وقع قسم من أهالي مدينة “كناكر” بريف دمشق الغربي، هدنة مع النظام، الذي قطع عنهم الطحين، والمواد الغذائية، ورواتب الموظفين والاتصالات منذ أواخر أيلول سبتمبر الماضي.
ونشرت وسائل إعلام النظام حينها أن 70 مسلحا من ثوار “كناكر”، سلموا أنفسهم للنظام مع سلاحهم.
“زمان الوصل”، وبعد عملية تقصٍّ طويلة، تمكّنت من التواصل مع أحد أعيان “كناكر” في العاصمة دمشق قبل أيام، وحدثنا عن التفاصيل الدقيقة للهدنة التي تحدث عنها إعلام النظام كثيرا.
*(اللواء 122) ودوره
يقول أحد أعيان مدينة كناكر، ويدعى أبو سمير: منذ بداية الصيف الماضي، قطع النظام رواتب الموظفين والمعلمين في مدينة كناكر، وبعدها بأيام قطع الطحين والمواد الغذائية، والاتصالات.
وفرض على المدينة حصارا محكما، وطلب من كافة الموظفين مراجعة فرع الأمن السياسي بريف دمشق للبت في أوضاعهم، ما دفع أهالي “كناكر” لتوقيع هدنة مع النظام، حيث ذهب 520 رجلا إلى مقر (اللواء 122)، القريب من المدينة.
وأكد أبو سمير لمراسل “زمان الوصل”، بالمنطقة الجنوبية من سوريا، أن هؤلاء الرجال لا علاقة لهم بالثورة السورية لامن قريب ولامن بعيد، وقاموا بتسليم النظام 20 بندقية آلية، معظمها غير صالح للاستعمال.
وأضاف إليها النظام 200 بندقية أخرى من عنده ليشعر الناس إعلاميا بأن “مسلحي كناكر”، سلموا أنفسهم وأسلحتهم كاملة.
ونفي أبو سمير نفيا قاطعا، أخبار النظام، التي تحدثت بوقتها عن قيام 70 مسلحا من الثوار في “كناكر” بتسليم أنفسهم وأسلحتهم للنظام. مؤكدا أن مقاتلا واحدا من الجيش الحر، لم يسلم نفسه للنظام، وأن كل ما قدمه الأهالي 20 بندقية، والتوقيع على محضر اتفاق مؤلف من 3 نسخ، لم يعرف مضمونه حتى الآن، لأن النظام لم يسمح لهم بقراءة المحضر.
*إطلاق سراح 6 معتقلين
وردا على سؤال “زمان الوصل” عن مكان توقيع الاتفاق، وما هي تفاصيله، قال أحد أعيان “كناكر”: تم توقيع الاتفاق في مقر (اللواء 122) بحضور قائد الفرقة السابعة، ومحافظ النظام بريف دمشق، ورئيس فرع الأمن العسكري بالقنيطرة (سعسع)، ورئيس فرع فلسطين، وقائد اللواء 122 التابع للفرقة السابعة، وتم على إثر “الهدنة”، إعادة المعلمين والمدرسين إلى وظائفهم، وإعطائهم الرواتب، والسماح للموظفين بالنزول إلى دمشق، وسمحوا بإدخال الطحين والمواد الغذائية، وتم إطلاق سراح 6 معتقلين من “كناكر”، كانوا في فرع الأمن العسكري بسعسع، ووعدوا من قبل وفد النظام بإخراج كافة معتقلي “كناكر” من سجون النظام، الذي يقدر عددهم بحوالي 300 معتقل، خلال فترة 3 أشهر، ولكن بعد مرور أكثر من شهر على الاتفاق لم يف النظام بوعده.
وأضاف بأن أمهات المعتقلين يذهبن يوميا لفرع الأمن العسكري في “سعسع”، لمعرفة مصير أبنائهن، ولا يلقون إلا التسويف والوعود الكاذبة. كما وعدهم النظام، أثناء توقيع الهدنة، بإدخال مواد البناء، ولكنه أيضا لم يف بوعده.