عقدت اللجنة المركزية لحزب الشعب الديمقراطي السوري، اجتماعها الدوري في اواخر كانون الأول الجاري. افتُتِحَ الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت اجلالاً ووفاءً لشهداء ثورتنا العظيمة، ومنهم شهداء الحزب الذي قضوا على درب انتصارها، وفي مقدمتهم الرفيق الشهيد مازن الحماده، الذي شُيِّعَتْ جنازته في دمشق في موكب مهيب شارك فيه آلاف السوريين الذين هتفوا لانتصار ثورتهم، مؤكدين وحدة الشعب السوري الطامح لبناء فجر سوريا الجديدة. كما خُصِّصت دقيقة صمت إكراماً للذكرى الاولى لرحيل الرفيق رياض الترك، الذي كرَّسَ حياته مناضلاً ومدافعاً عن حريِّة الشعب السوري وكرامته، ومبشِّراً بحتمية انتصار ثورته على الطغيان والتَّوحش.

على الصعيد السياسي:

  استأثرت التطورات السياسية التي عصفت بالمنطقة وفي سوريا بالنصيب الأكبر من النقاش، وخاصَّةً الزلزال السوري المتمثِّل بسقوط النظام وهروب الأسد وعصابته. فبعد توجيه التهاني لشعبنا بهذا النصر المؤزَّر، أكَّد الاجتماع بأننا أمام منعطف تاريخي كبير وحاسم، وأن تحرير سورية فتح الأفق واسعاً نحو المستقبل، ومازلنا في بداية الطريق وأمامنا مخاضات وصعوبات وتحديات كبيرة للوصول إلى سورية الجديدة وبناء الدولة الوطنية، دولة الحياة الدستورية والمؤسسات، دولة الحق والقانون والمواطنة، دولة الحريات والديمقراطية والتنوع الثقافي، وهذا يقع على كاهل كلِّ السوريين من هيئات المجتمع المدني والأحزاب والنقابات ورجال الفكر والثقافة والإعلام والفعاليات الاقتصادية وغيرهم من قوى المجتمع، والعمل في ورشة إعادة بناء سورية وطناً حراً لكل أبنائها. المهمة التي انتظرتها أجيال السوريين لأكثر من خمسين عاماً. وخَلُصَ النقاش إلى أن ما جرى يوم 8\12\2024، لا يمكن فصله بأي حال من الأحوال عن يوميات الثورة السورية بكل نجاحاتها وإخفاقاتها، وأن الضربة القاضية التي وجَّهها الثوار لنظام مترنَّح ومتهالك بفعل الثورة، لم تكن سوى تتويجاً لتضحيات السوريين في مختلف مراحلها، وإنجازاً تراكمياً لكلِّ نضالاته.

  وفي سياق آخر: توقَّف الاجتماع عند اللحظة الإقليمية والدولية التي شكَّلت خلفيةً فاعلة في هذا الحدث الجلل، فسقوط نظام الأسد لم يكن سوى تعبيراً مكثفاً عن نهاية دوره الوظيفي، بعد أن سبقه في هذا السقوط كل أركان المشروع الإيراني في المنطقة، وأصبح هدف إضعاف نفوذ إيران وضرب ومرتكزاته وأذرعه وميليشياته محطَّ إجماع دولي وإقليمي كبير.

على الصعيد الحزبي:

  ركَّزت مداخلات الرفاق، على أن الواقع السياسي الجديد يُدشِّن مرحلة تفرض علينا – وعلى نحو عاجل- ضرورة توسيع وتطوير أدوات الحزب النضالية في مختلف المستويات السياسية والتنظيمية والإعلامية، كما استعرض الاجتماع مختلف الخطط والتدابير الهادفة للارتقاء بدور الحزب وبمكانته في الحياة السياسية بعد انفتاح الآفاق أمام كل أشكال النشاط والعمل السياسي العلني داخل البلاد. وقد طاول البحث ثلاثة مناح يتوجب العمل عليها:

الأول: إيلاء كل الاهتمام للجانب التنظيمي ووضع البرامج الكفيلة بخلق الكوادر الحزبية الفاعلة والمؤثرة، وضرورة رفد التنظيم بطاقات الشباب الجدد وإبداعاتهم عبر خطة عملية تلاقي تطلعاتهم.

الثاني: بداية تتوجه اللجنة المركزية بالشكر والتقدير لنشاط مكتب الإعلام المركزي لمتابعة الأحداث وتغطيتها عبر موقع الحزب وصفحته على الفيس بوك، وعبر موقع “الرأي” وقناة “منتدى الرأي للحوار الديمقراطي” وحثت على المشاركة بتطوير نشاط الحزب الإعلامي من خلال تحديث أدواته وعصرنتها، وخاصة على صعيد وسائل التواصل الاجتماعي، والبحث بكل السبل لتوسيع قنوات التواصل والتفاعل مع الرفاق والاصدقاء والحلفاء والجمهور السوري.

الثالث: تفعيل دور المنتديات والندوات واللقاءات الشعبية الموسَّعة، للوقوف على حقيقة التطورات السياسية وخلفياتها، ولشرح مواقف الحزب وتعريف الجمهور السوري بوثائقه وبرامجه وتاريخه النضالي.

على صعيد المؤتمر الوطني السابع للحزب:

 ناقَشَ الاجتماع خيارات عقد المؤتمر السابع للحزب ضمن الظروف والمعطيات الجديدة، بما فيها عقده فيزيائياً في دمشق مع دراسة كل الامكانيات والتحضيرات اللازمة لذلك. ورأى الاجتماع أن الموعد الذي كان مقرراً لعقد المؤتمر في نهاية عام 2024، لم يعد قائماً بالنظر إلى التطورات الجديدة، وأن الوثائق المعدَّة للمؤتمر لم تعد تلبي لتغطية هذا التحول الكبير في سوريا، وقد قرر الاجتماع تأجيل عقد المؤتمر في النصف الأول من عام 2025، كما قرَّر إحالة وثائقه الأساسية التي أنجزت إلى لجان التحضير المختصة من أجل إعادة النظر في مضامينها وإدخال ما يمكن إدخاله من تعديلات يتطلبها دخول المرحلة الجديدة من العمل الوطني ومتابعة تطوراتها، كما قررت اللجنة المركزية تكثيف عقد اجتماعاتها شهرياً. 

  كل التبريك والتهاني لشعبنا بانتصار ثورته المجيدة.

  الرحمة والخلود لشهداء الثورة والحزب.

   تمنياتنا بالشفاء العاجل لكل الجرحى والمصابين.

   والعودة الآمنة والكريمة لملايين المهجرين السوريين.

   عاشت سوريا دولةً حرةً سيدةً مستقلةً.

   عاش الشعب السوري.

  24 / 12 / 2024

اللجنة المركزية

لحزب الشعب الديمقراطي السوري