أنقرة – أ ب، رويترز، أ ف ب
أوردت صحيفة «حرييت» التركية أن الارهابي منفّذ مجزرة الملهى الليلي في إسطنبول ليلة رأس السنة، والذي أوقف ليل الإثنين – الثلثاء، أبلغ المحققين أنه تلقّى أوامره مباشرة من مدينة الرقة، معقل تنظيم «داعش» في سورية، مشيراً إلى أنه غيّر هدفه الأساسي بسبب تدابير أمن مشدّدة في المدينة.
وأفادت وكالة «الأناضول» الرسمية بأن وحدات مكافحة الإرهاب «توصلت إلى معلومات عن انتقال شخص كان يقيم مع منفذ هجوم» إسطنبول عبد القادر مشاريبوف، في منزل بولاية قونية وسط تركيا، إلى ولاية بورصة غرباً. وأضافت أنها «رصدت تحركات هذا الشخص ومَن تواصل معهم»، ونفذت 7 حملات دهم متزامنة، أوقفت خلالها 27 شخصاً، بينهم 15 امرأة، للاشتباه في انتمائهم إلى «داعش» وصلتهم بالهجوم على الملهى.
وأشارت إلى أن الموقوفين هم من طاجيكستان وأوزبكستان وقرغيزستان، ومن مسلمي أقلية الأويغور في الصين. وتابعت أن الشرطة وضعت 29 ولداً في حجز وقائي، وصادرت في منزل فارغ 40 جواز سفر و38 بطاقة حماية موقتة مزورة و15 هاتفاً خليوياً.
وأوردت «حرييت» أن مشاريبوف وصل تركيا في 16 كانون الثاني (يناير) 2016 عبر إيران بعد تلقيه أوامر بالانضمام إلى الحرب في سورية، واستقر في مدينة قونية. ونقلت عنه قوله للمحققين خلال استجوابه: «أثناء وجودي هناك، تلقّيت أمراً من الرقة لتنفيذ هجوم ليلة رأس السنة في (ساحة) تقسيم» وسط إسطنبول.
وأضاف أنه سافر إلى المدينة في 16 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وتوجّه إلى ساحة «تقسيم» لإجراء عملية استكشاف، والتقط فيها صوراً أرسلها إلى أشخاص في الرقة. وفي ليلة رأس السنة، تبيّن له أن تنفيذ الهجوم في «تقسيم» ليس ممكناً، بسبب تدابير أمن مشدّدة، فعاود الاتصال بالشخص الذي أصدر الأوامر إليه، والذي أبلغه بوجوب إيجاد هدف آخر، فاستقل سيارة أجرة وجال على طول ضفاف البوسفور، ورصد ملهى «رينا» الليلي عند العاشرة مساءً، واعتبره «هدفاً مناسباً لشنّ هجوم»، إذ «لم تكن هناك تدابير أمن مشدّدة». وبعد نيله موافقة قائده في الرقة، استقلّ سيارة إجرة إلى حيّ زيتونبورنو الذي أقام فيه قبل يومين من ارتكابه الجريمة، وأخذ سلاحه من منزله وعاد إلى الملهى منفذاً المجزرة التي أوقعت 39 قتيلاً، نصفهم عرب، و69 جريحاً.
وكانت السلطات أوقفت مشاريبوف (34 سنة)، وهو أوزبكي، في شقة فاخرة في إسطنبول، وبرفقته رجل عراقي استأجر الشقة، وثلاث نساء من السنغال والصومال ومصر أفادت معلومات بأنهنّ خطّطن للانضمام إلى «داعش»، وكنّ يتسوّقن في المدينة.
وأوردت «حرييت» أن مشاريبوف تلقّى تدريباً عسكرياً لدى تنظيم «القاعدة» في العراق، علماً أن مسؤولين أتراكاً كانوا ذكروا أنه تدرّب في أفغانستان. وأفادت وكالة «دوغان» التركية الخاصة للأنباء بأن مشاريبوف درس الفيزياء في أوزبكستان.
واعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن توقيف الجاني «يظهر إلى أي مدى الشرطة التركية قوية ونافذة»، فيما رجّح وزير العدل بكير بوزداغ أن يؤدي احتجازه إلى كشف «معلومات مهمة» عن أساليب عمليات «داعش»، وأن يعزّز قدرة الحكومة على إحباط هجمات. أما نعمان كورتولموش، نائب رئيس الوزراء، فأعرب عن أمله في أن يؤدي توقيف مشاريبوف إلى كشف «القوة الحقيقية التي تقف وراء الهجوم».
على صعيد آخر، واصل البرلمان التركي درس تعديلات دستورية أعدّتها الحكومة لتحويل النظام رئاسياً، والذي اعتبر النائب من «حزب الشعب الجمهوري» محرّم إركيك أنه سيجعل أردوغان «الشخص الوحيد المتمتع بالحرية» في البلاد. والتقى رئيس الحزب كمال كيليجدارأوغلو رئيس حزب «الحركة القومية» دولت باهشلي الذي يؤيّد التعديلات، وأبلغه «مخاوفه من تبعات تغيير الدستور».
إلى ذلك، اتهم مدّعون أتراك رئيسَي «حزب الشعوب الديموقراطي» الكردي صلاح الدين دميرطاش وفيغن يوكسيكداغ، بقيادة تنظيم إرهابي والتحريض على العنف ونشر دعاية لدعم منظمة إرهابية، وطلبوا سجن دميرطاش 142 سنة ويوكسيكداغ 83 سنة.