لم تكتسب كلمة الديمقراطية شحنات وجدانية لولا الدماء التي سالت في سبيلها، والتضحيات التي قدمها المناضلون في سبيل تحقيقها.
ولأن للشعارات عندما يتمثلها من يرفعها تمثلا حقيقيا أثراً لا يكفّ عن التغلغل في عقول ووجدان الناس عبر الزمن، فإنه مما لا شك فيه أن ما قدمه حزب الشعب عبر عقود متطاولة من تضحيات، وما دفعه أعضاؤه من زهرة شبابهم في أقبية الظلم والظلام في سبيل شعار الديمقراطية الذي تبناه حزبهم كان ذا دور في سقي بذور التمرد ضد نظام الاستبداد التي أينعت ثورة مباركة عظيمة هزت أرجاء سوريا عام 2011.
موقع الرأي الذي أسّسه وأشرف عليه حزب الشعب عام 2002، والذي كرّس تبني الحزب للديمقراطية والتعددية، والذي أقضّ مضجع النظام فقام جيشه الالكتروني بتدمير قاعدة بياناته عام 2008 لأنه يعلم أن القائمين على هذا الموقع مناضلون حقيقيون لم يكسر أرواحهم عسفه وظلمه ووحشيته عاد بإصرار الرفاق في الحزب وانطلق من جديد إلى أن أوقفته ظروف قاهرة عام 2012.
كان هذا الموقع نافذة لا ينكر منصف دورها في التصدي لنظام الاستبداد، فقد جسّد باسمه وبمضمونه مفهوم التعددية وصدح بصوت عال أن مستبداً كلّ من يدعي امتلاك الواقع سواء كان فرداً أو نظاماً سياسياً أو حزباً أو أيديولوجيا.
فقد ساهم في رعاية ربيع دمشق وفي دعم إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي الذي كان أهمّ تحالف سياسي يفتح كوّة في الحياة السياسية التي أجدبت منذ عقود وظنّ النظام أنه أعدمها على الأبد.
يعود حزب الشعب اليوم عبر موقعه الجديد هذا ليتابع مسيرته التي عاهد الشعب السوري على المضي فيها مهما عظمت التضحيات، وفي ظروف مفصلية خطيرة تمر بها الثورة السورية ليعلن أن للثورة المباركة مآلات لا يمكن أن تزورّ عنها وأن لها أهدافاً لا يمكن لتسويات سياسية بأجندات غير سورية أن تحوّرها، أو أن تحرفها عن وجهتها الأكيدة حيث مرفأ الوصول المتمثّل في انتصارها وتحقيقها للدولة المدنية الديمقراطية التعددية.
لن يستطيع الموقع أن يحقق أهدافه ورسالته ما لم يعمل كل المؤمنين بالديمقراطية على رفده بآرائهم وتحليلاتهم، ولهذا فإنه يدعو كل حالم بسوريا مدنية ديمقراطية تعددية إلى إغناء الموقع والمشاركة في تحويله إلى منبر حقيقي للأصوات المطالبة بالحرية التي لا بد سنتنسم عبيرها طال الزمن أم قصر.