تعاظمت الدعوات بين الإسرائيليين للاعتراف بعجز وسائل الحسم العسكري والأمني والاستخباري، عن وضع حد للانتفاضة الثالثة.
وحذّرت نخب إسرائيلية من أن عدم استعداد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للاعتراف بالواقع، يدفعه لاتخاذ خطوات لا تزيد الأمور إلا تعقيدا.
وقال المعلق العسكري والسياسي، ران إيدليست، إن سياسات نتنياهو أفضت إلى تسليم قطاعات من المجتمع الإسرائيلي بحدوث العمليات، مشيرا إلى أن هذه العمليات باتت جزءا من الجدول اليومي للمستوطنين في إسرائيل.
وحذّر إيدليست في مقال نشرته صحيفة “معاريف” الإسرائيلية في عددها الصادر الاثنين، من أن قائمة العقوبات الجماعية التي يأمر نتنياهو بفرضها على الفلسطينيين بشكل يومي، لم تفض إلا إلى تعاظم الدافعية لدى الجمهور الفلسطيني لتنفيذ العمليات والتصميم على محاولة إلحاق أكبر قدر من الأذى بإسرائيل.
وشدد إيدليست على أن اليأس من إمكانية وقف هذه الموجة من العمليات يدفع نتنياهو إلى التعلق بأفكار “بائسة” لا تعجز عن وقف تعاظم اشتعال الانتفاضة، بل إنها أيضا تسهم في المس بمكانة إسرائيل الدولية وتقديم مسوغات إضافية لتجريمها في أرجاء العالم.
وقال إن “اليمين الحاكم يدعو لطرد عائلات منفذي العمليات، وهذا الأسلوب لم ينجح في الماضي ولن ينجح الآن، وماذا سنفعل عندها؟ هل سنقوم بطرد عشيرة كل منفذ عملية؟”.
وأضاف إيدليست أن نتنياهو يستيقظ كل يوم وهو يسأل نفسه: “ماذا سنقول للمواطنين الذي يتملكهم الفزع والخوف مما يحدث، كيف يكون بالإمكان تهدئة روعهم”.
وشدد إيدليست على أن أخطر التداعيات للانتفاضة الحالية هو أنها يمكن أن تفضي إلى انهيار السلطة الفلسطينية، “ما يعني أن تتحمل إسرائيل تبعات احتلالها المباشر للضفة الغربية؛ كل ما يترتب عليه ذلك من دفع ثمن اقتصادي وسياسي باهظ”.
وفي سياق متصل، قال المعلّق بن كاسبيت، إن العقوبات الجماعية التي يأمر بها نتنياهو يمكن أن تفضي إلى تقديم لوائح اتهام ضد إسرائيل أمام محاكم جرائم الحرب الدولية.
وفي تعليق بثته قناة التلفزة العاشرة الليلة الماضية، نوّه كاسبيت إلى أن “المرء لا يحتاج أن يكون خبير قانون ليدرك أن طرد عوائل منفذي العمليات من الضفة الغربية إلى قطاع غزة تعدّ جريمة حرب متكاملة الأركان”.
ونصح كاسبيت نتنياهو بالإقدام على خطوات سياسية عاجلة، من أجل تدارك الوضع ووضع حد لحالة التدهور الكبيرة في الأوضاع الأمنية.
وشدد كاسبيت على أننا يتوجب أن نعي طابع العوامل التي تدفع الشباب الفلسطيني لتنفيذ العمليات، مستعيدا العبارة التي قالها رئيس الوزراء ووزير الحرب ورئيس هيئة الأركان الأسبق إيهود براك: “لو ولدت فلسطينيا لانضممت إلى إحدى المنظمات الإرهابية”.
وفي سياق متصل، قال الكاتب الإسرائيلي آرييه شفيت، إن إسرائيل لا تملك ما يمكن أن تهدد به الفلسطينيين.
وفي مقابلة مع قناة التلفزة الأولى مساء الأحد، قال شفيت: “الاحتلال هو ما دفع الفلسطينيين للبحث عن الموت، لذا فإنه لا يوجد لدينا ما يمكننا أن نهددهم به وهذا سر عجز جيشنا ومخابراتنا عن مواجهة الانتفاضة”.
عربي 21