نشرت مجلة سلايت الناطقة بالفرنسية، مقالا حول الصراع الدائر في سوريا، جاء فيه أن درجة تعقيد هذا الصراع والأبعاد التي أخذها تنبئ بحقبة جديدة في تاريخ العلاقات الدولية، وأن فهم ما يحدث في المنطقة لا يتم إلا عبر تنزيله في إطاره الديني والإقليمي والدولي، وقال كاتب المقال إن الحرب في سوريا أصبحت رمزا لغموض وتعقيد المشهد الدولي، حيث إن هذه الحرب الأهلية تحولت إلى صراع إقليمي وتحد عالمي، وهي تمثل انعكاسا حقيقيا لما يعتبره الخبراء الدوليون تغيرا كبيرا في المشهد الدولي، وتشابكا غير مسبوق، وأشار المقال إلى أنه رغم كل هذا التعقيد في الصراع السوري، فإنه يمكن محاولة فهمه من خلال ثلاثة مفاتيح أساسية؛ وهي كونه صراعا دينيا بين القطبين السني والشيعي، كما أنه صراع إقليمي لبسط النفوذ في المنطقة، وهو أيضا لعبة ليّ ذراع بين الغرب بقيادة الولايات المتحدة من جهة، وروسيا من جهة أخرى، ورأى الكاتب أن وراء هذا الصراع الشيعي السني تختبئ أيضا حسابات إقليمية أخرى بين ثلاث قوى في الشرق الأوسط، وهي إيران وتركيا والسعودية، حيث تسعى إيران بعد سنوات من العزلة إلى استثمار الاتفاق النووي الذي وقعته مع الدول الكبرى، للخروج من عزلتها، والاعتماد على المليشيات الشيعية لتحقيق مكاسب إقليمية والظهور كلاعب رئيسي في المنطقة، وفي الختام، اعتبر الكاتب أن الوقت ما زال مبكرا لإصدار التوقعات بشأن مصير هذا الصراع، ولكنه حذر من أن روسيا التي أرسلت عددا كبيرا من مستشاريها وجنودها إلى سوريا، تواجه خطر الغرق في المستنقع السوري، على غرار ما حدث للاتحاد السوفيتي في أفغانستان، ولكن في الوقت الحاضر على الأقل، نجح الرئيس الروسي فلاديمير بوتن في فرض نفسه محاورا أساسيا في هذا الصراع، بعد أن ظل خلال الفترة الماضية مقصيا من المشهد الدولي، على خلفية قيامه بضم شبه جزيرة القرم ودخوله في الصراع الأوكراني.
- نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريرا، حول ما رواه مقاتلون فرنسيون كانوا في صفوف تنظيم الدولة، وتحدثت عن مخاوف المخابرات الفرنسية من نوايا هؤلاء العائدين، وقال التقرير، إن التنظيم خسر 9 آلاف مقاتل منذ بداية ضربات التحالف الدولي، ما أجبره على اعتماد خطط جديدة لتجنب الغارات الجوية، وعلى الاقتصار على عمليات نوعية، من أجل وقف نزيف الخسائر البشرية، وذكر التقرير أنه بمجرد وصول المتطوعين إلى الحدود السورية التركية، يكون مهربون تابعون لتنظيم الدولة في استقبالهم، لتهريبهم إلى مناطق سيطرة التنظيم، مضيفا أن هذه التجارة رائجة في سوريا، وأنها تؤمن للمجموعات المقاتلة ما تحتاجه من مقاتلين، ووصفت الصحيفة ظروف التدريب في معسكرات تنظيم الدولة، قائلة إن اليوم المثالي للتدريب في تلك المعسكرات يشمل الاستيقاظ عند الساعة الخامسة والنصف لأداء صلاة الصبح، والقيام بتمارين رياضية، مثل الجري وتمارين الضغط وتمارين الحواجز، بالإضافة إلى تدريبات عسكرية مثل القنص باستعمال الكلاشنكوف، وإطلاق القذائف الصاروخية والقنابل اليدوية، والتدريبات النفسية، مثل مقاومة البرد والجوع، إلى جانب دروس في العلوم الشرعية ومناوبات الحراسة الليلية، وذكرت الصحيفة أن المقاتلين يوزعون ضمن كتائب حسب لغتهم، وهو ما أدى بالناطقين باللغة الفرنسية، أي الفرنسيين والبلجيكيين، إلى الانغلاق على أنفسهم في مجموعات ضيقة، وجعلهم يحملون ثقافتهم الفرانكفونية معهم إلى سوريا، وقال التقرير إن المخابرات الفرنسية قلقة جدا حيال عودة المقاتلين من سوريا بإذن وموافقة تنظيم الدولة، وأنها تنظر إلى سوريا على أنها أصبحت مصنعا ضخما للإرهاب، موجها لضرب فرنسا وأوروبا على المدى القريب.
