French President Emmanuel Macron arrives for a meeting with Belgian Prime Minister Charles Michel and Luxembourg's Prime Minister Xavier Bettel at Senningen castle in Luxembourg, August 29, 2017. REUTERS/Francois Lenoir

باريس، آستانة – أ ف ب
دعا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان اليوم (الجمعة) القوى الكبرى إلى الاتفاق على جدول زمني لفترة انتقالية تفرض على السوريين، لكنه استبعد أي دور للرئيس بشار الأسد الذي قال إنه «قتل جزءاً من شعبه».
وجاءت تصريحات لو دريان على رغم ما بدا أنه تخفيف لموقف باريس في الأزمة السورية منذ وصول الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الرئاسة.
وكان التغيير الذي اقترحه ماكرون هو إسقاط المطالب برحيل الأسد شرطاً مسبقاً للمحادثات، على رغم أن مسؤولين فرنسيين ما زالوا يصرون على أن الأسد لا يمكن أن يمثل مستقبل سورية في الأمد الطويل.
لكن لو دريان الذي كان وزيراً للدفاع في عهد الرئيس السابق فرانسوا هولاند، قال إن الوضع تغير، إذ إن «داعش» يقف على حافة الهزيمة.
وأضاف أن التركيز يمكن أن يتحول الآن إلى حل الصراع الدائر منذ ست سنوات والذي حصد أرواح أكثر من 300 ألف شخص ودفع الملايين إلى ترك ديارهم.
وقال لو دريان لإذاعة «أر تي إل»: «لا يمكن أن يكون (الأسد) جزءاً من الحل. الحل هو التوصل مع كل الأطراف إلى جدول زمني لانتقال سياسي سيمكن من وضع دستور جديد وإجراء انتخابات». وتابع «لا يمكن أن يتم الانتقال في وجود بشار الأسد الذي قتل جزءاً من شعبه ودفع ملايين السوريين إلى مغادرة أراضيهم».
وذكر لو دريان أن القوى الإقليمية والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، وفرنسا من بينها، اتفقت على حظر الأسلحة الكيماوية وعلى ضرورة السماح بوصول المساعدات الإنسانية، والقضاء على ما وصفه بالجماعات المسلحة المحلية، وبالتالي يمكنها المضي في التوصل إلى حل عبر مجموعة اتصال دولية.
وأضاف أن الانتقال السياسي سيشمل دستوراً جديداً وإجراء انتخابات. ومضى بالقول «هذا ما نريد أن نفعله الآن حتى قبل أن يغادر الأسد. نفعل هذا بشكل مستقل لأننا لو انتظرنا السوريين حتى يتفقوا سننتظر وقتاً طويلاً وسيسقط آلاف آخرون من القتلى».
وقال ماكرون مراراً إنه يريد تشكيل مجموعة اتصال جديدة، لكن ديبلوماسيين فرنسيين لا يستطيعون حتى الآن تفسير كيف ستعمل تلك المجموعة ومن ستضم.
وتسعى فرنسا إلى مناقشة الأمر خلال الاجتماع المقبل للجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول (سبتمبر).
وسبق أن حاولت مجموعات اتصال عدة حل الأزمة، ومن بين ذلك في العام 2015 حينما جمعت المجموعة الدولية لدعم سورية الأطراف الإقليمية الرئيسة كافة، ومن بينها إيران، لكن المجموعة فقدت الزخم بعدما استعادت الحكومة السورية حلب التي كانت معقلاً رئيساً للمعارضة.
وجاءت تصريحات الوزير الفرنسي، في وقت أعلنت فيه السلطات في كازاخستان اليوم أن جولة جديدة من محادثات السلام بين النظام السوري والمعارضة ستجرى في آستانة في 14 و15 أيلول (سبتمبر) الجاري، بهدف تعزيز مناطق خفض التوتر.
وأوضحت وزارة خارجية كازاخستان في بيان أن «المشاركين يعتزمون تأكيد حدود مناطق خفض التوتر في إدلب وحمص والغوطة الشرقية».
ولم يذكر البيان منطقة خفض توتر رابعة في جنوب البلاد حيث تخشى إسرائيل والولايات المتحدة تدخلاً إيرانياً بعد وقف إطلاق النار المبرم برعاية موسكو وواشنطن في تموز (يوليو) الماضي.
وأعرب موفد الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي مستورا عن أمله في بدء محادثات سلام «حقيقية وجوهرية» بين النظام والمعارضة في جنيف في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.
ونظمت الأمم المتحدة جولات تفاوض عدة في جنيف، لكنها فشلت عموماً، ولا تزال تتعثر بسبب الخلافات حول مصير الأسد.