نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية مقالا اشترك في كتابته براثيبان غلوسيكارام وكارثيك راماكريشنان، وأشارا فيه إلى مرور أسبوع على هجمات باريس التي تبناها تنظيم الدولة الإسلامية، وإلى اكتشاف أن أحد منفذي الهجمات كان يحمل جواز سفر سوريا مزورا، وأضاف الكاتبان أن أكثر من نصف حكام الولايات الأميركية أعلنوا رفضهم قبول لاجئين سوريين للإقامة في ولاياتهم، لكن الكاتبين قالا إن القانون الأميركي واضح، وإنه لا يحق لهذه الولايات رفض استقبال اللاجئين، وقال الكاتبان إن الرئيس الأميركي بارك أوباما سبق أن أشار إلى الأوضاع المأساوية للشعب السوري في ظل الحرب التي تعصف بالبلاد منذ نحو خمس سنوات، وإلى أن الولايات المتحدة بصدد استقبال عشرة آلاف لاجئ سوري، وأضاف الكاتبان أنه لا يحق لأحد منعهم من الإقامة في أي ولاية أميركية حال دخولهم البلاد، كما نشرت الصحيفة مقالا للكاتبة أليكساندرا بيرتي، دعت فيه إلى استقبال اللاجئين السوريين في الولايات المتحدة، وقالت إنه ليس للاجئين ذنب بما يفعله الإرهابيون، وأضافت أن جميع منفذي هجمات باريس مواطنون أوروبيون وليسوا سوريين.
شرت صحيفة ذي كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية مقالا للكاتب نيكولاس بلانفورد قال فيه إن تنظيم الدولة بدل استراتيجيته وصار يهدد الغرب بشن هجماته على المستوى العالمي، وإن هذه السياسة تحمل في طياتها مخاطر كبيرة على دول الغرب وعلى التنظيم نفسه، وأوضح أن تنظيم الدولة عندما يشن هجمات في أنحاء متفرقة من العالم، فإنه يستعدي المزيد من القوى الكبرى ضده، وهذا ما بدا في أعقاب إسقاطه طائرة الركاب الروسية وإثر شنه سلسلة هجمات ضد باريس، وأضاف الكاتب أن تنظيم الدولة يعاني الآن ضغوطا هي الأقوى في كل من سوريا والعراق، وأنه لم يتلق مثل هذه الضربات الجوية منذ أعلن عن دولة “الخلافة” منتصف العام الماضي، لكن الضربات الجوية لا تحقق الكثير.
قالت صحيفة إلموندو الإسبانية إن ظهور تنظيم الدولة هو نتيجة لأخطاء تاريخية ارتكبها الغرب، وسياسات ديكتاتورية في الدول العربية، وأن الحل الأفضل للقضاء على هذا التنظيم هو دعم قوة عربية سنية في مواجهته، ولفتت الصحيفة إلى أنه بينما يواصل عناصر تنظيم الدولة زرع الرعب والدمار في شوارع أوروبا، ويطلقون دعواتهم لقتل “الصليبيين”، يبدو الانتصار على هذا التنظيم الدموي في سوريا والعراق أمرا معقدا جدا، وبعيد المنال في الوقت الحاضر، وأضافت أن نجاح هذا التنظيم في بسط سيطرته على أجزاء مهمة من سوريا والعراق، يعود أساسا إلى سلسلة من الأخطاء التاريخية التي ارتكبتها القوى الغربية، والسياسات الفاشلة التي اعتمدتها الديكتاتوريات العربية لعقود من الزمن، وهو ما أدى إلى تغذية التطرف وتمكين الإرهاب من أن تكون له هيكلة وتنظيم محكم، ما يعقد مهمة مواجهة هذا الخطر في الوقت الحالي، وقالت الصحيفة إن عددا من المحللين يحذرون من التعويل في مهمة دحر تنظيم الدولة على أنظمة ديكتاتورية، لطالما قامت بخنق شعوبها وقمع تطلعاتها نحو الحرية، وهو ما أدى إلى دفع الشباب المهمش نحو براثن التطرف والعنف، وذكرت الصحيفة في السياق نفسه أن الأجهزة الأمنية في سوريا ومصر تلاعبت بالشباب المتطرف لإفساد الربيع العربي، وقامت بتحرير السجناء المتشددين وغض النظر عن المسلحين، وساهمت في صعود التيار السلفي المتشدد لإقناع الغرب بأن دعم الديكتاتورية أفضل وهو الحل الوحيد.