- نشرت صحيفة الشرق الأوسط مقالا لطارق الحميد بعنوان “الحوار مع الروس على الأرض”، تطرق فيه الكاتب إلى التدخل العسكري الروسي في سوريا، مبرزا أنه بينما كان الجميع يحاول فهم أبعاد هذا التدخل، كانت روسيا نفسها تحاول إيجاد صيغة مقنعة، وتبرير منطقي للتدخل يجعلها تحظى بدعم دولي، وبعد أن لفت إلى الإصرار السعودي على أن لا مكان للأسد، ولا دور لإيران التي تعتبر جزءا من المشكلة وليس الحل، نوه الكاتب إلى أن هناك دعما للمعارضة السورية المعتدلة بالسلاح، وذلك ليس لتغيير معادلة على الأرض، بمعنى إسقاط الأسد، وإنما للحد من إعادة تمدد قواته، وقوات الميليشيا الشيعية التي ترسلها إيران للدفاع عنه، مبينا أنه مع غياب أي حوار دبلوماسي جاد بين الحلفاء مع الروس، بات هناك حوارا مختلف يتم ملاحظته على الأرض، وأوضح الكاتب أن هذا الحوار الجديد على الأرض مع روسيا يراد منه عدم منح الروس والأسد فرصة لتغيير المعادلة على الأرض بشكل سريع، كما أنه يظهر قلق الحلفاء في سوريا من تكرار تجربة أفغانستان، معتبرا أن هذا الحوار العسكري على الأرض، هو ما دفع رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف إلى أن يناقض كل الطرح الروسي منذ التدخل بسوريا، عندما قال في حوار مع قناة تلفزيونية روسية: إنه “لا يهم حقيقة من يكون في الرئاسة، وإننا لا نريد أن يدير تنظيم داعش سوريا، بل يجب أن تكون حكومة متحضرة وشرعية.. وإن الأمر يرجع إلى الشعب السوري لتقرير من يكون رئيسا لسوريا”.
- نطالع في صحيفة العربي الجديد مقالا كتبه غازي دحمان تحت عنوان “سورية كما يرغبها بوتين”، الكاتب أشار إلى أن روسيا تتعمد عدم التوافق على تفاهمات مع الغرب بخصوص تدخلها العسكري في سوريا، مبينا أن موسكو تسير بهذه الاستراتيجية لسببين، يفضحهما السلوك الروسي نفسه: الأول لإيصال رسالة إلى الأطراف الإقليمية والدولية، أنها تتبع سياسة حافة الهاوية في حربها السورية، وبالتالي، فإن سقف التصعيد مفتوح إلى أبعد الحدود، ولا مشكلة لديها في هذا السياق، وتحاول، تالياً، استثمار هذه السياسة في تحقيق أكبر قدر من التنازلات، أما السبب الثاني، فهو لاعتقادها أن من شأن التوافق على قواعد واضحة للّعبة أن يؤثر على خططها، ويقيّد تصرفاتها، ولفت الكاتب إلى أن هناك عملية هندسة جغرافية وديمغرافية، تجريها روسيا على الواقع السوري، وقوامها صناعة مجال جغرافي، ينطوي على موقع استراتيجي، يتضمن الساحل واجهة على البحر المتوسط وسلسلة الجبال الممتدة من جبل الشيخ والقلمون، وصولاً إلى جبال العلويين، وبالنسبة للتركيبة الديمغرافية ضمن هذه المساحة، أوضح الكاتب أنها تضمن غالبية للأقليات في إطارها، بعد إجراء عملية مناقلات مستقبلية، إلى إطارها وتبادلات سكانية، مبرزا أنه هذه السياسة تتكامل مع تلك التي تجريها إيران في العراق، لإيجاد واقع سكاني جديد متواصل، يمتد من طهران حتى جنوب لبنان، يتناسب مع مصالح الطرفين، ويحمي الخاصرة الجنوبية لروسيا من خطر المتطرفين.
- نقلت صحيفة المستقبل اللبنانية عن مصادر إعلامية وصول القيادي الأبرز في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني إلى مدينة حلب، خصوصا بعد فشل الهجوم الذي تشنه قوات النظام مدعومة بالمليشيات التي ترعاها طهران، علما بأنه قام قبل أيام بزيارة خاطفة إلى مواقع المليشيات الإيرانية في الساحل السوري، ونقلت الصحيفة عن مواقع سورية أن سليماني غادر، السبت، ريف اللاذقية إلى حلب، حيث زار جبهات الراموسة والأكاديمية العسكرية التي توجد فيها بشكل رئيس مليشيا “حزب الله النجباء” العراقية، وأوضحت الصحيفة أن المصدر نشر صورا لسليماني مع عناصر من مليشيا “سيد الشهداء” العراقية والتي وصل قسم منها أخيرا إلى مدينة حلب استعدادا لما أطلقوا عليه اسم “معركة حلب الكبرى”، فيما لا يزال القسم الآخر في درعا لمشاركة النظام في معارك الشيخ مسكين، وأكد المصدر وجود نية لدى سليماني لزيارة درعا والقنيطرة جنوب سوريا في الأيام المقبلة، ليلتقي بمقاتلي الحرس الثوري الإيراني والمليشيات الأفغانية.
- تطرقت صحيفة الرأي الأردنية، في مقال لها، للتدخل الروسي في سوريا، وقالت إن موسكو، الواعية والكاشفة للنوايا الأمريكية الساعية لأفغنة الصراع السوري، تريد حربا جوية خاطفة وسريعة لتغيير المعادلة العسكرية على الأرض، وإجبار كل الأطراف المعنية على الجلوس حول طاولة المفاوضات للتوصل إلى وقف القتال والقبول بالحل السياسي للأزمة، واعتبر كاتب المقال أن روسيا، بتدخلها الجوي في الصراع السوري، تبعث رسائل إلى كل الجهات المعنية في العالم بأن المعادلات الدولية قد تغيرت، وأنه من دمشق يتم إعلان تكريس ولادة العالم الجديد متعدد الأقطاب.