورية وتقوية شعور الانتماء والمسؤولية تجاه الوطن عبر تشكيل جمعيات وهيئات أهلية تساهم في تعزيز روح التضامن والتواصل بين أبناء الوطن في الخارج وتقديم يد العون لأهلهم في الداخل.
  3. إقامة علاقات مع فعاليات المجتمعات التي نعيش فيها من أحزاب وهيئات مجتمع مدني والمحيط الاجتماعي، لشرح توضيح القضية الوطنية السورية، وفضح النظام وتسليط الضوء على جرائمه ودحض مزاعمه بأنه البديل الوحيد للإرهاب وحامي الأقليات وادعاءاته العلمانية التي تلقى صدى لدى دوائر سياسية واجتماعية في الغرب.

الرفيقات والرفاق الأعزاء

إن انعقاد مؤتمرنا هو ثمرة جهود رفاقكم في عدد من منظمات الحزب في الخارج وإننا نرجو أن يكون أساساً لتطوير أشكال العمل السياسي المنظم ومراكمة المزيد من الخبرات التنظيمية والسياسية ونأمل أن تتسع دوائرها لتشمل قطاعات أوسع من السوريين في مجتمعات الشتات.

تحية لشهداء الثورة السورية

الشفاء للجرحى

الحرية للمعتقلين والمغيبين

عاشت الثورة السورية

باريس في 21 أيار 2017

[gview file=”http://www.syria-sdpp.org/wp-content/uploads/2017/05/التقرير-السياسي-منظمة-المهجر.pdf”]