في صحيفة الشرق الأوسط نقرأ مقالا لفايز سارة بعنوان “السوريون في الحرب على «داعش»!”، يتساءل فيه عن مكانة السوريين في وسط الحرب الدولية على “داعش” ودورهم فيها، مبينا أن “داعش” باتت تستوطن نحو نصف مساحة البلاد، وأنها على مدى عامين من انتشارها في سوريا، خلفت عشرات آلاف الضحايا، وأذاقت أضعافهم مرارة التطرف والإرهاب، فقتلت وعذبت وخطفت، واستعبدت وأذلت سوريين في كل مكان حلت فيه، ورأى الكاتب أنه وسط هذه الجرائم بدا من الطبيعي، أن يقف السوريون في مواجهة “داعش”، وأن يدخلوا الحرب ضده من أوسع الأبواب، موضحا أن هناك ثلاث من أبرز محطات حرب السوريين على هذا التنظيم في العامين الأخيرين؛ أولاها حرب تشكيلات المعارضة المسلحة ضده في ريفي إدلب وحلب في العام الماضي، والتي تصدرتها في ذلك الوقت جبهة ثوار سوريا، وكان من نتيجتها قتل وجرح وأسر مئات من عناصر “داعش” وطرده من تلك المناطق شرقًا، والثانية حرب عشائر الشعيطات في دير الزور، التي وإن أدت إلى خسارة بشرية كبيرة لحقت بالشعيطات، فإنها أصابت “داعش” بخسائر كبيرة، والمحطة الثالثة? كانت في حرب قوات بركان الفرات? التي تتشارك فيها قوات من الجيش الحر وقوات الحماية الشعبية الكردية في عين العرب? مما ألحق هزيمة كبيرة بـ”داعش” وجعل قاعدته الرئيسية في الرقة هدفًا قريبًا? وكله يضاف إلى معارك القوات الكردية? التي تتواصل مع “داعش” في الحسكة وأريافها، وشدد كاتب المقال على أن حرب السوريين على “داعش”، كانت الأكثر أثًرا في مواجهته، مبرزا أنها حرب قابلها نظام الأسد بالتواطؤ مع “داعش” في تدخله مرات كثيرة عبر القيام بقصف المقاتلين ضد “داعش”، وتسليمه مناطق هددت قوات المعارضة بالاستيلاء عليها.
نطالع في صحيفة القدس العربي مقالا كتبه فيصل القاسم تحت عنوان “العرب بين سندان الطاغية المحلي وكفيله الخارجي”، الكاتب أشار إلى أن الثورات لم تعد شأناً محلياً بحتاً، بل هي محكومة بعدة عوامل، وأهمها الآن، بعد العامل المحلي، هو العامل الخارجي، واستشهد الكاتب بالتجربة السورية للتدليل على أن الشعوب العربية ستجد نفسها، إذا ثارت على الأنظمة المحلية، بين فكي الطاغية المحلي وكفيله الخارجي، مبينا أن الثوار السوريين ظنوا أن عملية إسقاط النظام لا تتطلب سوى مظاهرات سلمية عارمة في عموم المدن السورية، فيسقط النظام بسهولة، ولم يدر في خلد السوريين أن معظم الأنظمة العربية مجرد واجهات لقوى خارجية، فقد ذهب المستعمر بشكله الأجنبي، لكنه ترك وراءه عميله المحلي ليدير البلاد بالنيابة عن المتحكم الخارجي، ولفت الكاتب إلى أن السوريين قد ظنوا أن بلدهم حر مستقل، لكنهم اكتشفوا متأخرين أن النظام الذي تشدق طويلاً بالسيادة الوطنية والعزة القومية لم يكن سوى وكيل رخيص للروس، مبرزا أن هذا النظام لو لم يكن كذلك، لما استخدمت روسيا الفيتو مرات ومرات في مجلس الأمن لتحمي عميلها في دمشق، وعندما وجدت روسيا أن العميل المحلي لم يعد قادراً على حماية نفسه، وبالتالي حماية نفوذها في سوريا، تدخلت عسكرياً بشكل فج ومفضوح لحمايته من السقوط، ونوه الكاتب إلى أن الشعوب المسكينة اكتشفت متأخراً أنها لا تقاوم الآن فقط الديكتاتور الداخلي، بل تواجه في الآن ذاته حماته الخارجيين، وختم متسائلا: هل كان لبشار الأسد وكيل روسيا في سوريا ليصمد حتى الآن لولا دعم كفيله الخارجي؟ وقس على ذلك.
