لم تكن العاصفة “أورسولا”، التي تضرب لبنان منذ يوم أمس، أقل ضرراً على مخيمات اللاجئين السوريين في منطقة البقاع، شرقي البلاد، فهي كسابقاتها، حيث سببت باقتلاع عدد من الخيام البلاستيكية، بفعل الرياح القوية، والسيول الموحلة، في حين لم يجد الأطفال وكبار السن، إلا القليل، ليدرؤوا به البرد عن أنفسهم.
أحد المخيمات في بلدة “حوش الحريمة” في منطقة البقاع، يلخص الحالة المأساوية التي يعيشها هؤلاء اللاجئون في خيامهم البلاستيكية التي اقتحمتها المياه، وتطاير بعضها بفعل الرياح، فيما البرد القارس لم يستأذن ساكنيها ليفتك بالأطفال وكبار السن والمرضى، في ظل انعدام المساعدات الطبية والغذائية والشتوية.
بعض العائلات وجدت القليل من مواد التدفئة، التي تقيها البرد ولو لساعات، مطالبة في الوقت نفسه، الهيئات الإغاثية، بإيصال المساعدات الشتوية بشكل عاجل لمخيمهم والمخيمات الأخرى، التي لا تقل حاجة عن مخيم “حوش الحريمة”.
وقالت الحاجة أم يوسف: “لا حطب، ولا مواد تدفئة موجودة لدينا، كي نحتمي من العاصفة وبرودتها”، مشيرة إلى أن “المساعدات الأممية قليلة جداً، بل معدومة”.
ووصفت أم يوسف، أوضاع اللاجئين في المخيمات، في هذه الأجواء بأنها “سيئة للغاية”، معربة عن أملها في إنهاء الحرب التي تعيشها سورية كي تعود إلى ديارها.
ويستمر الطقس العاصف في لبنان حتى يوم غد الأربعاء، حيث ستغادر “أورسولا” البلاد، بعدما ترافقت مع موجة من البرد القارس، والأمطار الغزيرة، والرياح القوية، لتحلّ محلها عاصفة جديدة أكثر برودة، يوم السبت المقبل، ستحمل اسم “تل عمارة”، وفقاً لبيان صادر مصلحة الأرصاد الجوية اللبنانية.
يشار إلى أن أكثر من مليون و200 ألف لاجئ سوري، يتواجدون على الأراضي اللبنانية، غالبيتهم يعيشون في مخيمات عشوائية في مناطق ريفية وجبلية، في مختلف أنحاء البلاد، التي تعاني أصلاً من أزمات اقتصادية وسياسية وأمنية عديدة.
الاناضول