الأناضول
قال كبير مستشاري الرئيس التركي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية التركية، “إبراهيم كالين”، إن الجدل بشأن الدستور ليس جديدًا، وهناك حاجة واضحة لتغيير الدستور الحالي لأنه صيغ بعد الانقلاب العسكري عام 1980”.
جاء ذلك خلال لقاء تلفزيوني مع قناة الجزيرة، وأضاف كالين: “إن تركيا تغيرت كثيراً، وتعززت قوتها الاقتصادية، حتى أصبحت في المرتبة 17 عالميًا، والـ 7 أوروبيًا، لذلك فهي بحاجة طبيعية لدستور جديد”.
وتابع قائلاً: “إن الدستور الحالي تم تعديله مراراً، لدرجة أفقدته جوهره، وجعلته بمثابة كتاب قانون كبير”، مضيفاً: “سبق أن اتفقت الأحزاب السياسية في البرلمان على أكثر من 60% من المواد التي يجب أن تكون في الدستور الجديد، لكن مازلت الخلافات قائمة حتى الآن”.
وحول الأزمة السورية، أكد كالين أن الحرب في سوريا لم تعد قضية إقليمية، بل أصبحت عالمية أثرت في كل بلدان المنطقة، مضيفاً: “عندما بدأت موجات الربيع العربي، كانت لدينا علاقات طيبة مع الرئيس السوري بشار الأسد.. نصحناه آنذاك بالاستماع لشعبه والاستجابة لمطالبه الشرعية”.
ولفت كالين إلى أن التدخل الروسي في سوريا عقد الأمور أكثر، مشيراً إلى أن التدخل الروسي والإيراني جعل النزاع في سوريا أكثر صعوبة عما كان عليه من قبل.
وأوضح كالين أن موقف بلاده من الأزمة تتمحور حول 3 نقاط هي “الحفاظ على وحدة سوريا”، وأن يكون “نظام الحكم في سوريا ديمقراطي”، وأن يضمن “حقوق الأقليات”.
ونوه كالين إلى أن نظام بشار الأسد صنع تنظيم “داعش” الإرهابي، ليقول للعالم “انظروا إذا رحلت أنا فهؤلاء المتوحشين سيحكمون سوريا”، لافتاً إلى أن داعش أصبحت ذريعة لكل دول العالم من أجل التدخل في المشرق العربي.
وفيما يتعلق بالتدخل العسكري الروسي في سوريا، أكد كالين أنه لا مشكلة لدى تركيا في حال استهدف تنظيم “داعش”، مشدداً على أن القصف الروسي حتى الآن، يركز بشكل أكبر على مواقع المعارضة السورية المعتدلة.
وحول تطبيع العلاقات التركية الإسرائيلية، جدد كالين شروط بلاده المتمثلة بالإعتذار، وتعويض أسر الضحايا، وتخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة، مشددة على أن علاقات بلاده مع اسرائيل مرهونة بمعاملة الأخيرة للفلسطينيين.
ووصف كالين الانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى بـ “التطور الخطير”، مشيراً أن المسجد الأقصى “ليس مجرد حرم ديني أو قطعة من الأرض، بل هو من أقدس مقدساتنا”.
وبشأن الموقف التركي من النظام الحاكم الآن في مصر، قال المسؤول التركي إن تركيا من البلدان القليلة في العالم التي أطلقت على ما حدث في مصر وصف “انقلاب”، وتابع القول “قلنا لن نعترف بذلك أبدًا، وليس لذلك علاقة بانتماء (أول رئيس مصري منتخب) محمد مرسي للإخوان، وانتماء السيسي للمؤسسة العسكرية”.