كتبت صحيفة الدستور الأردنية، في مقال بعنوان “هل سترسل عمان سفارة إلى دمشق”، أن مفردات ناعمة تتسرب في الصياغات السياسية للمسؤولين الرسميين في الأردن، هذه الفترة، عند الكلام عن سوريا، واعتبرت الصحيفة، في السياق ذاته، أن موقف الأردن معقد جدا، إذ بالرغم مما يقوله الرسميون من أنهم يتمنون حلا سياسيا لسوريا، إلا أن دمشق الرسمية تنظر إلى عمان بعين الريبة والحذر والشك، لتخلص إلى القول: نحن نسأل، وليس في الجعبة أي معلومات عما سيحدث، ونعيد السؤال عما إذا كانت عمان تفكر في الحديقة الخلفية للقرار السياسي في إعادة سفيرها إلى دمشق.
اعتبرت صحيفة الرياض السعودية، أن مسألة استمرار وجود النظام السوري في دمشق، يزيد من تعرض الأمن الدولي للخطر، مبرزة أن بقاؤه مغناطيس يجذب من خلاله المتطرفين من كل أنحاء العالم الذين يخضعون لعمليات تدريب وتوجيه ديني متطرف ثم يعادون إلى ديارهم لتلبية احتياجات النظام السوري وحلفائه، وأضافت الصحيفة أنه حتى روسيا حليف الأسد ترى اليوم أن تضخم الإرهاب التكفيري قد ينعكس سلباً على أمنها، لذا سارعت بتعديل مسارها السياسي والعسكري، وبدأت في التفكير عملياً في إنهاء الأزمة السورية، لتفادي تبعات ذلك على أمنها، ورأت أن رحيل الأسد، هو بداية النهاية لتنظيم “داعش”، إذ إن النظام السوري الذي لم يتورع عن القيام بكل شيء في سبيل إبادة الشعب لأجل أن يبقى؛ لن يجد غضاضة في أن يذهب لصناعة هذا التنظيم الإرهابي الذي يتفق مع النظام السوري في عداوة المعارضة السورية، مبينة أن الأسد يصف القوات المعارضة المعتدلة بالإرهابيين بينما تصفهم “داعش” بالمرتدين، إذاً فالتفسير الإجرائي للإرهاب الذي يطالب الأسد دول العالم بمحاربته؛ هم قوات المعارضة المعتدلة وليست “داعش”.
تحت عنوان “بشار.. داعم الإرهاب الأول”، كتبت صحيفة عكاظ السعودية، أنه عندما يتحدث بشار الأسد ينطق كذبا وزورا وبهتانا، وأوضحت أن الأسد يزعم أن تنظيم داعش لا يملك حاضنة في سوريا، ويتهم دولا بدعم الإرهاب وهو الحاضن الأكبر لإرهاب داعش وعميل للنظام الإيراني الذي يأتمر بإمرته والذي احتل الأرض السورية لكي يحولها لبؤرة إرهابية وطائفية، ونوهت الصحيفة إلى أن بشار يقول إنه لا يريد مرحلة انتقالية ولا يريد انتقالا سياسيا سلميا ولا يريد وقف قتل شعبه بزعم كبح الإرهاب، وهو زعيم الزمرة الإرهابية بدءا من مليشيات المالكي و”حزب الله” وانتهاء بالباسيج الإيراني الطائفي القميء الذي قتل الشعب السوري، مبرزة أن بشار عندما رفض المرحلة الانتقالية فإنه يقول مرة أخرى لا لمقررات فيينا وقراراتها ولا لجنيف بنسختيه، كما أشارت الصحيفة إلى أن الشعب السوري رفض الأسد بشكل كامل وهو لا يحمل صفة الشرعية ولا يمكن أن يكون هناك أمن وسلام واستقرار إلا برحيله من السلطة وتنفيذ مبادئ اتفاق جنيف1 لكي تنعم المنطقة بالأمن.