«الحياة»، رويترز، أ ف ب –
واصلت روسيا تعزيز وجودها العسكري في سورية بإعلانها إرسال حاملة مروحيات لـ «دعم العمليات الهجومية» للقوات النظامية السورية التي تقدمت أمس بغطاء من الطيران الروسي في ريف حلب شمالاً بالتزامن مع شن الطيران الروسي غارات على بلدتين في ريف إدلب هما جزء من هدنة رعتها إيران قبل أسابيع، في وقت أعلنت واشنطن أن 85 – 90 في المئة من الغارات الروسية استهدفت «المعارضة المعتدلة» وليس «داعش» وأن النظام «منهك». وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال لقائه المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في موسكو على ضرورة التمييز بين «المعارضة الشرعية والتنظيمات الإرهابية». وأكدت طهران رفضها التعاون مع واشنطن حول سورية.
واستعاد الجيش النظامي أمس السيطرة على طريق خناصر – اثريا المؤدي إلى مناطق سيطرته في مدينة حلب، بعدما قطع «داعش» جزءاً منه قبل أسبوعين. وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان»: «أبعدت قوات النظام تنظيم داعش عن الطريق بعد 12 يوماً على قطعه»، لافتاً إلى أن طائرات يعتقد أنها روسية نفذت «ضربات جوية على مناطق في بلدتي معرة مضرين ورام حمدان في شمال غربي سورية شملها اتفاق أبرمته الأطراف المتحاربة أيلول (سبتمبر) الماضي» في تركيا وبرعاية إيرانية.
وقال أناتولي أنتونوف نائب وزير الدفاع الروسي في الاجتماع الثالث لوزراء دفاع اتحاد دول جنوب شرقي آسيا أن القوات الجوية الروسية «ستواصل عمليات قصف مواقع الإرهابيين حتى انتهاء القوات المسلحة السورية من عملياتها الهجومية على التنظيمات الإرهابية». وأعلنت البحرية الروسية عن دخول سفينة «فيتسي أدميرال كولاكوف» إلى البحر المتوسط بعدما عبرت مضيق جبل طارق، وتحمل السفينة على متنها طائرات مروحية من طراز «كا – 27».
في المقابل، تحدث «المرصد» وناطق إعلامي من المعارضة عن إسقاط طائرة حربية سورية بنيران مضادة للطائرات في محافظة حماة ما اضطر الطيار إلى الخروج منها، بعد ساعات من سيطرة المعارضة على قاعدة تل عثمان العسكرية وحاجزي الشنابرة و «كازية حميدي» في ريف حماة الشمالي.
وفي واشنطن قالت آن باترسون أكبر ديبلوماسية أميركية معنية بشؤون الشرق الأوسط للجنة في الكونغرس إن ما بين 85 و90 في المئة من الضربات التي نفذتها روسيا أصابت المعارضة السورية المعتدلة. وقالت باترسون ومساعدة وزير الخارجية فيكتوريا نولاند في الكونغرس أن روسيا تتكبد «بين ٢ و٤ ملايين دولار يومياً في سورية». وأكدت باترسون أن النظام «منهك» وأن «المعارضة في الجنوب أقرب وأكثر اعتدالاً لتوجه الولايات المتحدة وتحرز تقدماً». وأكد المسؤول في وزارة الدفاع الكولونيل ستيف وارن أن «قوات التحالف العربي السوري وبدعم جوي من الولايات المتحدة وتركيا والتحالف الدولي استعادت بلدة الهولا قرب الحسكة من داعش وأن فتح قاعدة أنجرليك الجوية جنوب تركيا يساعد إلى حد كبير في هذه المهام».
سياسياً، نقل موقع «روسيا اليوم» عن لافروف قوله إن طاولة حوار التسوية حول سورية يجب أن تجمع كل مجموعات المعارضة. وقال: «يجب أن نحدد من هي المعارضة المعتدلة ومن هم الإرهابيون قبل عقد لقاء ثان حول سورية». وكانت الخارجية الأميركية أعلنت أن من السابق لأوانه أن تدعو الحكومة الروسية المعارضة السورية لإجراء محادثات في روسيا. وجرى اتصال هاتفي بين لافروف ونظيره الأميركي جون كيري أمس للتنسيق إزاء توحيد المعارضة السورية.
من جهته، قال المبعوث الدولي الذي عاد من دمشق ويعتزم زيارة واشنطن بعد موسكو: «الأمم المتحدة مستعدة، لبدء هذه العملية فوراً في جنيف في أسرع وقت ممكن». وأضاف: «سنسال ممثلي الحكومة والمعارضة». وأكد «لدينا خطة» تستند إلى ما يسمى بإعلان جنيف 2012 الذي ينص على انتقال سياسي في سورية، إضافة إلى «بيان فيينا». وأضاف: «علينا أن نعمل عليها بسرعة» مشيراً إلى أن المحادثات يجب أن تبدأ من دون شروط مسبقة من الطرفين.
في طهران، قال علي أكبر ولايتي مستشار المرشد علي خامنئي للشؤون الدولية إن طهران ترفض أي تعاون مع الولايات المتحدة حول سورية. ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء عن ولايتي قوله إن «إيران لا ولن تتعاون في شكل مباشر أو غير مباشر مع الولايات المتحدة». كما جدد لدى لقائه نائب وزير الخارجة السوري فيصل المقداد أن بلاده «لا تقبل أي مبادرة لا تقبل بها الحكومة السورية والشعب السوري». وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن «الشعب السوري وحده يقرر مستقبله بنفسه ولا يجب فرض أي شيء عليه».