لم يكن مثل هذا التسريب حول قضية حسّاسة كهذه ليخرج من البيت الأبيض لولا أنّ الجانب الإسرائيلي كان سبّاقاً في تسريب الاقتراح، ولم يرد عليه الأخير أثناء اللقاء. ويدرك نتنياهو عندما تقدم بالاقتراح أن الولايات المتحدة، في مثل هذا الشهر من العام المقبل، تكون قد انتخبت رئيساً جديداً خلفاً لأوباما، ولذلك فإن نتنياهو بذلك الاقتراح أراد الحصول من أوباما على ما امتنع عن تقديمه لإسرائيل جميع أسلافه.
ويعتبر مراقبون أنّ أوباما كان يعتزم تجاهل الرد على الطلب الإسرائيلي نهائياً، لولا خشيته من تأثير الصمت الأميركي على سير الجهود السياسية المتعلقة بحل الأزمة السورية، وهو ما يفسّر مجيء الرد الأميركي بعدما سرّب نتنياهو للصحافة الإسرائيلية نبأ الاقتراح.
وبحسب التسريبات، فإن نتنياهو طرح الاقتراح بجملة واحدة، ولم يدخل في أية تفاصيل، وهو ما ساعد أوباما على عدم التعقيب على الفور والتريث إلى وقت يكون فيه قد تشاور مع مؤسسات صنع السياسة الخارجية. وعلى الرغم من أن البيت الأبيض، بحسب المصادر الأميركية، لم يكن متأكداً من مدى جديّة نتنياهو في طلب الاعتراف الأميركي بالسيادة على الجولان المحتل، إلّا أن خروج الاقتراح إلى الصحافة الإسرائيلية يحتّم على المسؤولين الأميركيين التأكيد للعالم أنّ الموقف الأميركي لم يتغيّر بشأن هضبة الجولان. ويعيد مسؤولون أميركيون التأكيد أنّ مستقبل الجولان يجب أن يتحدد في مفاوضات تستند إلى قرار مجلس الأمن 242.
وبحسب ما سرّبه مسؤولون في البيت الأبيض، فإن موقف الولايات المتحدة الرافض لقضم الجولان السورية لن يتغير على المدى القريب. وتنقل مواقع إخبارية أميركية وإسرائيلية عن مصادر أميركية تبرير الرفض الأميركي، مشيرة إلى أن الاقتراح الإسرائيلي يؤثر سلباً على سير المفاوضات بشأن ترميم البيت السوري وكذلك بالعلاقة مع المعارضة السورية “المعتدلة” التي تدعمها الولايات المتحدة.
ويوضح مسؤول في البيت الأبيض، وفقاً للمصادر نفسها، أنّ من بين أسباب معارضة إدارة أوباما لأي اعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان مرتبط بالمفاوضات الجارية حالياً في فيينا، ويعتقد البيت الأبيض أن أي تغيير في هذه الآونة تجاه هذه المسألة، لن يؤدي إلّا إلى تبعات سلبية وتعقيدات إضافية على المسألة السورية المعقّدة أساساً.
14 نوفمبر 2015