بروكسل – مدار اليوم
بعد غياب أكثر من عقد عن البحر المتوسط، يبدأ حلف شمال الأطلسي وحلفاؤه أكبر تدريب عسكري، يوم غد الاثنين، حيث يستعرض قوته وسط البحر المتوسط، فيما تسعى روسيا لإثبات قوتها هناك أيضاً.
وتتزامن التدريبات مع قرار قوات البحرية الأمريكية إجراء تجارب على الدرع الصاروخية في أوروبا لأول مرة خلال الشهر الجاري.
وسيشارك في تدريبات حلف الشمال الأطلسي، 36 ألف جندي و230 وحدة عسكرية و 140 طائرة وأكثر من 60 سفينة على مدى خمسة أسابيع. ويريد الحلف وشركاؤه أن يظهروا أن بوسعهم التحرك فيما وصفه وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون “عالم أكثر قتامة وخطورة.”
وسيصل بعض كبار المسؤولين في الحلف إلى قاعدة جوية بجنوب إيطاليا لحضور استعراض بالطائرات وطائرات الهليكوبتر يوم الاثنين في ظل تساؤلات عن كيفية التعامل مع خطر روسي لم يعد يقتصر على جناح الحلف الشرقي.
وستجري الولايات المتحدة الأمريكية تجارب الدرع الصاروخية بمشاركة قوات من كندا وفرنسا وإسبانيا وبريطانيا وهولندا وألمانيا والنرويج وإيطاليا، حيث ستنضم 4 سفن أمريكية إلى 8 أخرى من البلدان المذكورة لإجراء تجارب من بينها اعتراض صاروخين في آن واحد أحدهما باليستي سيطلق من جزر ميدان في هبريدس البريطانية على سواحل إيسلندا، وآخر مضاد للسفن سيطلق من مسافة قريبة نسبيا.
وتهدف هذه التجارب حسب مسؤول أميركي في الأسطول البحري، إلى رفع مستوى التنسيق للتصدي لعدة صواريخ في آن واحد، وذلك في إطار ما يعرف بـ”المنظومة الموحدة للدفاع الجوي والدرع الصاروخية”.
وتطور الولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون مع الناتو الدرع الصاروخية في أوروبا خلال السنوات العشر الماضية بذريعة التصدي لهجوم صاروخي إيراني محتمل، غير أن هذه التحركات تلقى معارضة موسكو التي ترى فيها تهديداً مباشراً لأمنها.
تدريبات حلف الشمال الأطلسي وتجارب الولايات المتحدةـ تأتي بعد المناورات الصينية الروسية في البحر المتوسط، والتي بدأت 17مايو/ أيار الماضي، واستمرت حتى 21 من الشهر ذاته.
وشارك في المناورات الروسية الصينية حينها، 9 سفن صينية بينها فرقاطتا “ليني” و”واي فان” وسفينة مساعدة. ومثل الجانب الروسي في المناورات الطراد “موسكو” الحامل للصواريخ وسفينة الخفارة “لادني” وسفينتا الإنزال “ألكسندر بوتراكوفسكي” و”ألكسندر شابالين” بالإضافة إلى سفينة “سموم” العاملة بالوسادة الهوائية وقاطرة بحرية.
وأفادت وكالة “نوفوستي” بأن طراد “موسكو” الحامل للصواريخ يتموضع فيه مقر قيادة المناورات المشتركة، وأن نائب قائد سلاح البحرية الروسي الأميرال ألكسندر فيدوتينكوف ونائب قائد سلاح البحرية الصيني الأميرال دو جي جين اشرفا على قيادة المناورات.
ورغم أن تدريبات حلف الشمال الأطلسي، كانت مقررة قبل الحشد العسكري الروسي في سوريا ولا صلة لها بالأحداث، فإن تصاعد وتيرة الصراعات في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، يعطيها معنى آخر في ظل ما يمثله الوضع في سوريا من تحدي للحلف كي يستجيب للمخاطر المحيطة.
وما يزيد تلك المخاطر هو مضاعفت روسيا لتواجدها في البحر المتوسط، بعد أن أبحرت سفينة الحراسة الروسية “بيتليفي” 18 مايو/أيار من ميناء سيفاستوبول متوجهة إلى البحر الأبيض المتوسط، حيث ستنضم إلى مجموعة السفن الروسية الدائمة في المنطقة.